أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية أين أنت يا أبي














المزيد.....

رواية أين أنت يا أبي


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7695 - 2023 / 8 / 6 - 12:28
المحور: الادب والفن
    


رواية " أين أنت يا أبي؟" للأسير حسن فطافطة
صرخة الحرية
قراءة سليم النجار
ولد حسن فطافطة في بلدة ترقوميا بمحافظة الخليل عام ١٩٦١، حصل على شهادة البكالوريس في علم الاجتماع من جامعة بيرزيت عام ١٩٨٥، اعتقل أول مرة عام ١٩٨٧، وحكم عليه بالسجن خمسة أشهر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وفي بداية عام ١٩٩١ اعتقل إداريًا لمدة سنتين، وبعد ستة أشهر من الإفراج عنه تم اعتقاله مرة أخرى لمدة أربع سنوات، وفي عام ٢٠٠٠ تم مطاردته على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم اعتقاله ليُحكم عليه ١٨ عامًا، يقبع الآن في سجن نفحة الصحراوي، نشر العديد من المقالات والقصص القصيرة في عدد من الصحف الفلسطينية، وتعد رواية "أين أنت يا أبي؟" الصادرة عن مركز بيت المقدس باكورة أعماله.
تعد رواية "أين أنت يا أبي؟" ثيمة للتمرد على بطش الاحتلال الإسرائيلي، وحسن نموذج لهذا التحدي، فالبداية هي أن الإنسان معمر هذه الارض، يحدّد أنواع الصراع، فهو ليس صراعًا قويَّا، لكنه صراع وطني بين محتل وباحث عن حرية وطنه من نيران الاحتلال، "في سجن نفحة الصحراوي المقام في منطقة معزولة من صحراء النقب، وعلى بعد ساعات في الحافلة من أقصى جنوب الضفة الغربية، كان يمضي خليل عامه الثالث على التوالي دون أن يغادره إلى أي سجن آخر".
يرى تودوروف أنّ الحكي هو الحياة، بينما الحركة في إيقاعها، إذ تلجأ الرواية إلى تضمين الميتافيزيقا كجزء أصيل من بنائها السردي، مازجة بين الواقعية والعجائبية، والجنوح إلى الواقعية الاجتماعية، هادفة إلى تقديم رؤية خاصة للوجود، "عارف شو بدك تحكي، أسطوانتك عارفها كويس، أولادنا حالهم مش أحسن من حال أولاد كثير من الأسرى والشهداء، على الأقل أولادنا محظوظين بالمقارنة مع بعض الأطفال الآخرين، في أطفال ما تعرّفوا على آبائهم إلّا على شيك الزيارة".
هذا ما قدّمه حسن فطافطة في روايته التي تمثل جدلًا بين ما هو موروث وتاريخي ونمطي وتقليدي، وبين موقف متمرّد صار مقدسًا لا يجب المساس به، "لوم الذات هو العنوان الأبرز الذي سيطر على خليل في هذه الأيام العصيبة، حاول جاهدًا دون نجاح يُذكر أن يعيد التوازن لنفسه من خلال تركيز مشاعر الغضب التي تسيطر عليه تجاه من وضعوه خلف هذه الأسلاك الشائكة".
وهذا ما يجعل الراوي يوظّف عوالم الرواية لصالح نظرته الخاصة منذ بداية الخليقة، فتطوّر الصراع الإنساني مع عوالم رافضة للتمرد، تحت شعار الواقعية تقترب بشدة للخنوع، "يا سيدي أنا مش طالبة منك تترك النضال، بس على الأقل خفّف شوية، ارحم هالصغار وخليك حواليهم حتى يتجاوز الواحد منهم الخمس سنوات الأولى من عمره، مش أنت اللي دايمًا بتتردد نظرية الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل هي حجر الأساس يا سيدي ساهم في حجرها الأساسي".
إنّ حسن في روايته يرسم الشيطان على أنّه الآخر الذي خُلق ليتعقّب الإنسان الحر ويغويه عن حب الأرض، ويدفعه إلى غواية الحياة بدون كرامة، الشيطان شخصية درامية بكل المقاييس، حيث أثارت شخصية الشيطان المتمثّلة في الاحتلال خيال الكاتب لسيطرتها على حياة الإنسان الحر الرافض لهذه الغواية، راسمًا مهديّة تُعرّي هذا الطاغوت، "أمام هذا المشهد المبني على التقييم الذاتي للآخرين وفقاً لمدى الانسجام والتوافق النفسي، ليتجاوز هذا المشهد بآخر يوضح فكرته كروائي، ومع هذا لم يرفع الراية البيضاء كما فعل بعضهم ممن خذلهم المشهد ذاته، لم تنجح خيبة الأمل ممن خذلوه في الممارسة والتطبيق".
يتّسع الخطاب السردي في الرواية ليتخطى التاريخ إلى قريته بموروثها وتراثها، فيحدثنا الراوي عن منطقة ليست بعيدة عن فلسطين، تتسع الرؤية فتشمل البشرية والخلق والصراع الأزلي بين الحر والمستعمر لكرامته، حيث ورد:
"مضي شهران منذ أن وطئت قدمًا براء أرض القرية، بذلت أقصى درجات الضبط النفسي مع ذاتها في محاولة للتأقلم مع تفاصيل الحياة اليومية الحشرية".
بطل هذه الرواية دون منازع، المعتقل الإسرائيلي، حيث يفرز هذا البطل سلوكيات وممارسات على الأسير قد يراها بعض القرّاء غير مناسبة أو لا تليق، فعبّر الكاتب عن هذه السلوكيات بمشهديّة لافتة:
"سهل عليه الابتعاد عن دائرة الفعل النضالي، أو هكذا على الأقل اعتقد، ليكتشف خلال أقل من عامين من ابتعاده عن الهم الوطني والنضالي بحثًا عن همّه الشخصي والعائلي، بأنّ القصة لم تكن أكثر من مجرد إجازة قصيرة، استراحة المقاتل في زمن السلم".
إذا كان المعتقل هو بطل الرواية، فإنّ حسن فطافطة رمز الإنسان وصراعه لنيل حريته، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ حسن يتمسّك بثيمة الحرية التي دونها لا يمكن للإنسان العيش بسلام، وبهذا تتداخل الأيقونة الصورية مع أيقونة الكتابة الخلفية، لتعرض مشهدًا للعناصر الأولية التي بنيت عليها الرواية، ومدخلًا موجّهًا وكاشفًا للحدث عبر مساراته السردية المتشعّبة التي قد تعتمد التتابع للزمن، أو تحريف زمن الرواية بفعل الاسترجاع والاستشراف، أو من خلال تقطيع أوصاله عبر مشاهد تتطلب قارئًا فطنًا يلملم نسيج الحكاية ويعقد ما تباعد من حلقاتها وينظّمه في مكانه الصحيح.



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق اقتصادية على طريق الحرير
- مجموعة قصصية النساء لا يفعلن ذلك
- أنا لدي حلم
- سيرة الشعب أساس الطموحات
- قراءة في كتاب فيروز
- في وداع محمد أبو حلتم
- رواية المرافعة للأسير حسام الديك
- حماس في فلسطين
- صورة حماس_الإخوان في غزة _
- نافذة هروب
- الكتابة ضد النسيان
- رواية نساء بطعم الرماد
- رواية عندما تبتسم الشمس
- رواية حياة بعد الموت
- رواية أبواب ومفاتيح
- رواية بقعة عمياء
- رواية أنت طالق
- رواية منّ السما
- زحمة أفكار تستريح على رصيف الرواية
- رواية صيف مع العدو


المزيد.....




- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية أين أنت يا أبي