أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - هل بالطلول لسائل رَدّ (القَصيدةُ اليتيمةُ) دوقلة المنبجي















المزيد.....

هل بالطلول لسائل رَدّ (القَصيدةُ اليتيمةُ) دوقلة المنبجي


نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7733 - 2023 / 9 / 13 - 19:42
المحور: الادب والفن
    


مثل قصيدة الشاعر العباسي أبو الحسن علي بن زريق البغدادي، تدعى قصيدة الحسين بن محمد المنبجي المعروف دوقلة المنبجي هي الاخرى بالقصيدة اليتيمة او يتيمة الدهر، لان كتب الشعر لا تحفظ له من القصائد غير هذه .
وقصة القصيدة تحكي انه كانت باليمن ملكة فائقة العلم والحسن والكمال تدعى دعد أخذت على نفسها عهدا بألا تتزوج إلا بمن يفوقها فصاحة وبيانا مما جعل الشعراء يتسابقون في عرض قصائدهم عليها.
كان دوقلة أحد الشعراء الذين سمعوا بجمال الملكة وما تتوخاه من مواصفات الشخص الذي سوف يصبح زوجاً لها، فنظم قصيدته التي لا شبيه لها في قوة معانيها وروعة تشبيهاتها واستعاراتها، وجزالة الفاظها، وكانت بحق واحدة من أروع القصائد التي مازالت تحتل مكانة متميزة بين قصائد العرب، وبينما هو في طريقه إلى الملكة ليعرض عليها قصيدته مر بأحد الأحياء فحل ضيفا عند واحدا من أهل الحي واسمعه قصيدته هذه التي ما لبثت ان لاقت في نفسه اعجابا شديدا، وشعر دوقلة بالغدر الذي قد يحيق به فقام بإلحاق قصيدته ببيتين في أخرها أملاً في ذكاء دعد، أن تكتشف المكيدة التي ستلحق به.
وكما توقع دوقلة قام الرجل بقتله وحفظ القصيدة، وعندما مثل امام دعد استفسرته عن الديار التي أقبل منها، فرد إنه من العراق، ولما سمعت القصيدة وجدت بها بيتاً يدل أن صاحبها من " تهامة " وهو البيت الذي يقول فيه دوقلة :
إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني = أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ
وما أن وصل الى البيتين الذين كتبهما دوقلة حتى هبت دعد من مقعدها صارخة بقومها : أقتلوا قاتل زوجي . ويضرب بها المثل في القصائد التي كانت السبب في مصرع قائليها
اترككم مع القصيدة اليتيمة والى قصيدة مقبلة
قراءة ممتعة


****************



القَصيدةُ

هــــل بـالـطـلــول لـســائــل رَدّ = أم هـــل لـهــا بتـكـلّـم عـهــدُ ؟
درس الجـديـد جـديـد مَعْـهَـدِهـا = فكـأنّـمـا هـــي رّيْــطــة جَــــرْد
من طول ما تبكي الغيومُ على = عَرَصـاتـهـا ويُقـهـقـهُ الــرعــدُ
وتُــلـــثُّ ســاريـــةٌ وغـــاديـــةٌ = ويَـكــرُّ نـحــس خـلـفــه ســعــد
تــلــقــاء شــامــيــةٍ يـمـانــيــةٌ = لـهـمـا بـمَــوْرِ تُـرابـهـا سَـــردُ
فـكـسـت بواطـنُـهـا ظـواهـرَهـا = نَــــوراً كــــأنَّ زَهــــاءَه بُــــرد
تـنـدى فيـسـري نسـجـهـا زردا = واهــي الـعـرى و يـغـره عـقـد
فوقـفـتُ أسألـهـا ولـيـسَ بـهــا = إلا الـمــهــا ونـقــانــقٌ رُبــــــدُ
فتناثـرت دِرَرٌ الـشـؤون عـلـى = خـــدّي كــمــا يـتـنـاثـرُ الـعـقــد
أو نَضْجُ عـزلاءِ الشّعيـب وقـد = راح العسـيـفُ بِمِلـئِـهـا يَـعــدو
لهفـي علـى دَعـد ومــا حفـلـت = بــــالا بــحــرِّ تـلـهّـفــي دعـــــدُ
بيضاء قد لبس الأديـمُ بَهـاء.. = الحُـسـن فـهــو لجـلـدهـا جـلــد
ويـزيـن فَـوْدَيـهـا إذا حَـســرت = ضـافـي الغـدائـر فـاحــمٌ جَـعــدُ
فالوجـه مثـلَ الصـبـح مبـيـضٌ = والشـعـر مـثـلَ اللـيـل مـســودّ
ضـدّان لـمـا استجمـعـا حَسـنـا = والـضـدّ يُظـهـر حُسّـنـهُ الـضِـدّ
وجبـيـنـهـا صَــلْــتٌ وحـاجـبـهـا = شَـخْــتُ الـمـخَــطّ أزَجُّ مـمـتــد
وكـأنـهـا وســنــى إذا نــظــرتْ = أو مُـدنَــفٌ لـمــا يُــفِــقْ بــعــدُ
بفـتـور عـيـنٍ مــا بـهــا رَمَـــدُ = وبـهـا تُــداوى الأعـيـنُ الـرُّمـد
وتُــريـــك عِـرنـيــنــاً يــزيّــنــه = شَـمَــمٌ و خـــدَّاً لـونُــهُ الـــورد
وتجيـل مـسـواكَ الأراك عـلـى = رَتـــلٍ كـــأن رُضـابــه الـشَـهـدُ
والـجـيـد مـنـهـا جـيــدُ جـازئــة = تعـطـو إذا مــا طالـهـا الـمــرْد
و الــصــدر واد زانــــه جــبــل = يعـلـوه حــق الـعــاج اذ يـبــدو
وامتـدّ مــن أعضـادهـا قـصـبٌ = فَــمْـــمٌ تـلــتــه مَـــرافـــق دُرْد
والمِعصَمـان فمـا يُــرى لهـمـا = مــن نَـعـمـة وبـضـاضـةٍ زنـــد
ولـهــا بـنــان لـــو أردتَ لــــه = عَـقــداً بـكـفّـكَ أمـكــن الـعـقــد
وكـأنــمــا سُـقــيــت تـرائـبُـهــا = والنحـر مــاءَ الــورد إذ تـبـدو
وبـصـدرهـا حُــقّــان خِلـتـهـمـا = كـافـورتـيــن عـلاهــمــا نَــــــدُّ
والبطـن مـطـوىّ كـمـا طُـويـتْ = بيـضٌ الريـاط يصونـهـا المَـلْـد
وبـخـصـرهـا هَــيـــفٌ يـزيّــنــه = فــــإذا تــنـــوء يــكـــاد يـنــقــدُّ
و لــهــا هــــن راب مـجـسـتـه = وعــر المسـالـك حـشـوه وقــد
فــاذا طعـنـت طعـنـت فــي لـبـد = و اذا نــزعــت يــكــاد يـنــســد
والـتــفّ فَـخـذاهــا وفـوقـهـمـا = كَـفَـل يـجــاذب خـصـرهـا نَـهــد
فقيـامُـهـا مـثـنـى إذا نـهـضــت= مـــن ثـقـلـه وقـعـودهــا فَــــرد
والــســاق خَـرعـبــة مـنـعّـمـةٌ = عَبِلـتْ فـطَـوق الحَـجـل منـسـدّ
والـكَـعـب أدرمُ لا يـبـيــن لــــه = حَـجــم ولـيــس لـرأســه حَــــدُّ
ومشـت علـى قدميـن خُصـرَتـا = وألـيـنـتــا ، فـتـكـامــل الـــقـــدّ
مــا عابَـهـا طـــول ولا قِـصْــرٌفــي= خَلْـقـهـا فقِـوامُـهـا قَـصــدُ
إن لـم يكـن وصــل لـديـكِ لـنـا= يشفـي الصبـابـةَ فليـكـنْ وعــد
قـد كـان أورق وصلُـكـم زمـنـاً = فـذَوى الوصـال وأورق الـصَـدّ
لله أشـــواقــــي إذا نَــــزحــــتْ = دارٌ بــنــا ونــــأى بــكــم بُــعــدُ
إنْ تُتْـهـمـي فتـهـامـةٌ وطــنــي = أو تُنجِـدي يـكـن الـهـوى نـجـد
وزعـمـتِ أنــكِ تضمـريـن لـنـا = ودّاً , فــهــلاّ يـنـفــع الــــوُدّ ؟
وإذا المحبّ شكا الصدودَ و لم = يُـعـطَـف عـلـيـه فقـتـلـه عَـمْــد
نختصّـهـا بـالـودّ وهــي عـلــى = مــالا نـحـبُّ ، فـهـكـذا الـوجــد
أو مــا تــرى طِـمـريَّ بينـهـمـا = رجــــلٌ ألــــحَّ بـهـزلــه الــجِــدُّ
فالسيـف يقطَـع وهـو ذو صَـدأ = والنصـل يعلـو الهـام لا الغِمـد
هــل تنـفـعـنّ الـسـيـفَ حلـيـتـه = يــوم الـجـلاد إذا نـبـا الـحَــدُّ ؟
ولـقــد عـلـمـتِ بـأنـنـي رجــــل= في الصالحات أروح أو أغـدو
سَلْـمٌ عـلـى الأدنــى ومَرحـمـةٌ = وعلـى الـحـوادث هــادِنٌ جَـلْـدُ
مَتجلـبـبٌ ثــوبَ العَـفـاف وقـــد = غفـل الرقـيـب وأمـكـن الــورد
ومُجـانـبٌ فـعـلَ القـبـيـح وقـــد = وصـل الحبيـبُ وساعـد السعـدُ
مـنــع المـطـامـع أن تُثـلّـمـنـي = أنـــي لمعـوَلِـهـا صـفــاً صــلــدُ
فـــأروح حُـــراً مـــن مـذلـتـهـا = والحرُّ - حيـن يطيعهـا - عبـدُ
آلـيــتُ أمــــدح مُـقـرفــاً أبــــدا = يبـقـى المـديـح ويَـنـفـدُ الـرفــد
هيهـات يـأبـى ذاك لــي سَـلـفٌ = خَمـدوا ولـم يخمـد لـهـم مـجـد
والـجــد كـنــدةُ والـبـنـون هـــمُ = فـزكـا البـنـون وأنـجـبَ الـجــدّ
فلـئـن قـفــوتُ جـمـيـل فعـلـهـم = بـذمـيـم فـعـلــى إنــنــي وَغْــــد
أجـمـلْ إذا حـاولـتَ فــي طـلـب = فالـجِـدّ يغـنـي عـنــك لا الـجَــدّ
لـيـكـنْ لـديــك لـسـائــلٍ فَــــرجٌ = إن لــم يـكـن فَليَـحْـسُـنِ الـــردُّ
وطـريــد لـيــل سـاقَــه سَــغَــبٌ = وَهْــنــاً إلــــيَّ وقـــــادَه بَـــــرْد
أوسعـتُ جُهـدَ بشاشـة وقِــرى = وعلـى الكريـم لضيفـه الجُـهـد
فـتـصــرّمَ الـمـثُـنـي ومـنــزلــه = رَحْــبٌ لـــديّ وعـيـشـه رَغْـــد
ثــــم اغــتـــدى ورداؤه نــعَـــمٌ = أسـأرتُـهــا وردائــــي الـحـمــد
يــا لـيـت شِـعـري بـعـد ذالـكُــمُ = ومـصـيـرُ كـــلّ مــؤمــلٍ لــحــد
أصريـعُ كَلْـمٍ أم صـريـع ضَـنـاً = أودَى فلـيـس مــن الــرَدى بُــدّ



#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيدة الفراقية (عينية / يتيمة) ابن زريق البغدادي
- القصيدة المؤنسة.. (تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا) ق ...
- - القصيدة الرصافية.. عُيونُ المَها - علي ابن الجهم
- عبدالله الودان.. شاعر من هذا الزمان
- العلاقة الجمالية بين كرة القدم والأدب
- المقامة..
- جــان دمـــو.. الشاعر الظاهرة
- رواية (مملكة الجواري) لمحمد الغربي عمران بين رواية التاريخ و ...
- محمد لفتح
- إسمه (ذو يزن).. عبدالفتاح إسماعيل
- مبارك وساط.. شاعر غبار الأرض ووهجِ الأفق
- عبدالرحيم التدلاوي - صدق الكتابة ومحبة الإبداع والتفاني في خ ...
- محمد ابزيكا.. المثقف الاصيل
- معاوية محمد نور.. ذلك المجهول
- قداس لأسماء الحاء.. قراءة في ديوان -تنويعات على باب الحاء- ل ...
- الإقامة في الشعر.. في محبة الشاعر المغربي عبدالسلام مصباح - ...
- تسريد الواقع بفتنة الحكي في مجموعة -حكاية زين- للدكتور سيد ش ...
- كتاب الليالي... الكتاب الذي لا ينتهي
- في تقدير الأستاذ المبدع السي حاميد اليوسفي
- سيميائية العنونة في مجموعة (هزك الماء) للقاص المغربي سي حامي ...


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - هل بالطلول لسائل رَدّ (القَصيدةُ اليتيمةُ) دوقلة المنبجي