أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محيي المسعودي - العراق .... مطالبٌ حقٌ يُراد بها خراباً














المزيد.....

العراق .... مطالبٌ حقٌ يُراد بها خراباً


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 22:04
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


العراق .... مطالبٌ حقٌ يُراد بها خراباً
بقلم - محيي المسعودي
يوما بعد يوم تترسخ في العراق مفاهيم, ظاهرها حقٌ وهدفها خرابٌ , مفاهيمٌ قد رسمها وخطط لها ووضع برامجها اعداء العراق والمنطقة . ومن هذه المفاهيم ما يعرف سياسيا بـ " التوازن" فالعراقيون جميعا – سياسيون وعامة – باتوا اليوم يطالبون بتوازن المكونات العراقية في مؤسسات ومفاصل الدولة , وهو مطلبٌ حقٌ في ظاهره, اذ ليس من العدل ان يُهمش او يظلم اي مكوّن عراقي , ولكن ما لم يلتفت له العراقيون ويعالجونه هو ان طلب التوازن انما يعني في نتيجته وهدفه ( المحاصصة ) اي ترسيخ تقسيم المجتمع الواحد الى مجتمعات مستقلة وقطع تواصلها وفك اندماج بعضها مع البعض على اساس طائفي او عرقي , وعلى حساب الكفاءات الوطنية التي قد يتمركز وجودها في قومية او طائفة واحدة صغيرة دون غيرها . ان استمرار المطالبة بالتوازن والعمل عليها كفيل بترسيخ تقسيم العراق, فالتوازن اداة من ادوات المشروع الامريكي الاسرائيلي التقسيمي المعروف في المنطقة , وقد وصل الحال في هذه القضية الى ان السياسي العراقي بات يروّج لحملته السياسية ومشروعه من خلال شعار (التوازن هدفنا) وبات المجتمع يؤيد بتعصب من يتبنى هذا الشعار كمطلب او مفهوم . الى ذلك باتت المطالبة بمنح المحافظات والاقليم صلاحيات واسعة مشروعا سياسيا ليس على مستوى القومية او الطائفة بل داخل الطائفة او القومية الواحدة . اذ نرى مطالبات من محافظات جنوبية ( شيعية) تنادي بمنح محافظاتهم حق التصرف بالثروات والادارة والمشاريع الستراتيجية والمطارات والمنافذ الحدودية بل وحتى تقرير المصير , وكل هذا تمثلا باقليم كردستان الذي بات انموذجا لتقسيم العراق وهو اليوم دولة مستقلة تأخذ موازنتها من نفط البصرة . ولا تختلف في هذا الموضوع المحافظات الغربية ( السنية) التي باتت تطالب مرة باقليم واخرى بجيش خاص بها مثل جيش اقليم كردستان ولا يستبعد ان يطالبوا بدولة خلافة كما هي الحال في الموصل .
في حراك النخبة السياسية العراقية نرى التقسيم واضحا جدا وخاصة في المناصب الحكومية . حتى بات من العرف ( والعرف قرين الدستور) ان الاكراد لهم رئاسة الجمهورية والسنة رئاسة البرلمان والشيعة رئاسة الوزراء, وقد يوهمنا البعض ذات مرة فيعطي للكرد رئاسة البرلمان وللسنة رئاسة الجمهورية وربما تتبادل المكونات حتى رئاسة الوزراء بينما لا تتغير المعادلة اي بقاء العراق على شكل مكونات منفصلة متصارعة . بعد سنوات قادمات واجيال صاعدة سوف ينسى العراقيون ان العراق بلد واحد "وانه منذ كان هو بلد واحد " اي تماما كما اصبحوا اليوم - وبارادة الاكراد الانفصالية - يرون العراق بلدا اتحاديا ولا احد يعرف كيف اصبح العراق اتحاديا . اي مع اية دولة اتحد !؟
اذا بقيت الحال كما هي عليه الان – وهي باقية - ( مكونات وتوازن وتقاسم مناصب) سوف لن يعود العراق بلدا قويا ولن يبقى بلدا واحدا ابدا بل سيضعف ويضعف ثم يتقسم وتموت دولة اسمها العراق ويُلغى اسمها الى الابد . والحال هذه على العراقيين ساسة وعامة الناس ان يحاربوا ما يسمى بالتوازن واللامركزية وتقاسم المناصب على اسس طائفية او اثنية . وسيتعافى العراق عندما لا نعرف ديانة او قومية المسؤول العراقي وخاصة في الرئاسات والمناصب السيادية , فليس عيبا ان يحكم العراق اناس يؤمنون بالعراق ويحبونه ومخلصين له وهم من اقليات كالمسيحية او الصابئية او الايزيدية . وليس عيبا ان يحكم العراق اناس من الشيعة " الاغلبية" فقط او السنة فقط او العرب فقط او الاكراد فقط اذا كانوا وطنيين مخلصين لبلدهم حرصين على وحدته ومصالحة وسلامة شعبه وارضه . سيكون العراق بخير عندما لا يعرف المواطن العراقي او لا يهتم بمعرفة ديانة وقومية رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء والمسؤولين كافة . وعندما يحكم العراق حزب حصل على الاغلبية السياسية التي لا يستطيع احد تحديد هويتها الدينية او القومية بقدر معرفة المشروع الوطني الذي تؤيده عندها يتعافى العراق وينهض من جديد ...



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفع داعش الى العراق يُريد تقسيمه واشعال حرب طائفية طويلة ...
- درس الحساب في ديمقراطية العراق ... ال 25 اكثر من 120 والجزء ...
- المالكي ليس العقبة الحقيقية التي تواجه تشكيل الحكومة العراقي ...
- زيارة البطريرك الماروني اللبناني الى اسرائيل تُنذر بخلافات ع ...
- لمَ تحارب السعوديةُ وقطرُ سوريةَ !؟
- ليلة الخميس
- من المستهدف في العراق .. منصب رئيس الوزراء ام شخصه !؟
- من يوميات ممرض عراقي
- هيستيريا اوردغان
- بماذا نصف اوردغان !؟
- المقاومة اللبنانية تدفع الثمن لوحدها وتتقاسم المكاسب مع الجم ...
- -السُبَيْس- يعبّد الطريق الى مجلس النواب العراقي
- - قانون الاحوال الشخصية الجعفرية- انتهاكٌ لحقوق المرأة - طفل ...
- البوابة .... (شعر )
- 16 نائبا - عن بابل - في البرلمان العراقي , ماذا كانوا يفعلون ...
- مَن حوّل العمليات الفدائية العربية والاسلامية في فلسطين الى ...
- ذوات وذات
- هل يستطيع النجيفي دفع ديّة مئات الآلاف من ضحايا الارهاب في ا ...
- المالكي ليس طائفيا ... !؟
- رئيس البرلمان العراقي وأكثر من اربعين نائبا يؤيدون - داعش- و ...


المزيد.....




- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محيي المسعودي - العراق .... مطالبٌ حقٌ يُراد بها خراباً