أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - جــان دمـــو.. الشاعر الظاهرة














المزيد.....

جــان دمـــو.. الشاعر الظاهرة


نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7719 - 2023 / 8 / 30 - 01:12
المحور: الادب والفن
    


حينما وددت اعتصار الذاكرة علها تسعفني ببعض كلمات تكون بدل تقديم لمتصفح الشاعر الرجيم "جان دمو "، وقفت عاجزا متأملا بإزاء بياض الورق.. ذلك أن مغامرة الخوض في حياته تعد ابحارا في أرخبيلات المستحيل.. فهو حسب علمي وما قرأت له وعنه كان يعيش حياة بوهيمية بامتياز، لم تكن له حياة قارة بالمعنى المتعارف عليه.. وليس له قي الدنيا نصيب...
"ها أنذا في سبيلي إلى ممارسة إنسانيتي"
هكذا هو الشاعر الظاهرة الذي كان قيد حياته يكنى "دنخا" أو "يوخنا ممّو". يكتب الشعر، ويتخذه مهنة، بالرغم من انه لم يصدر ديوانا، ذلك انه يشمت في الدنيا.. ويعيش مستمتعا بفوضاه المطلقة ، متسكعا ضائعا في أرباضها الهامشية القصية، ناذرا شقاء عمره الباذخ، وشاعريته الفذة والغريبة لبوهيميته المفرطة، ولعبثيته الحقيقية التي يمارسها بحرية، وبدون أقنعة عاريا الا من أسمال قشيبة. وبحياتين يحيا.. احداهما حياة الملوك، واخرى ينتظر فيها من يجود عليه بثمن قنينة.. او كتابة قصيدة مقابل وجبة يسد بها رمقه قبل ان يطوح به الوقت في آخر الليل الى النوم فوق السطوح متعتعا بالسكر والضياع..
هو كذلك الشاعر الظاهرة جان دمو فم بناب وحيد ولسان لا يتقن سوى لوك الشتائم البذيئة "اختصاراً للوقت، وتكثيفاً للدلالة"، ومعينا من مقدرة وموهبة لا تنضب ضيع شظاياها فوق كراسي المقاهي الشعبية والحانات القذرة.. مطمئنا احيانا الى عصابة من "أصدقائه الذين يمحضونه حُباً من نوع خاص لدرجة أن البعض منهم كانوا يحممونه كل أسبوعين مرة، ويحلقون له رأسه، ولحيته، وإبطيه، وشعر عانته، ويمارسون له العادة السرّية نزولاً عند طلبه، أو إمعاناً في السريالية، أو تأكيداً للحياة الغرائبية التي كان يحلو له أن يمارسها" بشغف كبير.
انه احد اهم صعاليك كركوك وواحد من كبار الشعراء العرب الحداثيين، الاكثر مشاكسة وتمردا وعنفا وشراسة ونقمة وعبثية وسوريالية، وممارسة لحريته، كان شتاما عبثيا ثملا أبدا، لم يكتب الشعر يوما من اجل الشهرة والظهور والحضور الاعلامي، فقد كان ساخطا على كل الرموز الثقافية ومتمردا على السلط والتابوهات والعادات، ولم يكن له سكن قار، مجردا من كل أعباء الحياة، مثل شعره مليئ بالطرائف والمواقف الغريبة والسخرية، وقصائده المتوفرة كلها موزعة بين اصدقائه لانه لم يكن يحتفظ بها ابدا، وقد جمعت في ديوانه الوحيد "أسمال"
كما يعتبر جان دمو من كوكبة صعاليك الشعر العربي العراقي سركون بولس، عقيل علي، عبد القادر الجنابي، عبد الامير الحصيري، حسين مردان: كزار حنتوش، عبد الرحمن طهمازي، وحسن النواب، ونصيف الناصري وغيرهم وقد عرفت ظاهرة صعلكة الشعراء في العراق خلال ستينات القرن الماضي كممارسة سلوكية وظاهرة شعرية، ونواة لبروز نسق سوريالي عظيم طبع الحياة الادبية بالعالم العربي.. وابطالها شعراء انتجتهم ظروف الفقر والحاجة والقهر والهروب من الخدمة العسكرية واشياء اخرى فاتخذوا من الشوارع والحانات والمقاهي مسرحا لحيوات اخرى مغايرة تماما.

نقوس المهدي - اليوسفية - المغرب



#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (مملكة الجواري) لمحمد الغربي عمران بين رواية التاريخ و ...
- محمد لفتح
- إسمه (ذو يزن).. عبدالفتاح إسماعيل
- مبارك وساط.. شاعر غبار الأرض ووهجِ الأفق
- عبدالرحيم التدلاوي - صدق الكتابة ومحبة الإبداع والتفاني في خ ...
- محمد ابزيكا.. المثقف الاصيل
- معاوية محمد نور.. ذلك المجهول
- قداس لأسماء الحاء.. قراءة في ديوان -تنويعات على باب الحاء- ل ...
- الإقامة في الشعر.. في محبة الشاعر المغربي عبدالسلام مصباح - ...
- تسريد الواقع بفتنة الحكي في مجموعة -حكاية زين- للدكتور سيد ش ...
- كتاب الليالي... الكتاب الذي لا ينتهي
- في تقدير الأستاذ المبدع السي حاميد اليوسفي
- سيميائية العنونة في مجموعة (هزك الماء) للقاص المغربي سي حامي ...
- فيما يشبه الشهادة أو أكثر.. في محبة القاص المبدع عبدالله الب ...
- العربي الرودالي - دراسة نقدية في نص استثنائي.. جئت لأزف إليك ...
- الأستاذ عبدالله البلغيثي يستضيف المبدع محمد مومني في برنامج ...
- المكتبة علم بلا حدود
- الأحذية وتداعياتها...
- في الحاجة الى طه حسين
- مقدمة ديوان - مكب اللامة - للزجال محمد الحبيب العسالي


المزيد.....




- شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود ...
- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...
- الجامعة العربية: اللغة العربية قوة ناعمة لا تشيخ وحصن يحمي ه ...
- تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب في احتفالي ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - جــان دمـــو.. الشاعر الظاهرة