أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - جرائم النصب والاحتيال!














المزيد.....

جرائم النصب والاحتيال!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 07:04
المحور: حقوق الانسان
    



في المجتمعات التي تتوارى فيها القيم ، يختزل الإنسان مسعاه إلى تلبية غرائزه وتامين حاجاته المادية بأكثر الأشكال فجاجه مستعملا النصب والاحتيال الذي عمت جرائمه المؤسفة غالبية المجتمعات البشرية ، والتي لم يسلم من أداها مغربنا الحبيب الذي كثرت فيه قصصها التي كان يتمتع غالبية أبطالها بمواهب خاصة للغاية في الخطابة وبلاغة القول، كبعض شيوخ الدين الذي يعملون على إقناع الناس بأنهم كتلة متحركة من الخطايا والذنوب والآلام والحطام ليسوقوهم بعدها كالنعاج إلى حظيرتهم، ليسلخوهم بها، والرقاة الذين يدعون إخراج الجن وإبراء المرضى ، أو الدعاة المشعودين الذين يزعمون رؤية الغيب، أو فتيات الهوى اللواتي يوقعن بالرجال ، أو غيرهم كثير ممن اتخذوا النصب والاحتيال مهنة للإيقاع بالغفلة والسذج ومتوسطي ومحدودي الذكاء والقابلين للانخداع ، الذين يصدقون كل ما يسمعونه أو يتلقونه من الأكاذيب ، بطرق وحيل كثيرة وعلى درجة عالية من الإتقان في الخطابة وبلاغة القول، التي يستخدمها المحتال في إقناع من حوله وتغييب قله ، ودفعه إلى طاعته، والاستسلام لمطالبه ، ليتمكن من الاستيلاء على أمواله أو ممتلكاته ، دون مقاومة وعن طيب خاطر، مستعملا أهم سبل النصب وأخطرها المتمثلة في: إيهام المجني عليه بوجود مشروع كاذب، أو خلق الأمل في ربح وهمي ، أو إحداث وقائع مزورة ، أو اتخاذ أسماء كاذبة ، أو انتحال صفات غير صحيحة ،وغيرها كثير من أساليب الاحتيال الصادمة من فرط سذاجة سيناريوهات صورها الكربونية المتكررة في الإيقاع بالضحايا السذج وضعيفي الشخصية ومتوسطي الذكاء ومحدوديه ، الذين لم يستفيدوا مما تلقوه من النصوص الحكائية ذات الأبعاد الثقافية والتربوية المشجعة على الفطنة والنباهة وأخذ الحيطة والحذر، والمنبهة من مغبة الغفلة والسذاجة ، والتي سمعوا الكثير منها في حكايات التراثية المسلية التي كانت تسرجها الجدات للطفال، كحكاية "جحا"و"حديدان لحرامي" أو تلك التي تلقوها في المدارس والتي حفظوا بعضها عن ظهر قلب ، ولم يهتموا بما حملته من الحكم والمغازي ، كحكاية "الثعلب والغراب "للافونطين le corbeau et le renard de Jean de la Fontaine القصة الشهيرة التي أحبها ورددها الأطفال بحماسة اندفاعية عبر العالم ولعدة عقود ، والتي تدور أحداثها حول ثعلب ماكر وغراب غافل ينتهي به المطاف إلى فقدان طعامه بسبب سذاجته وتملق الثعلب ، والتي استخلصت منها الحكمة الشهيرة القائلة: Tous flatteur vit aux depens de celui qui l ecoute
والتي صارت مثلا مشهورا ليس في الغرب وحده ، والتي تعني أن كل كذاب ودجال ومتملق يعيش على حساب الشخص الذي يستمع إلى كلامه ويثق به .
صحيح أنه يستحيل تجنب جرائم النصب والاحتيال ، وأنها واقعة في كل زمان ومكان ، وستقع مهما تباكى ضحاياها، ولن تتوقف أو تختفي طالما أن هناك غفلة وسذج يصدقون الأكاذيب وطماعون يهرولون خلف الربح السريع ، ومع ذلك ، ودون شك ، قد تتعاطف الآراء مع المجني عليه المتضرر من نصب النصابة واحتيال المحتالين، لكنه ، في الغالب ، لن يسلم من اللوم والعتب ، كونه لم يُحسن استعمال عقله ، ولم يعد ترتيب أوراقه وتدارك الوضع ويرتد على المحتال والنيل منه.
ويظل واجب الناس الانتباه ، حتى لا تُخدع، وتخسر أموالها، وتهدر حقوقها بسبب الغفلة والسذاجة ، التي ترفض بعض مصالح الشرطة والنيابة العامة والمحاكم في بعض الدول ، تسجل الإبلاغ عنها ، لكن لحسن الحظ فغن نفس المصالح في بلادنا ، غالبا ما لا تغلق الباب في وجه ضحايا الاحتيال، حتى لا يفلت الجاني من العقاب ويهنأ بجريمته ، وربما يتلقى المجني عليهم لوماً وتقريعاً لاذعاً على غفلتهم وسذاجتهم وتصديقهم لما يتلقونه من أكاذيب؟
[email protected]حميدطولست
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان/



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضامن والتآزر الذي به يصير الإنسان إنسانا !
- التسيير الإداري الرياضي تكليف وليس بتشريف !
- ليس التنوير في الطعن في الدين ولا في معاداة الحداثة الحقة !
- الفهم الخاطئ للدين ،أخطر أسباب تخلف الأمة الإسلامية!
- لهذا علينا المحافظة على نجاحنا وإرثنا الثقافي بعد كأس العالم ...
- إحداث الفارق في كرة القدم ، رحلة وليس وجهة.
- هل تخلق -لبؤات الأطلس-المفاجأة الكبرى ضد فرنسا ؟
- لبؤات الأطلس يبهرن العالم رغم البداية المتعثرة !
- الفشل يتيم والنجاح له ألف أب.
- كرة القدم ، لعبة أيديولوجية واقتصادية أكثر منها رياضية !
- المنتخب الوطني المغربي النسوي في نهائيات كأس العالم للسيدات
- -تاجر الصنف لا يتعاطاه-!
- لا أحد في مأمن من نوائب الزمان !
- تمغريبيت
- لقاء الود في حضرة حقوق الإنسان
- عيد لا يُحتفى فيه إلا بالبطون !
- لا تيأس ، فالحياة مزيج من الدموع والابتسامات. !
- الحياة ليست عادلة، فلنعوّد أنفسنا على ظلمها !
- الذكاء الاصطناعي أخطر الثورات التقنية !
- دين الله لا تنصره سجود نجوم كرة قدم حتى لو كان رولدو أو ميسي ...


المزيد.....




- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...
- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...
- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...
- الاحتلال ينفّذ حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة ويخلف إصابات
- الأونروا: 80 ألف شخص فروا من رفح خلال 3 أيام
- هيومن رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - جرائم النصب والاحتيال!