أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - الجوانب المظلمة في الانسان














المزيد.....

الجوانب المظلمة في الانسان


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7732 - 2023 / 9 / 12 - 18:31
المحور: الادب والفن
    


===============
ربما لان الحقائق تخالف احلام الكثيرين، فتسعى العقول مختارة بكامل إرادتها لتميع الحقيقة عند البعض؛ ولهذا يعتبرمثل هذا الانسان كائن غامض على الارض في الكثير من جوانبة تصل الى الابهام ، ملتبس إلى الأبد، بنية نفسية وذهنية عميقة، بدون نقطة وضوح، متشعِّبَة ومتداخلة الخيوط للغاية، بحيث لايمكن دائما، تأويل المؤوِّل مهما بلغت، إمكانية بلوغ حقيقة ثابتة، قد تضع شخصا معينا ضمن إطار محدَّد، وتصنفه في نهاية المطاف على سبيل الاحتمال بالمضطرب الجوانب.
الإنسان حكاية خارقة بامتياز، عصيَّة على الإدراك الأحادي. يضمر أكثر مما يبلور، يخفي أكثر مما يظهر، يبطن أكثر مما يكشف ، ما يقوله غير ما يفكر فيه ، فكره عكس سلوكه، سلوك أقرب إلى طاقة الديناميت، بل زيادة، خيرا أو شرا، تتجاذبه خلال ذاته دوافع لا متناهية ، نزاعات ظرفية متباينة، تتفاعل في ذاته، بين طيات الذات الواحدة. هكذا، تتأجل هوية الإنسان باستمرار؛ لأنها مجرد ممكن يرتبط تحققه بالمحتمل ، بناء عليه، يتضح أنَّ أكبر معركة يجدر بالإنسان خوضها في هذه الحياة، حتى يحظى افتراضا بمعنى وهوية، تكمن في سبره لأغوار نفسه وتوخي استبطانها قصد الوقوف على جانب بحارمغاراتها الظلماء ، ولكن تبقى النزعة الإنسانية وهو الاعتقاد بأن لكل شخص قيمة وكرامة إنسانية أصيلة، ويطلق على السمة الثانية تعني معاملة الأشخاص برقي بوصفهم غاية في أنفسهم، وليس مجرد وسائل لتحقيق الربح مثلا، أو كبيادق الشطرنج، وتسمي السمة الثالثة بـ الإيمان بالبشر وهي الاعتقاد بأن الأساس هو صلاح الناس، وأنهم لا يسعون دائما للإيقاع بك ، لذلك، تظل باقي المعارك التالية، لأفق صراع الإنسان مع ذاته، قصد اكتشافها أولا، ثم تبيُّن ملامحها ثانية، بالتالي امتلاك الإنسان زمام مصيره الشخصي، وبلوغه على وجه التقريب مرتبة الحرية الباطنية.
في كثير من الاحيان الانسان لا تجبره سوى العواطف ... لأن النفس تحتضن ظمأً مضاعفاً فيرعبها أن لاتجد قطرات الأمل في يوما ما ،إن انشغال المشاعر عن الحضور في اللحظة الراهنة وبقاءنا في ذلك المستقبل الموهوم قد تخلق لنا كارثة ،لان الانشغال هو السبب الرئيسي في ضعف الوعي المطلوب لحماية النفس والروح من أي صدمات أو نكبات أو سوء اختيار، بعيداً عن المشاعر التي كثيراً ما تحكمها الأوهام ليهبط الإدراك حينها إلى أرض الواقع بعد أن كان محلقاً في أعالي الوجود .. والعيون لا ترى إلا ما تشاء أن تراه ، وهي الأحاسيس التي ترفض أن تعيش إلا ما تحبه وترضاه ، ذلك هو الغباء الاختياري الذي تمليه عليه العواظف، أما الطبيعي منه فأصحابه من ذوي المسؤوليات والطامحين الحقائق ستبقى غائبة عنهم وبالتالي لا تعنيهم كل تلك المتاعب ولن يصحو يوماً وعيهم لإدراك الفرق الشاسع بين الحقيقة والوهم ، ذلك الذي نراه اليوم في عقول البعض من البشر مع الاسف لديهم احتمال كبير للانخراط في أنشطة خلافية مثل الغش أو الكذب أو السرقة، ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن الإطار الجديد على فهم صفات الشخصية السلبية بشكل أفضل، يعتمد الى التوصل لاستراتيجيات أفضل لمعالجتها. وهؤلاء يتشبثون بغير الحقيقة بقناعة ذلك الحدس الذي ينتمي لاصواتهم الداخلية ولكن الجمال والأمل وحدهما ماثلان أمامهم و قد تُمزق وتخرس وتتبرأ من همساتهم المؤلمة . أن جميع الصفات الشخصية السلبية تعتمد على الميول السلبية وإن كانت بدرجات مختلفة، وهي إعطاء الأولوية لرفاهية أو سعادة المرء نفسه أو نجاحه على حساب الآخرين، حتى لو كان يعني أن الآخرين سيعانون من أبشع الصور التي تبتعد عن الانسانية..
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلابات الافريقية وتساقط الحكومات
- التحركات الامريكية بين الفشل والمقاومة
- الأمم والإفراط بقيم ومبادئ الأخلاق
- القيم الاخلاقية و الانسانية ونشر المحبة
- الانسانية والشعور بالسعادة
- المنتديات الثقافية والاجتماعية ..نقطة التقاء
- بين الحقيقة والحدس
- الفيليون ..والرؤية المستقبلية
- دور الإعلام في التسخين والتصعيد
- - لكل غادر لواء يوم القيامة -*
- القارة الافريقية ، و ارتفاع وتيرة الانقلابات
- الشواذ والمثليين ورقة الغزو الجديدة
- النظام العالمي والتغييرات القطبية
- أسباب خفية وراء حرق القرآن
- القوانين والدستور والقيادات الدينية
- التسول حقيقة ام تجارة والمسؤولية
- ثورة تموز - لم تكن تابعة لأحد-
- ما هو طريق التنمية .. الابعاد والاهداف
- الايفادات الحكومية الغير ضرورية والحلول
- الانبار من جديد بوابة القلق


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - الجوانب المظلمة في الانسان