أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محيي المسعودي - الاعلام الحر يفد حياده ونزاهته ويتحول الى الة حرب














المزيد.....

الاعلام الحر يفد حياده ونزاهته ويتحول الى الة حرب


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 20:24
المحور: الصحافة والاعلام
    



نشرت العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية والمحطات التلفزيونية الغربية مقابلات وتحليلات ومقالات رأي للعديد من الكتاب، ركزت أغلبها على تشوية صورة روسيا، والتشكيك في سياساتها الخارجية وأسباب ودوافع حربها على أوكرانيا.، وبدت شبكات إعلامية ضخمة مثل (سي. إن. إن) الإخبارية، و«فوكس نيوز»، و«نيويورك تايمز»، وواشنطن بوست، وغيرها وكأنها تقود حملة منظمة للنيل من روسيا وشحن الرأي العام العالمي ضدها وضد رئيسها بما يتجاوز الهدف الخاص وهو وقف الحرب في أوكرانيا بل ولا حتى التعاطف مع أوكرانيا وشعبها في مواجهة ما تصفه بالعدوان الروسي الذي تتعرض له.
ومع ان الإعلام الغربي يزعم بانه ملتزم بالمعايير الاعلامية مثل الحياد اوالمهنية والموضوعية والنزاهة، فإن تغطيته لهذه الحرب أظهرت تجاوزه المقصود لهذه المعايير وانه انحاز انحيازاً واضحاً لجهة دون اخرى، وما تقوم به وسائل الإعلام البريطانية من تمجيد للأوكرانيين الذين يقاتلون الروس الا انحياز صارخ لم ولن يجرؤ على تبنيه فى أى من الصراعات الأخرى، اذ عرضت قناة سكاي نيوز البريطانية مقطعا يوضح كيفية صنع القنابل وجعلها فعالة قدر الإمكان ضد الروس. والسؤال هنا: ماذا لو كان هؤلاء الأشخاص الذين يصنعون العبوات الناسفة فلسطينيين!؟ اكيد سيصفهم الاعلام البريطاني بأنهم إرهابيون. ظهرت العديد من الأمثلة على هذا النفاق خلال تغطية الحرب الروسية الأوكرانية.
إن ازدواجية المعايير في تعامل وسائل الإعلام مع الأزمات، ولاسيما في الشرق الأوسط، بدا جلياً، فعدوان التحالف السعودي، الذي تجاوز عامه الثامن، حاز على تغطية منحازة إلى الرواية السعودية، المدعومة أميركياً.
وهكذا جرى الامر في حرب أوكرانيا, اذ كل ما تم بثه عن هذه الحرب يصب في اتجاه واحد يهاجم روسيا ويحملها المسؤولية لا من اجل أوكرانيا بل من أجل شحن الرأي العام العالمي ضد روسيا، كما تميز هذا الإعلام بالانتقائية في نشر ما يخدم توجهات القائمين عليه، واستبعاد أي آراء تحاول عرض الأمر من وجهة النظر الروسية او غير الروسية التي تخالف رواية الغرب من حيث أسباب ودوافع ومبررات هذه الحرب والتي يتحمل الغرب نفسه جزءاً من مسؤولية إشعالها لعدم تهدئة مخاوف روسيا من تمدد الناتو شرقاً.
ولم يكتفِ الغرب بذلك، بل عمل على تغييب وسائل الإعلام الروسية من خلال حظر القنوات التي تعبر عن وجهة نظر موسكو مثل «روسيا اليوم» و«سبوتنك»، بل وقامت شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى التي تدير وسائل التواصل الاجتماعي مثل «جوجل» و«فيسبوك» وغيرها بمنع وسائل الإعلام الروسية التي تمولها الدولة من استخدام تقنيتها الإعلانية لجمع إيرادات على مواقعها وتطبيقاتها، في حين سمحت هذه الشركات بنشر محتوى غير موثوق بثته بعض الجهات الإعلامية في أوكرانيا والغرب بما في ذلك فيديوهات وأفلام وتقارير مزيفة حول حالات الذعر التي تنتاب المدنيين عند إطلاق صافرات الإنذار أو تعرض لصور أسرى جنود روس أو صور لآليات روسية مدمرة تبين لاحقاً أنها جميعها مزيفة وغير حقيقية وذلك لتحقيق الهدف من هذه الحملة الإعلامية.
في المقابل، وكردة فعل اظطر الاعلام الروسي لممارسة الدور ذاته، - دفاعيا عن النفس - من خلال تصوير الحرب المستعرة في أوكرانيا بأنها «عملية عسكرية خاصة» وليست حرباً، واتهام الغرب وتحميله المسؤولية عن هذه العملية الروسية التي تصفها وسائل الإعلام الروسية بأنها ضرورية لوقف توسع «الناتو» شرقاً وتقليل التهديد الأمني للحلف، وإظهار جوانب التفوق الروسي في الحرب مع التغطية على بعض خسائر موسكو فيها.
لقد أظهر تعامل الإعلام الغربي والروسي على السواء طبيعة الدور الذي يمكن أن يقوم به الإعلام في إدارة الصراعات السياسية بين الدول، وأكد بأنه يمكن أن يكون سلاحاً مدمراً للصورة الذهنية، إذا لم يكن للدولة رصيد من شبكة العلاقات العامة مع الدوائر الإعلامية في العالم.
كما أكدت هذه الحرب من جديد حقيقة أن الإعلام بات سلاحاً فعالاً يمكن توظيفه لقلب موازين القوى، وأنه أصبح أحد أهم أدوات الاشتباك الجديد بين الدول، ليتجاوز بكثير دوره التقليدي باعتباره وسيلة لنشر الأخبار أو تسليط الضوء على قضايإ انسانية أو أمنية او ثقافية او اقتصادية، وإنما هو رأس الحربة في إدارة الحروب والأزمات السياسية بين الدول. كما كشفت الحرب غياب الحياد لصالح الانحياز والمصداقية لصالح التضليل والتهويل والإثارة والمهنية لصالح العبث.
وكشفت الحرب نفاق وكذب ادعاءات الاتحاد الأوروبى - باعلامه ومنظماته المدنية والسياسية - بخصوص دفاعه عن الاعلام الحر المحايد وحرية الرأى والتعبير وحقوق الانسان والمساواة. وكان اول الغيث ان حظر الاتحاد وسائل الإعلام الروسية، ليقدم رواية واحدة محدودة هي سرديته عن الأحداث الجارية. وكشفت وزيرة الخارجية البريطانية السابقة ليز تروس عن عنصريتها والازدواجية الغربية حين أعلنت انها ستدعم بشكل مطلق الأشخاص الذين يريدون السفر إلى أوكرانيا والقتال فيها ضد الروس، على الرغم من أن هذا التوجه غير قانونى فى بريطانيا؛ وقد سبق ان قامت الحكومة البريطانية بسجن الأشخاص الذين ذهبوا للقتال والدفاع عن المسنين والنساء والأطفال ضد جماعة داعش الإرهابية فى العراق وسوريا، وأولئك الذين احتجزتهم السلطات البريطانية ما زالوا يقضون عقوبتهم بالسجن. وهنا يخطر على بال كل عربي سؤال: هل ستدعم ليز تروس ذهاب شخص ما للقتال مع الفلسطينيين ضد النظام وآلة الجيش الأسرائيلى المحتل ؟ ليز هذه نفسها قبل شهور من هذه الحرب قدمت مشروع للحكومة البريطانية يصنف المقاومة الفلسطينية المدنية إرهابا وقبل المشروع , فاي نفاق واي ازدواجية يعيشها الغرب الذي يقوده اشخاص مثل " ليز تروس" !؟
يُذكر أنه تم حظر التلويح بالأعلام الفلسطينية فى ملاعب كرة القدم البريطانية؛ لأنه وكما يعلنون لا يجب خلط السياسة بالرياضة، بينما تم خلال الأيام القليلة الماضية توزيع الأعلام الأوكرانية فى ملاعب كرة القدم. وهنا يتبين ان الاعلام لم يعد بصاصا ولا رقيبا، ولا كاشفا للحقائق بل سلاح حربٍ امضى من الرصاص



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سريعة في الاعلام الغربي الناطق بالعربية
- وهم الصحافة المثالية
- الاعلام ,,, عندما يفقد مهنيته وحياده ويصبح في خدمة السياسة
- صدر حديثا .. - نصوص ادبية وعلمية وتراثية , مترجمة من الانجلي ...
- قول رئيس لمرؤسيه
- العراق .... مطالبٌ حقٌ يُراد بها خراباً
- من دفع داعش الى العراق يُريد تقسيمه واشعال حرب طائفية طويلة ...
- درس الحساب في ديمقراطية العراق ... ال 25 اكثر من 120 والجزء ...
- المالكي ليس العقبة الحقيقية التي تواجه تشكيل الحكومة العراقي ...
- زيارة البطريرك الماروني اللبناني الى اسرائيل تُنذر بخلافات ع ...
- لمَ تحارب السعوديةُ وقطرُ سوريةَ !؟
- ليلة الخميس
- من المستهدف في العراق .. منصب رئيس الوزراء ام شخصه !؟
- من يوميات ممرض عراقي
- هيستيريا اوردغان
- بماذا نصف اوردغان !؟
- المقاومة اللبنانية تدفع الثمن لوحدها وتتقاسم المكاسب مع الجم ...
- -السُبَيْس- يعبّد الطريق الى مجلس النواب العراقي
- - قانون الاحوال الشخصية الجعفرية- انتهاكٌ لحقوق المرأة - طفل ...
- البوابة .... (شعر )


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محيي المسعودي - الاعلام الحر يفد حياده ونزاهته ويتحول الى الة حرب