|
الأمم المتحدة وميزان الطموحات الدولية
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 7739 - 2023 / 9 / 19 - 22:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تنعقد هذه الأيام في نيويورك جلسات منظمة الأمم المتحدة التي أنشئت في عام 1945 بموجب ميثاق الأمم المتحدة وبلا شك فأن انبثاقها كانت خطوة في الاتجاه الصحيح في محاولة القضاء على الاستخدام غير المشروع للقوة، من خلال التهديد برد عسكري،و هي واحدة من الأجهزة الستة الرئيسية للأمم المتحدة ، وتحتل الجمعية موقع الصدارة بين تلك الأجهزة لإنها الجهاز الرئيسي للتداول وتقرير السياسات والتمثيل في الأمم المتحدة ،وتضم الجمعية العامة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة والتي من أهم المواد التي يجب مناقشتها هي الحفاظ على السلم والأمن الدوليين حماية حقوق الإنسان تقديم المساعدات الإنسانية تعزيز التنمية المستدامة. لقد كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إنجازا مذهلا عندما اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 1948، حيث كان كاسحا في نطاقه وطموحه أكثر بكثير من أي نص قبله أو بعده. وعلى غير المتوقع تقريبا، وبخاصة بالنظر إلى مناخ الحرب الباردة السائد حيث استطاعت الأمم المتحدة الاتفاق في عام 1966 على معاهدتين رائدتين تتناولان الحقوق الأساسية في الميدانين المدني والسياسي، فضلا عن الميدانين الاقتصادي والاجتماعي، و كان نفاذ كل منهما في عام 1976 (العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية). وفي غضون ذلك، شاع وضع المعاهدات بشأن أشكال محددة من حقوق الإنسان بدءا من حظر التعذيب (اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، عام 1984) وانتهاء بالقضاء على التمييز ضد المرأة (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، عام 1979)). وللحقيقة فأن منظمة الأمم المتحدة ليست أفضل ولا أسوأ إدارة من أغلب المنظمات الكبيرة. فهي تواجه تحديات ناشئة عن انتشارها العالمي، بيد أن هذا ما يواجهه أيضا العديد من المنظمات العالمية الاخرى وسيواجه اي أمين عام ينصب تحديات قيادة ضخمة في إنعاش المنظمة والإبقاء على حيويتها ما دام ان لا يزال عند الأعضاء الخمسة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا "والذين هزموا ألمانيا وإيطاليا واليابان خلال الحرب العالمية الثانية" سكان القيادة والمحددّات الحاسمة لمستقبل هذه المنظمة، وقد يرغب أي منهم، أو لا يرغب، في مواجهة الحاجة العاجلة إلى إجراء تغيير جدي. مع بداية النصف الثاني للقرن العشرين تغير الأمر بنوع آخر وهو انتقل الاهتمام في العلاقات الدولية من إطار الدول والتزاماتها وحقوقها إلى الأفراد وحقوقهم. وبدأ الاهتمام بحقوق الأفراد يتوسع شيئًا فشيئًا، بداية من حقهم بالحياة ومنع التمييز العنصري، وصولًا إلى حرية الفكر والعقيدة والعمل. لا تقل الحماية الدولية عن غيرها من مواضيع القانون الدولي أهمية ، و لا تقصر عن غيرها في إثارة الخلافات الفقهية والقانونية ،, للوقوف على حقيقة هذا المصطلح ، فالحماية الدولية تمثل في بعض الأحيان فعل من المجتمع الدولي لتجنب انتهاك حقوق الإنسان ، وفي الأغلب ردة فعل على انتهاك هذه الحقوق ، و يعد من الأهمية بمكان توضيح المراد بالحماية الدولية، والتي من الضروري تحديد نطاق عمل ويمكن تعريف فرعين منها للإحاطة بمفهوم الحماية الدولية و الفرع الأول : حيث تعريف الحماية الدولية لحقوق الإنسان لغةً واصطلاحاً ، ثم بيان مصادرها ، أما الفرع الثاني :دراسة تطور الحماية الدولية ووصولها الى ما وصلت إليه ، وكذلك أهمية الحماية الدولية في الوقت الحاضر ،وهناك تسأل عن مستقبل هذه المنظمة الدولية، وما إذا كان العالم سيكون في وضع أفضل من دون الامم المتحدة؟ لكن البعض يعتقد أن حق الاعتراض (الفيتو) المعمول به في مجلس الأمن على الرغم من عيوبه الكثيرة، فإنه كان ضرورياً ومفيداً في منع اندلاع صراع بين القوى النووية، كما أن الأمم المتحدة تواصل دورها في مجالات أخرى مهمة وسط الحروب التي تفشل في وقفها، مثل تقديم الإغاثة والمساعدات ورعاية اللاجئين والأطفال، فضلاً عن الجهود الدبلوماسية وقت الأزمات.
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كركوك والتعاطي الطبيعي بين اهلها
-
الجوانب المظلمة في الانسان
-
الانقلابات الافريقية وتساقط الحكومات
-
التحركات الامريكية بين الفشل والمقاومة
-
الأمم والإفراط بقيم ومبادئ الأخلاق
-
القيم الاخلاقية و الانسانية ونشر المحبة
-
الانسانية والشعور بالسعادة
-
المنتديات الثقافية والاجتماعية ..نقطة التقاء
-
بين الحقيقة والحدس
-
الفيليون ..والرؤية المستقبلية
-
دور الإعلام في التسخين والتصعيد
-
- لكل غادر لواء يوم القيامة -*
-
القارة الافريقية ، و ارتفاع وتيرة الانقلابات
-
الشواذ والمثليين ورقة الغزو الجديدة
-
النظام العالمي والتغييرات القطبية
-
أسباب خفية وراء حرق القرآن
-
القوانين والدستور والقيادات الدينية
-
التسول حقيقة ام تجارة والمسؤولية
-
ثورة تموز - لم تكن تابعة لأحد-
-
ما هو طريق التنمية .. الابعاد والاهداف
المزيد.....
-
تقرير أممي محذرًا: الجوع في الدول العربية وصل إلى أعلى مستوي
...
-
اليمين الفرنسي يدعو إلى إلغاء اتفاق 1968 مع الجزائر بشأن اله
...
-
القرم.. استعداد لافتتاح أكبر صرح إسلامي
-
برلماني مصري يهاجم الملياردير ساويرس بعد نقل استثمارات الأخي
...
-
جنوب لبنان.. نزوح جراء تصاعد القصف
-
العملية الخاصة.. تواصل عمل قوات الإمداد
-
نائبة سابقة في الكونغرس تعلن نيتها الترشح للانتخابات الرئاسي
...
-
-أكسيوس-: واشنطن تعتزم فرض عقوبات على مستوطنين متورطين في هج
...
-
لافروف وعبد اللهيان يبحثان الوضع في قطاع غزّة
-
-الجزائريون هم الأسوأ ولا أريد المزيد من المسلمين-.. اتهامات
...
المزيد.....
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو جبريل
-
كتاب مصر بين الأصولية والعلمانية
/ عبدالجواد سيد
-
العدد 55 من «كراسات ملف»: « المسألة اليهودية ونشوء الصهيونية
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الموسيقى والسياسة: لغة الموسيقى - بين التعبير الموضوعي والوا
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
العدد السادس من مجلة التحالف
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
السودان .. أبعاد الأزمة الراهنة وجذورها العميقة
/ فيصل علوش
-
القومية العربية من التكوين إلى الثورة
/ حسن خليل غريب
-
سيمون دو بوفوار - ديبرا بيرجوفن وميجان بيرك
/ ليزا سعيد أبوزيد
-
: رؤية مستقبلية :: حول واقع وأفاق تطور المجتمع والاقتصاد الو
...
/ نجم الدليمي
-
یومیات وأحداث 31 آب 1996 في اربيل
/ دلشاد خدر
المزيد.....
|