أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - نعمت الناصر .. الانسان محور مواضيعها والحفر سيد اساليبها وتقنياتها في العمل الفني واللوحة الصغيرة والمتوسطة نافذتها الفنية














المزيد.....

نعمت الناصر .. الانسان محور مواضيعها والحفر سيد اساليبها وتقنياتها في العمل الفني واللوحة الصغيرة والمتوسطة نافذتها الفنية


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 7754 - 2023 / 10 / 4 - 15:26
المحور: الادب والفن
    


يبدو ان الفنانة نعمت الناصر تظلّ تحمل تاريخها الفني او عينات منه وتعرضه في هذا المكان او ذاك مستهدفة نشر الثقافة البصرية على مستويات عديدة اهمها الارتقاء بالذائقة الفنية والحس الانسانيين, ليس في حدود الفن وحسب بل في مفهوم العدالة والنبل ومقاومة الظلم ونبذ الكراهية لكل ما يخرج عن سوية الانسان وفطرته , نجد هذا التنوع الكبير متجسدا بالمواضيع والتقنيات والاساليب والرؤى , والذي قد يحيله البعض إلى مراحل نمو وعي وثقافة وابداع الفنانة , ولكنها ليست الحقيقة كاملة , فالفنانة مجبولة على السعي المستمر نحو التغيير مع متزن ثقافي دقيق , أذ هي في قرارة نفسها تبحث عن شيء ما . شيءٌ يقلقها ويشكل لها همّآ وهاجسا انسانيا وفنيا تحاول استظهاره او المرور عليه او حتى تحقيقه , بعضه تحقق والبعض برسم التحقيق وبعصه صعب جدا تحقيقه وبعضه يتعدى عمرها الزمنى وبعضه ابدا لن يتحقق , فغاية ما يبحث عنه المبدع الحقيقي لم تحققه بعد الانسانية بتوالي وتكامل اجيالها ,, ربما اخره الخلود !!.
الناصر منشغلة كثيرا بالأنسان وإنفعالاته وحركاته وحضوره وغيابه أكدت هذه الحقيقة عناوين اللوحات، باعتبارها مفاتيح الاعمال الفنية اذ نلاحظ عناوين مثل ( انتظار ولقاء ورقص وحوار وفرحة ولا للحرب ولا معقول وتحرر... تلصص والمصلوب و إمرأة وام وامومة وعدد آخر من عنوانات اللوحات وكلها تتناول الإنسان حتى تلك الأعمال البعيدة عن الانسان، حاولت الفنانة وبجدية عالية أنسنتها .
يلاحظ جليا في بعض اللوحات إنفعالات الانسان وحسب الحالة التي هو فيها او يمر بها ولكن الغالب والطاغي هو الحزن الذي يغلف الخط ويفرش نفسه ممتدا علي مساحات اللون بينما الاسود والابيض في لوحات الكوليغراف يظل الخط هو الاداة والطريق الذي يمر منه حزن الفنانة ليستريح في الظل اللون الرمادي,
احيانا يرتفع الحزن ليصل درجة الغضب , عندها تظهر الشدة مجسدة في الحركات العصابية التي تدعمها الخطوط القوية الحادة والمستقيمة وعملية الحفر التي تضيف لها الثبات والعمق ... مع هذا كله يظل المهيمن على اعمال الفنانة والغالب هو الحزن الهاديء والتأمل . ومحاولات الالتآم والتعشيق مدفوعة بالانتماء المتبادل لعنصرين من عناصر الوجود وهما الإنسان الرجل والمرأة . يغلب على الخطوط الانحناء فهي خطوط منحنية بشكل رقيق وحنو مفعم بالعاطفة والود ولكن لم يغادره الحزن . كما تنوعت المواضيع عند الناصر فان تعدد التقنيات والاساليب والادوات كان كبيرا ومتنوعا.. وكما بقي الإنسان سيد مواضيعها، فان الحفر بقي سيد اساليبها والفاعل الأكثر حضورا وتأثيرا في أعمالها , ذلك لانها على علاقة طويلة وقوية مع هذا الفن الذي جعل من اناملها اشبه ما تكون باسنان سنجاب فنان ليس على الخشب فقط بل على صفائح المعادن ايضا فقد تعاملت بالحفر علي الزنك واللينوليوم والمونوبرنت ولكنها لم تتوقف عند هذه التقنية والادوات وقد نفذت بعض اللوحات التي تخوض قلق الانسان بالكوليغراف او قلم الرصاص كما في لوحة - أم - ويتضح من خلال التمعن في اعمالها ان الفنانة تختار التقنية او الأداة التي تناسب الموضوع بعينه لكي تضيف عليه الأدوات والتقنيات، ما لديها من قوة تعبيرية . وهذا الاسلوب الفني الذي ظل يتنقل في اعمالها من الواقعية حتى التجريد.، ولكن الهيمنة كانت وظلت للتعبيرية بحكم الموضوع واسلوب العمل التقني والملاحظ أيضآ ان جميع اعمالها من الحجم الصغير والمتوسط وكأنها تقدم عينات وخلاصات فنية مكثفة , وبهذه الاعمال المتنوعة موضوعات وتقنيات واساليب ورؤى فنية وفي عملها هذا تخط نعمت الناصر خطا فنياً منفردا وخاصا بها قد يكون التنوع أهم وأبرز ملامحه ولكنه يختزن الكثير من الإبداع الذي يحتاج الى منقب يعلمه ويعرف قيمته ويستظهره.

هذا ولم تنل الفنانة نعمت الناصر نصيبها من النقد الفني والنقل الاعلامي , مع انها كانت ولما تزل من بين افضل الفنانين في اقليم الشام ( سوريا , الاردن, فلسطين , لبنان ) ربما لأنها لم تتنازل عن ثوابتها المهنية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية , لصالح التيارات الثقافية والاعلامية التي غطست في مستنقع التضليل الثقافي والاعلامي الغربي , الذي يروج لمشاريع تسعى الى تدمير البنية الانسانية السوية وفطرتها. لصالح خرافات عقائدية , كالبقرة الصفراء واخواتها .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوباء السري الذي يفتك بالعراق
- الفنانة الاردنية مها المحيسن الوان تتدفق مشاعر وافكار
- مهنية قناتي بي بي سي عربي (BBC Arabic ) وفرانس 24 عربي (FRAN ...
- الاعلام الحر يفد حياده ونزاهته ويتحول الى الة حرب
- قراءة سريعة في الاعلام الغربي الناطق بالعربية
- وهم الصحافة المثالية
- الاعلام ,,, عندما يفقد مهنيته وحياده ويصبح في خدمة السياسة
- صدر حديثا .. - نصوص ادبية وعلمية وتراثية , مترجمة من الانجلي ...
- قول رئيس لمرؤسيه
- العراق .... مطالبٌ حقٌ يُراد بها خراباً
- من دفع داعش الى العراق يُريد تقسيمه واشعال حرب طائفية طويلة ...
- درس الحساب في ديمقراطية العراق ... ال 25 اكثر من 120 والجزء ...
- المالكي ليس العقبة الحقيقية التي تواجه تشكيل الحكومة العراقي ...
- زيارة البطريرك الماروني اللبناني الى اسرائيل تُنذر بخلافات ع ...
- لمَ تحارب السعوديةُ وقطرُ سوريةَ !؟
- ليلة الخميس
- من المستهدف في العراق .. منصب رئيس الوزراء ام شخصه !؟
- من يوميات ممرض عراقي
- هيستيريا اوردغان
- بماذا نصف اوردغان !؟


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - نعمت الناصر .. الانسان محور مواضيعها والحفر سيد اساليبها وتقنياتها في العمل الفني واللوحة الصغيرة والمتوسطة نافذتها الفنية