أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - الفنانة الاردنية مها المحيسن الوان تتدفق مشاعر وافكار














المزيد.....

الفنانة الاردنية مها المحيسن الوان تتدفق مشاعر وافكار


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 7624 - 2023 / 5 / 27 - 04:52
المحور: الادب والفن
    


عمّان - محيي المسعوي



في مرسمها, الدهشة تقتاد العقل محفوفا بمشاعر واحاسيس تتراقص مثل عصافير الصبح في بستان يبذخ فاكهة ناضجة ... في مرسمها تلبس الأفكار والرؤى الوانا مائية في الصيف , وفي الشتاء تلتحف الوانا زيتية , اعمالها تتمخض فيها ثلاثة ارحام قبل ولادتها على لوح او جدار . الرحم الأول حس يشتعل في موقدها اليومي , تتلوى قربه بين برد قارص ولهيب حارق . ينتفض العقل يبحث عن خيار غير الاثنين ويمارس كل وسائل التجريب , يبقى منشغلا في الحال . يُدخل برودة الحياة القاسية في حريقها اللاهب , منتِجا طقسا قد يمتد مناخا لعديد من الأعمال . هذا هو الرحم الثاني , اما الرحم الثالث الذي يلد العمل الفني فهو هجين بين الرحمين . اذ يتقاسم العقل بخياله ومعارفه ورؤاه وكل طاقاته العملَ مع الاحاسيس والمشاعر بشفافيتها ورقتها وهواها ووجعها ونشوتها .
يتداخل الواقع والرؤى والاحلام في اعمال المحيسن اذ تُعبر الألوان عن مضامين ودواخل الاشكال التي خلقتها الأفكار والاحاسيس . ففي لحظة انفعال ما تجد الألوان تتدفق هائلة كانها عاصفة عاتية تجتاحك وانت تتأملها . وفي حال أخرى تسحرك الوان دافئة عذبة تدخلك عالما مخمليا , ومرة أخرى تجد نفسك تائها امام اعمالها وهي تغور بك في عوالم الخيال والتاريخ وحتى الجغرافية الطبيعية التي لم يرها احد .
مشاريعها كثيرة جدا وأُفقها واسع بسعة الفضاء الذي يسبح فيه عقلها واحاسيسها ولكن الواقع ضيق جدا لا يتسع حتى لضربة فرشاة من خيالها . تعمل باحتراف متقن ولكن الاحتراف لا يجد سوقا تسبح فيه الاعمال كسمكات بحرية , لتكون قوتا لفن لا يعيش بدون مردود يساوي قيمته , آخير اعمال الفنانة وليس آخرها مشروع فني يحاكي مدينة اربد عروس شمال الاردن . ومع انه عمل جداري يُجسّد ويُرمّز تاريخ المدينة منذ عشرات القرون والى حاضرها الان الا انه لم يجد الاهتمام والتمويل فظلّ منتظرا على الورق المقوى يتلوى حسرة على حياة كانت ستمنحها له مها المحيسن .
في لحظات وحالات ما, تصبح اللوحة مرآة عند المحيسن بشكل سحري تكشف لها كنه المستقبل , ترى فيها ما لا يستطيع الواقع ان يكشفه, اللون والشكل والخطوط تشكل صورة لمستقبل الفنانة , ولما قد يحدث لها في المستقبل . وهنا تنحاز اعمالها – في هذا المضمار – الى عالم الغيب , غيب في الغالب كان صادما للفنانة التي شرعت بتجنبه خوفا مما لا تريد ان يقع لها . فعندما ترسم نفسها انما ترسم ما سيُحدثه الزمن القادم في حياتها .
المحيسن امرأة مسكونة بالود والخوف والترقب تستشعر المستقبل ولا تستطيع تغيره او تجنبه , فتتكأ على الشجاعة والحب , وجناحها – الفن – لتطير في عوالم الامل والحلم والخيال والأفكار وترسم مجرة جديدة من التكوينات الحسية والعقلية في غيمة الوان ’ عاصفة ممطرة مرة , وهادئة متريثة تنثر زهرا مرة أخرى , تسبح فيها ’ وفي الغالب يقطر احساسها في مساراتها الوانا تتنفس منها حياة جديدة بعناصر تكفي للوجود الحي الفاعل .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهنية قناتي بي بي سي عربي (BBC Arabic ) وفرانس 24 عربي (FRAN ...
- الاعلام الحر يفد حياده ونزاهته ويتحول الى الة حرب
- قراءة سريعة في الاعلام الغربي الناطق بالعربية
- وهم الصحافة المثالية
- الاعلام ,,, عندما يفقد مهنيته وحياده ويصبح في خدمة السياسة
- صدر حديثا .. - نصوص ادبية وعلمية وتراثية , مترجمة من الانجلي ...
- قول رئيس لمرؤسيه
- العراق .... مطالبٌ حقٌ يُراد بها خراباً
- من دفع داعش الى العراق يُريد تقسيمه واشعال حرب طائفية طويلة ...
- درس الحساب في ديمقراطية العراق ... ال 25 اكثر من 120 والجزء ...
- المالكي ليس العقبة الحقيقية التي تواجه تشكيل الحكومة العراقي ...
- زيارة البطريرك الماروني اللبناني الى اسرائيل تُنذر بخلافات ع ...
- لمَ تحارب السعوديةُ وقطرُ سوريةَ !؟
- ليلة الخميس
- من المستهدف في العراق .. منصب رئيس الوزراء ام شخصه !؟
- من يوميات ممرض عراقي
- هيستيريا اوردغان
- بماذا نصف اوردغان !؟
- المقاومة اللبنانية تدفع الثمن لوحدها وتتقاسم المكاسب مع الجم ...
- -السُبَيْس- يعبّد الطريق الى مجلس النواب العراقي


المزيد.....




- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - الفنانة الاردنية مها المحيسن الوان تتدفق مشاعر وافكار