أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - الديمقراطية في الدستور العراقي














المزيد.....

الديمقراطية في الدستور العراقي


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1291 - 2005 / 8 / 19 - 11:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يلاحظ جميع المتابعين للشأن السياسي العراقي المخاض الصعب لولادة دستور تتفق عليه القوى السياسية العراقية المتنوعة والمختلفة حد الفرقة ، فالخلاف ليس على مادة او على فقرة في الدستور ، وانما الخلاف على طريقة العيش في بلد واحد وتحت سقف واحد لشعوب وقوميات واديان ومذاهب مختلفة. وما لم يتنازل الجميع عن الكثير من ايمانهم ومعتقداتهم ورغباتهم وطموحاتهم ، لن يكون هناك اي اتفاق على دستور او طنبور. وكلنا يعرف ان جميع القوى السياسية لم تستطع الاتفاق على علم خاص للعراق الجديد يخلف العلم الذي خط فيه صدام زورا وبهتانا كلمة الله واكبر ، وهو الذي لايعرف سوى اكل السحت الحرام وقتل النفس التي حرم الله .
ان عدم اتفاق العراقيين على علم معين أسهم في بروز أزمة مع رئاسة اقليم كردستان التي رفضت رفع علم صدام الذي جرت تحت نجومه عمليات الانفال والقصف بالاسلحة الكيماوية وغير ذلك من جرائم يندى لها جبين الانسانية. وكانت اقتراحات القيادة الكردية اقتراحات ناجحة فطالبت باستبدال العلم الصدامي بعلم العراق الملكي او علم العراق الجمهوري ، ولما لم تجد اذانا صاغية من القوى السياسية العراقية لم تتوان في اختيار علم العراق الجمهوري فضربت بذلك القوى الشوفينية العراقية التي ادعت ان الكرد لايرفعون العلم العراقي لانهم دعاة انفصال ، فكانت مبادرتهم برفع العلم العراقي الجمهوري مبادرة فقأت عيون الشوفينيين والمغرضين وكل من يتصيد في الماء العكر ويتربص بالعراقيين – عربا وكردا وتركمانا وكلدانا واشوريين – الدوائر .
ان القوى السياسية التي لاتستطيع الاتفاق على استبدال علم صدام بعلم عراقي جديد تبدو لي أعجز من أن تستطيع كتابة دستور جديد لجميع العراقيين ، ولذلك نرى الدور الايجابي للقيادات الكردية في مناقشات الدستور ، والدور الحيوي للسيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني في محاولة التوفيق بين مختلف القوى السياسية العراقية المتنافرة من اجل الجلوس معا الى مائدة المفاوضات والاتفاق على الحد الادنى من الشروط لكتابة دستور يعطي الحقوق للجميع ولايسلب حق أحد مهما كانت قوميته صغيرة او مذهبه بسيطا او طائفته قليلة .
وبهذه المناسبة لانجد مناصا من الاعتراف بقوة تدخل الامريكان من خلال سفيرهم زلماي خليل زاد ، والتي نأمل ان تكون في صالح الشعب العراقي لا في صالح الاحزاب التي قد تفضل الحصول على مكاسب لاحزابها على حساب المكاسب الاجتماعية والسياسية لعموم الشعب العراقي .فصياغة الدستور ليست مغنما حزبيا او طائفيا او ايديولوجيا، لان البلاد التي لا تمتلك دستورا يأخذ بعين الاعتبار مصالح العراق كامة او كبلد متنوع الاديان والمذاهب والقوميات ، سيقع في مطبات لاتحمد عقباها .
ان الاختلاف على سبيل المثال على صيغة القسم التي طالبت بها قائمة الائتلاف وهي صيغة اقسم بالله العلي العظيم ، مع صيغة اقسم بالله العظيم ، التي طالبت بها مجموعة الاعضاء السنة ، تبدو لي خلافا فارغا لامعنى له ، ولايجب الوقوف امام مثل هذه القضايا البسيطة التي لاتغني ولاتسمن بالنسبة للشعب العراقي ، لان الله عظيم بذاته ، ولا حاجة لوصفه بالعظيم او العلي او غير ذلك ، ومن المفروض استخدام ماقل ودل من الالفاظ في كتابة الدستور ، وكان يمكن الاكتفاء بصيغة اقسم بالله ، وهي صيغة جامعة مانعة ، لانها تتضمن اسم الجلالة الذي يشمل كافة الاسماء الحسنى .
اما اذا استمرت لجان كتابة الدستور بالخلاف على الصغيرة والكبيرة دون دراية ودون حساب للمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم اليوم فسوف يحرمون انفسهم وشعبنا ووطننا فرصة السير في ركب الحضارة والدول التي سنت دساتيرها منذ قرون واتفقت على قواسم مشتركة ترضي جميع مكوناتها دون تمييز واستحواذ على حق الغير وان كان
مثقال ذرة .
ان الزعيق بالديمقراطية لاينفع ان لم يتجل بتطبيقات واقعية يستفيد منها الجميع ، وان التنازل عن الفوارق الكبرى التي تفصل بين مكونات الشعب العراقي هي أولى استحقاقات الديمقراطية ، فلا معنى للديمقراطية ان كنت مصرا على جميع حقوقي وامتيازاتي في مجتمع يضم من يختلف معي باللون والقومية والدين و المذهب. ومن الاولى ان ننصف الجموع التي حجبت عنها الحريات والامتيازات طوال عقود عجاف ، جعلتهم يفتقدون لمقومات التقدم والرفاه ، وان يحصل الجميع على فرص متكافئة اسوة بالدول المتقدمة في مجال حقوق الانسان والديمقراطية .
ولنا تجربة حيث نعيش في بلدان اوربا ، فرغم كوننا من مجموعات عرقية مختلفة ، لنا الحق في فتح مدارس خاصة بنا ، ونستطيع الحصول على دعم الدولة ، اضف الى ذلك دور العبادة التي تخصنا حسب ديننا ومذهبنا ، حتى لو كان الانسان يعبد حجرا . ولذلك يفئ الناس الى هذه الواحة من الديمقراطية في اوربا ، ليسعدوا بنسيم الحرية الذي يعبق في سماء بلدانها . ونتمنى أن نصل الى تخومها في أقرب الآجال .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكراد الفيلية بين نارين .... نار التبعية الايرانية ونار ال ...
- صدام في حضرة القاضي الهمام
- الزرقاوي أردني أم مبعوث أردني
- التنظيمات الفيلية والبوصلة الكردية
- التانغو الاخير لصدام
- الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية
- هلموا لنحاكم المجرم صدام حسين
- المسؤولية التاريخية في مواجهة الارهاب
- كونداليزا رايس ... ماهكذا تورد الابل
- اللور في كتابات مينورسكي ... ملاحظات واشارات
- تحايا بلون البنفسج الى هؤلاء الشيوعيين الاماجد
- ذكريات في رحاب السيد المسيح عليه السلام
- مؤتمرات القمة العربية ... في ميزان الفشل والنجاح
- استحقاقات مستعجلة للمرأة العراقية بمناسبة يوم المرأة العالمي
- الكرد الفيليون .... نحو مشاركة ايجابية اوسع في الانتخابات ال ...
- نتائج الانتخابات: مبروك للعراقيين .... مبروك للفائزين
- من اغتال رفيق الحريري
- الشعب العراقي مدعوالى تأييد ترشيح المناضل جلال الطالباني لمن ...
- أصابع بلون البنفسج .... دبكات كردية
- النخبُ الاول من أجل الانتخابات


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - الديمقراطية في الدستور العراقي