أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين ديبان - سماحة الإسلام المجهرية !!















المزيد.....

سماحة الإسلام المجهرية !!


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 05:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مازالت رحى الدمار العربية والإسلامية تدور مخلفة أمامها وورائها وحولها وفي كل مكان وصل اليه غبارها الدموي مزيدا من الدم والقتل والخطف وقطع الرؤوس من أقصى الأرض الى أقصاها بدون أن يكون لأحد في هذا العالم وقفة جدية وجريئة تجاه ماجرى ومازال يجري.

الغالبية خائفون وصامتون... ماتبقى حائرون كيف يتعاملون مع هذه الأفكار الدموية التي تدعو الى القتل والعنف في أهم كتبها وأقدسها بالنسبة لأصحاب هذه الأفكار. تلك البقية تسعى الى تصنيف المؤمنين بتلك الأفكار مابين معتدل ومتطرف، والحقيقة ان المعتدل الإسلامي هو إما ذاك الذي لا يعرف شيئا عن دينه، وإما آخر يدَعي الإعتدال خداعا وزيفا الى حين، وهو بذلك يكون أخطر من المسلم المتطرف أو الحقيقي صاحب الوجه الواحد الذي يسعى بكل مايملك لتنفيذ المهمات الدموية التي طلبها منه إلهه أو بالأحرى "مُحَمَدِهِ" وهذا المسلم الحقيقي لا يناور ولا يلف ويدور وهو يعلن عن نفسه قولا وعملا بكل صراحة وزهو وافتخار، بينما من يدعي الاعتدال من المسلمين فهو كمن يحاول ان يقنعنا بان النار هي الجنة، والعنف والقتل نوع من انواع المحبة والتسامح، واقصاء الاخر واستئصاله بكل الوسائل الاجرامية هو نوع من الحرية الدينية التي تتسع مساحتها لابناء جميع الديانات.

من يدَعي الإعتدال من المسلمين لا يفعل ذلك إلا كسبا للوقت ريثما تتغير أحوال المسلمين، لذلك فهو أشد خطرا من المسلم الحقيقي أسامة بن لادن والظواهري والمقبور الزرقاوي وغيرهم.

من يدَعي الإعتدال يريد أن يوهم الناس الى حين أن دين الإسلام هو دين محبة وتسامح ورحمة ويتسع للجميع في حين ان حقيقة هذا الدين حَسب ممثليه الحقيقيون وأولهم مؤسس هذا الدين محمد ومرورا بكل واجهات هذا الدين "خلفائه" ووصولا الى بن لادن هو دين ذبح وقتل وعنف وارهاب وجز للرؤوس، وتكميم للأفواه، واقصاء للأخرين واذلالهم.

من يدَعي الإعتدال من المسلمين يريد أن يُصور لنا زيفا الاسلام كدين يحترم المرأة ويصون حقوقها وكرامتها، في حين أن حقيقة علاقة هذا الدين بالمرأة نجدها عبر من يمثله حقيقة، وهو الذي لم يمل من تكرار القول بأن المرأة ناقصة عقل ودين وذات كيد عظيم، وبأنه لو خرج من أنف الرجل – المسلم بالتأكيد – دما وقيحا وصديدا ولحسته له زوجته بلسانها لما أوفته حقه.

المسلم المعتدل يريد أن يُصور لنا الإسلام جنة حريات يعيش فيها أبناء الديانات الأخرى بمستوى أفضل حتى من مستوى المسلم، وبأمان لا يرقى لمستواه الأمان الذي يعيشه المسلم ذاته، ولكن حقيقة معاملة الاسلام الدموية للآخر لا يمكن حجبها بغربال الإعتدال الكلامي. تلك الحقيقة التي عبر عنها مؤسس هذا الدين من خلال قضائه على الآخر بأبشع الأساليب الإجرامية والتي ربما يخجل من ممارستها أعتى عتاة الإرهابيين في عصرنا الحالي. ان حقيقة استيعاب الدين الإسلامي للأخر تمثلت في استئصال المختلفين دينيا من اليهود والمسيجيين من الجزيرة العربية في فجر الإسلام ويمثلها اليوم قتل آلاف الأبرياء عبر العالم نحرا وذبحا وتفخيخا وتفجيرا، وهؤلاء يحاولون جاهدين ويصرون من خلال أفعالهم الإجرامية هذه على العودة الى الالتزام بالإسلام الحقيقي.. اسلام نبيهم الإجرامي فنراهم يقتلون ويفجرون أجسادهم النتنة بالأبرياء وينحرون من يقع في أيديهم ولا يترددون في عرض ذلك على الهواء مباشرة من خلال قناتهم الفضائية قناة الجزيرة "المحمدية"، وعليه فلا يمكن لمن يدعي الاعتدال من المسلمين أن يخدعنا بمعسول كلامه في خضم بحر متلاطم من القتل والذبح والتفجير والتفخيخ الاسلامي.

لا يمكن لمدعٍ للإعتدال من المسلمين أن يقنعنا بسماحة الإسلام ورحمته مقدما ذاته كنموذج لهذه السماحة، لأننا لطالما رأينا كيف يعود هذا المُدعي للإعتدال الى طبيعته وقد خرج المسلم الحقيقي من داخله عند أول منعطف او حدث فتراه مُكفرا للأخرين، حاقدا عليهم، عدوانيا الى أقصى درجة تجاههم، وهذا ماحصل مع من يُسموا انفسهم بالقرآنيون، كرد على محاضرة بابا الفاتيكان الشهيرة وهو الذي لم يأت بشيء مما قاله من بيت "أبيه" وإنما نقل جزء بسيط من حقيقة هذا الدين ورد في أحد الحوارات التي حفظها لنا التاريخ. حصل هذا التهجم على البابا وعلى كل من دافع عن حق البابا وأي أحد غير البابا في ابداء رأيه بأي مسألة، مع انهم يتبجحون دائما بترديد مقولة "ناقل الكفر ليس بكافر". انهم مسلمون حقيقيون يغطون أنفسهم بغطاء انساني مخادع، ويلونون أفكارهم زيفا بألوان المحبة والتسامح.

قد ينخدع كثير من الناس بكلام مُدعي الاعتدال، حتى الناس الذين يعيشون في مجتمعات حرة وديمقراطية ومفتوحة يصابون بالدهشة حين يحدثهم القرآنيون عن الاسلام، فهؤلاء الناس يستشفون من حديث القرآنيين ديمقراطية في الإسلام تتفوق على أعرق الديمقراطيات، وحرية تصبح حريات الغرب أمامها سجون، ومحبة وعطاء لم يصل الى مستواها محبة وعطاء الأم تيريزا، وقبول واستيعاب للآخر يصبح أمامه قائل "أختلف معك ولكني ادفع حياتي ثمنا لحقك في ابداء رأيك" ديكتاتورا. لم يتردد كبير الأقباط عدلي أبادير بأن رد على أحد هؤلاء القرآنيون بعد أن أنهى كلمته في أحد مؤتمرات الأقباط بأنه سيغير ديانته المسيحية ويصبح مسلما قرآنيا، نظرا لما احتوته كلمة ذلك القرآني من معسول الكلام وأطيبه.

قليل من هؤلاء الناس يصطنعون الدهشة تجاه كلام القرآنيون لانهم يعلمون ماوراء الأكمة، ولكن كثير منهم تعتريهم دهشة حقيقية لأنهم لايعلموا بأن مايدعيه القرآنيون بشأن سماحة الاسلام ومحبته للاخر والحرية التي تدعو اليها نصوص الاسلام ماهي إلا كلام في كلام ومثلما يقولون فإن "الحكي ببلاش" ولكن الافعال هي تلك التي يدفع ثمنها دما وارهابا وترويعا الابرياء من البشر.

مايمثله هذا الدين ونصوصه من أخطار أكبر بكثير مما يتخيله البعض، وخصوصا أولئك الغربيون الذين مازالوا يفسحون المجال لإستقبال هؤلاء في بلادهم والتعامل معهم بكل مودة واحترام، في حين لا يتردد هؤلاء بالهجوم المستمر على تلك البلدان وحرياتها وقوانينها وعادات وتقاليد شعوبها، فمفتي المسلمين في استراليا لايخجل من وصف الإناث وصفاً توارثه عن شيوخه وأجداده الذين توارثوه بدورهم من نصوص هذا الدين، هذا الوصف الذي يبرأ الرجل من أي جريمة اغتصاب يقترفها تجاه الإنثى التي حمَلها الهلالي كامل المسؤولية فيما لو تعرضت الى اغتصاب من أحدهم، وأحدهم هذا يكون غالبا مسلما فما أكثر جرائم الإغتصاب المسكوت عنها في العالم الاسلامي والكانتونات الاسلامية المنتشرة في دول العالم، ولقد عبر شباب المسلمين عن ساديتهم وهوسهم الجنسي خلال أيام عيد المسلمين في القاهرة كما تناقلتها وكالات الانباء وسجلتها مقالات لكُتاب كانوا شهود عيان على ماحدث. وبمناسبة الحديث على ماأدلى به المفتي الهلالي وحديثه عن اللحمة علينا أن نعلم هنا أن "القوَادين" في تايلند قد بدأوا يفهموا جيدا مايشتهيه العربي المسلم ومدى ولعه باللحم والشحم ولذلك لا يفاجئ العربي المسلم اذا ماناداه القواد عارضا عليه مايملك من لحوم وهويقول له باللغة العربية "شهم لهم" أي شحم لحم نظرا لصعوبة تلفظ التايلندي لحرف الحاء، وكذلك فإن بنات الليل اللواتي اتخذن من الحي العربي في بانكوك مركزا لأعمالهن قد بدأن يزدن من أوزانهن لأن العربي المسلم يدفع أموالا بحجم كمية اللحم التي تعرض عليه...انهم جميعهم "هلاليون" نسبة الى إمام اللحمة تاج الدين الهلالي.

قبل فترة حذر الرئيس الامريكي جورج بوش مما أسماه الفاشية الاسلامية بدون أن يوضح السيد بوش للعالم بأن الفاشية كانت عبارة عن أفكار ونصوص عنصرية اجرامية من صنع الانسان وفعلت بالبشرية مافعلت من أهوال وحروب راح ضحيتها عشرات الملايين، فماذا ستفعل الفاشية الإسلامية بالعالم وهي كما يدعي أصحابها نصوص الهية مقدسة ولايمكن لأي كان أن يتعرض لتلك النصوص بالنقد والتشريح، وإلا فمصيره معروف وهو القتل المُشرع الهيا استنادا الى ذات النصوص. تصبح الفاشية الموسولينية الأرضية والنازية الهترلية الأرضية أيضا خطرا بسيطا جدا قياسا لأخطار الفاشية الإسلامية السماوية المحدقة في هذا العالم وقد شهدنا كثيرا من بوادرها واختبر كثير من بني البشر أفعالها من دمائهم ودماء أبنائهم في غير مكان من هذا العالم.

إذاً لا اعتدال في الإسلام كما يصُور لنا ذلك زيفا دعاة الاعتدال، وان عُثر على نزر يسير من التسامح والاعتدال وقبول الآخر في سياق المسيرة التاريخية للإسلام، فإنه نزر خارج عن نص هذا الدين، ومن أُناس عُرف عنهم ابتعادهم عن هذا الدين ونصوصه وتعاليمه، ولذلك فحين يصف أحد ما الحقيقة الدموية لهذه النصوص نجد أصحابها يسارعون الى التفتيش والتنقيب في مسيرتهم الدموية فلايجدون إلا بعض القصص التي ليس لها سند تاريخي ليتشدقوا بها. انه تفتيش وتنقيب من النوع الذي يحتاج معه المؤمنون بهذه النصوص الى وسائل تلسكوبية والتي لن تفيد بدورها إلا بالكشف عن مزيد من الحقيقة الدموية لهذه النصوص وتجلياتها الإجرامية عبر التاريخ التي بدأها محمد ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا، لأن حال من يبحث عن الاعتدال والتسامح والمحبة في تلك النصوص كحال من يبحث عن وردة في حقل من الشوك، فانه بالتأكيد لن يجد إلا الشوك وإنْ عثر على مايشابه الوردة فإنها لن تكون إلا وردة مخادعة ليس فيها من الورد إلا شكلها الخارجي بينما أشواك كثيرة سامة وقاتلة تختبئ تحت قشورها.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا عن شارونات العرب؟
- الإرهاب والديكتاتورية وضرورة القضاء عليهما
- انصروا قضية الأقباط تَنصروا أنفسكم
- حسن نصر الله.. نبيٌ جديد!!
- الدروس والعبر مابين بشار السوري وجمال المصري!!
- الأخطاء الفلسطينية القاتلة..الى متى؟
- مسلمون ضد التمييز..معادلة غير صحيحة!
- هل يرغب المسلمون حقا بالسلام مع اليهود؟
- وتتوالى جرائم النظام المصري وفضائحه
- يورانيوم ونووي بشرى المولد النبوي
- بيان تهديد أم بيان نعي للظلاميون وأفكارهم؟
- إلا نبيكم
- الفلسطينيون وتصريحات ولي الفقيه الجديد
- لا سيادة لدولة الإستبداد
- وفاء سلطان والعالم الإسلامي..
- من يحاكم من يا آل مهدي؟
- أم الهزائم الكاريكاتيرية
- الإسلام والمطالبة بإحترام الأديان
- الإسلام وإرهاب المقاطعة
- أقباط مصر ومجزرة جديدة بحقهم


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين ديبان - سماحة الإسلام المجهرية !!