أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ليس التنوير في الطعن في الدين ولا في معاداة الحداثة الحقة !














المزيد.....

ليس التنوير في الطعن في الدين ولا في معاداة الحداثة الحقة !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7722 - 2023 / 9 / 2 - 16:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صحيح أن أي حديث عن أي إصلاح أو ثورة دينية ينم عن وجود موروث فكري غارق في التراثي القديم ، ومنغمس في الخرافة المهيمنة على العقول والأساطير المكرسة لنزعات التواكلية واللامبالاة وإهمال العلم والمعرفة والابتكار ، وكل ما يحول دون انطلاق الإنسان نحو آفاق العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والعدل وحقوق الإنسان ، وغيرها من القيم الإنسانية التي جاء بها الدين الإسلامي ،والتي لا ولن تتحقق إلا ببلورة قراءة جديدة لمضامين الخطاب الديني وأهدافه الكبرى في السمو بالعقل ، وغربلة التراث ، ونقد الفقه القديم ، قراءة وغير معارضة أو متصادمة مع تواثب الدين وقيمه السامية ومتوافقة مع العصر وقيمه الإنسانية ، كنموذج مثالي لتيار تنويري حقيقي ، يتسم دعاته بالواقعية واحترام ثوابت الدين المدعم للعلم والمعرفة والمحفز على التطور والتقدم ، ويؤمنون بأهميتها في الحياة الإنسانية ، والذي يصعب الوقوف على حضور مثيل له ضمن نوعية الخطاب التنويري الذي عاد من جديد للمغرب – على ظهر التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي عرفها المغرب والتي جعلت الحاجة للإصلاح أكثر إلحاحا - بهذا الحجم المهول من دعاة الإصلاح بمختلف بواعث وخطط وأهداف تياراتهم المتنافرة ، وفرقهم المتصارعة ، وجماعاتهم المتناحرة ، وأيديولوجياتهم الشعبوية وتوجهاتهم العروبية منها والقومجية والعياشية من رجال الدين الذين هيمنوا - في العقود الأخيرة - على الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي ، وأصبحت لهم بها منابر كثيرة متنوعة البواعث ، تخطت حدود وظيفتهم المنحصرة فقط في شرح فروع الدين ، ليمروا بها إلى ما يخدم مصالهم الشخصية ، ويكسبهم الشهرة، ويقربهم من السلطة ، بعيدا عما له علاقة بهموم الناس ومصالهم الدينية والدنيوية ، الأمر الذي أثر في الساحة الدينية المغربية وعلى معالم تدين المغاربة، من خلال مضامين منشورات وتدوينات وتعليقات "الفيسبوكيين" التي فضحت حقيقة ماهية هذا النوع من الإصلاح الديني وكشفت كثرة دعاوى التنوير والتجديد المزيفة التي يتبع فيها المتنورون -رجال الدين والليبراليين- أساليب التنوير الاستعلائي الذي يعتمدون فيه أقصى أساليب الاستعلاء والصدمة والتحقير ، التي لا تزيد الناس إلا اقتناعا بأنه ليس الدين هو ما تخاف عليه غالبية التنويريين ويتنازعون من أجل حمايته ، ويدفعهم للنفور والتشدد في رفض تبني أجندتهم أو أفكارهم جميعهم بما فيهم دعاة الحداثة ،من صنف اللبراليين واليساريين الجدد ، الذين يعتقدون أن الإصلاح الديني ليس في استلهام واقتباس كل نظم الحداثة وضرورة الغرف من مدارسها فقط ، وأنه في إطلاق العنان لرغبات الطعن والتشكيك في الثوابت الدينية والسخرية منها وتقويضها ، وإيمانهم بأنه من الصعب أن يكون المرء تنويريا دون أن يطعن في كل ما يمت بصلة للدين، ويهاجمه ويلصق به كل نقائص الحياة أو تناقضاتها ، وبما فيهم رجال الدين ، من فئة فقهاء الجنابة وفتاوى نكاح الجهاد ، الذين كانوا طوال تاريخهم مصدرا للتخلف والدجل والقمع ومعاداة الانفتاح ورفض استلهام أي من أشكال الحداثة ، بدعوى محاربتهم البدع في الدين والسلوك ، ولاعتقادهم أنه لا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، بينما حقيقة ذلك صادر من خوفهم على تجارتهم التي يخشون ضياع اقتصادياتها المعفاة من الضرائب ، ويحاربون لبقائها، المهدد بالزوال بانتشار وعي الناس بضرورة التحرر من وصاية الشيوخ والدعاة ، وثقتهم في قدراتهم على فهم الدين من دون وسيط أو توجيه من غير العقل السالم السليم ، والذي يعرض استعماله مراكز رجال الدين الاجتماعية ومصالحهم الأيديولوجية ، وشهواتهم الدنيوية للاهتزاز ، الذي فيه نهاية مزايا العظمة والتفخيم وباقي صفات التمييز والقداسة التي لا يستحقها إلا من يشتغل في حقول العلوم العقلية التجريبية ، من قبيل الفيزياء والكيمياء والرياضيات والطب والهندسة والبايلوجيا والجيولوجيا وتكنولوجيا الكومبيوتر وغيرها من العلوم ، المناقضة كليا للفكر الديني ، الذي أوجده شيوخ الدين ودعاته لشرح فروع الدين ، الذي بمقدور أي إنسان الإطلاع عليها في بطون كتب الفقه والأصول وتفسير القرآن والعقائد، وغيرها كثير من المؤلفات البسيطة لكونها ليست في حاجة إلى تخصص ، لعدم اعتمادها على مناهج الملاحظة والتأمل العقلي والتجربة الحسية .
أعتقد جازما أنه أمام كل هذا الطابع التسلطي المقدس ، الذي يتقمصه رجال الدين - في المجتمعات التي تنتشر فيها الأمية والجهل - للتحكم من خلاله باسم الله تعالى في أرواح البشر وحريتهم وكرامتهم وعقولهم وأموالهم ، قد آن الأوان للتأسيس لسبل جديدة في التنوير تستفيد من جميع مناهج التنويريين القدامى والجدد البعيدة كل البعد عن أساليب القلة والبلطجة التي يستخدمها ،بعض من رجال الدين المتحجرين واللبراليين ضيقي الأفق الذين لا يخدمون القضية التنويرية، بقدر ما يعوقون انطلاقها في مساحات أكبر وأوسع..
[email protected]حميدطولست
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان/



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفهم الخاطئ للدين ،أخطر أسباب تخلف الأمة الإسلامية!
- لهذا علينا المحافظة على نجاحنا وإرثنا الثقافي بعد كأس العالم ...
- إحداث الفارق في كرة القدم ، رحلة وليس وجهة.
- هل تخلق -لبؤات الأطلس-المفاجأة الكبرى ضد فرنسا ؟
- لبؤات الأطلس يبهرن العالم رغم البداية المتعثرة !
- الفشل يتيم والنجاح له ألف أب.
- كرة القدم ، لعبة أيديولوجية واقتصادية أكثر منها رياضية !
- المنتخب الوطني المغربي النسوي في نهائيات كأس العالم للسيدات
- -تاجر الصنف لا يتعاطاه-!
- لا أحد في مأمن من نوائب الزمان !
- تمغريبيت
- لقاء الود في حضرة حقوق الإنسان
- عيد لا يُحتفى فيه إلا بالبطون !
- لا تيأس ، فالحياة مزيج من الدموع والابتسامات. !
- الحياة ليست عادلة، فلنعوّد أنفسنا على ظلمها !
- الذكاء الاصطناعي أخطر الثورات التقنية !
- دين الله لا تنصره سجود نجوم كرة قدم حتى لو كان رولدو أو ميسي ...
- ليس المشكل في التعرف على الظواهر، لكن في معالجتها !2.
- لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة ؟
- الفساد أنواع وإن اختلفت الأسماء !


المزيد.....




- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ليس التنوير في الطعن في الدين ولا في معاداة الحداثة الحقة !