أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - حياة أخرى للنساء وروايتان قصيرتان














المزيد.....

حياة أخرى للنساء وروايتان قصيرتان


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7743 - 2023 / 9 / 23 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


رواية "حياة أخرى للنساء وروايتان قصيرتان"

للكاتب الصيني سُوتونغ
ترجمة يارا المَصري
فكرة في متاهة الحياة
قراءة سليم النجار

الرواية لا تبدأ من فراغ، إنّما تستند إلى معرفة أوليّة موطِئة لها، وفي ذات اللحظة نحن لا نجابهها إذا كانت خارج إطار مكاني، إذ تحكمنا آنية الزمان والمكان، ولا نتلقّاها بصمت قاتل، بل نبدؤها بأطروحات وأسئلة استكشافية، هي كلمات مفتاحية، هي وثيقة وجودنا وعقد مكتوب شفاهة، وهي قطرة لشلال هادر من استجابات، هذا ما ذهب له الكاتب الصيني سُوتونغ في روايته "حَياة أخرى للنساء وروايتان قصيرتان" الصادرة عن مسعى للنشر والتوزيع-القاهرة-٢٠١٨.
نتناول في هذه القراءة الرواية الأولى التي حملت عنوان "الربيع في مصنع تعليب اللحوم" القائمة على المجاز، ومن ثم نقف على حقيقة تموقُع المجاز في الرواية، إنّ القارّ في الأذهان أنّ أمرًا كهذا من المحال أن يتدافع ويتسارع، بل هو عبارة عن مرحلة استكشاف، كما فعل سُوتونغ في التعريف عن فكرته بشكل جلي بعيدًا عن الغموض، " -أيها العم شيوي، أنا لدي إحساس أنك تشبه شخصًا ما
-أشبه العمال؟ أنا عاملٌ في الأصل".
هذه الفقرة من الرواية تفتح سردها بشكل واضح لتدخل عالم النص الذي تم تشييده داخل مصنع اللحوم -الخنازير- ، إنّه تدبير عقلي لجملة من الدلالات والمعاني للظاهرة الإنسانية في إحداثيّتها المتحركة، "لن أذهب إلى أي مكان، أغلقت مي جون الكتاب فجأة، وحدَّقت إليه بتهكّمٍ واستهزاء وقالت: أريد الذهاب إلى المسلخ، دلّني على الطريق".
لم يلجأ الكاتب للأحكام المسبقة، إذ اتسم بالشموليّة المستمدّة من أطر ثقافية وتاريخية مطلقة وعامة، فالتفسير ذاتي، داخلي، وخاص، مقيّد للنص، مركّز، ومكثف، " -ماذا؟ هل تقصد أن العمل في المسلخ عمل مبتذل؟، تغيّرت في التو تعابير وجه العم قو الحنونة إلى نظرات غضب واحتقار وقال: أيها الرفيق، لا أوافقك على رأيك، دعني أسألك أيها الرفيق هل تأكل لحم الخنزير؟ تأكله؟ إذن جيد، إذا كان تصنيع لحوم الخنزير عملًا مبتذلًا، أكلها أمرٌ راقٍ ؟ ثمة عطب ما في تفكيرك أيها الرفيق، أذا فكر الناس مثلك، فلن نجد في سِلال الناس لحمًا".
إنّ مرحلة التفسير هي مرحلة تالية لمرحلة الفرضية والحدس والتنبؤ، حيث يتيقّن المؤول ممّا افترضه ويختبر مدى صحته ومعقوليّته، يقرنه بالمنتوج السردي ذي الترهين الحالي ويتوّلاه الكاتب بالشرح والتفسير والتعليل والتحليل، "أشعر بخيبة الأمل من نفسي، لا تعرفون كم ألقي الكلمة في الحلم بجزالة وفصاحة، اسألوا مي جون إن لم تصدقوني، سمعتني في الحلم أخوض مناقشة حادة وأفحمهم، أمر مذهل، وصفّقت لي حتى أحمرت كفاها، ولكن العمل في مصنع اللحوم غيرُ مُرْضٍ".
هنا يسعى سُوتونغ في سرده إلى بناء مرحلة بين الغرض الخيالي و الغرض التأويلي المعاش، بين أوّليات الفهم والفهم ذاته، "قال الشاعر الهاوي: الكل يستطيع الرحيل عن هذا المكان، يمنكك أن تتغيّب عن العمل، ستُفصل إن غبت مدة شهر، أو اذهب إلى المستشفى واطلب إجازة طويلة براتب، يمنكك أن ترحل بطرق كثيرة، لِمَ يزعجك هذا الامر؟"
كما أوضح الكاتب في فكرته السابقة أنّها مرحلة من السرد لتعديل الأحكام المسبقة، بالسلب أو الإيجاب، بالنفي أو الإقرار، بالحذف أو الأضافة، ولكي تكون هذه المرحلة ناجزة، عليها التسلّح بسياجات، أهمّها أن تنتخب منها ما يخدمها فحسب، "ليس هذا وقت المساعدات الإنسانية، لا أريد زيك المقطَّن، يمكننا أن نتحدث بلا توقف، وألا تتوقف عن الحركة، ربما على الاستمرار دافئين حتى الصباح".

يمكن القول أن رواية "الربيع في مصنع تعليب اللحوم" للكاتب الصيني سُوتونغ تخضع لآلية الفهم الذاتي، فهي تمثيل فعل ذاتي للقارئ، وفي ذات الوقت هي وضع المتلقّي داخل سيرورة التراث الثقافي الصيني الذي ينعت الأحكام المسبقة، ويضع قيَمه على المحك العملي والمعاش.



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية شجرة العروس
- يتيم أسرة تشاو
- رواية همسات من خلف الأسوار
- جريدة الطبل الفلسطينية كابوش في جوف الهاوية
- معبد الغريب
- حكايات لياوتشاي
- الطبل أول مجلة ساخرة في فلسطين
- رواية أين أنت يا أبي
- أوراق اقتصادية على طريق الحرير
- مجموعة قصصية النساء لا يفعلن ذلك
- أنا لدي حلم
- سيرة الشعب أساس الطموحات
- قراءة في كتاب فيروز
- في وداع محمد أبو حلتم
- رواية المرافعة للأسير حسام الديك
- حماس في فلسطين
- صورة حماس_الإخوان في غزة _
- نافذة هروب
- الكتابة ضد النسيان
- رواية نساء بطعم الرماد


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري الشاب أمير جادو
- -فنان العرب- يظهر في عيد ميلاده.. -روتانا- تحتفل به وآمال م ...
- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - حياة أخرى للنساء وروايتان قصيرتان