أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - معاوية محمد نور.. ذلك المجهول














المزيد.....

معاوية محمد نور.. ذلك المجهول


نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7712 - 2023 / 8 / 23 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


لم اسمع باسم معاوية محمد نور، ولا اعتقد انني الوحيد، الا مؤخرا وانا بصدد البحث عن الادباء الراحلين ضمن اعدادي للانطلوجيا الخاصة بالادباء الذي توفوا في شرخ الشباب، وقد فوجئت بقيمته الابداعية وحضوره الطاغي في الاوساط الادبية خلال الشق الاول من القرن العشرين، وانبهرت بشخصيته القوية، وعبقريته المرموقة برغم جداثة سنه، والتي تكاد ان تتقاطع مع شخصية مصطفى سعيد في رائعة الطيب صالح موسم الهجرة الى الشمال، لا من حيث الموهبة الفذة، والذكاء المتوهج، والاحساس الوطني المتيقظ، والمتحفز، أو الثقافة الموسوعية ومواقفه المتميزة من الاستعمار الانجليزي الذي ناصبه العداء.
ولقد استطاع معاوية محمد نور خلال حياته القصيرة جدا، وهو لم يكد يتجاوز بالكاد الثلاثين ربيعا بكثير ان يفرض نفسه ندا لكبار المثقفين المصريين والعرب دون أدنى إحساس بالدونية كما يصف ذلك النور محمد حمد قائلا:
(أميز ما يميز معاوية عندي، هو أنه لم يحسّ بالدونية تجاه أحد من العالمين.)
فانبرى محاججا مناظرا ومنتقدا لكبار الادباء مثل طه حسين، وأحمد شوقي، وابراهيم ناجي، وعلي محمود طه، والمازني، ومحمد حسين هيكل، وجليسا لعباس محمود العقاد الذي استأثره ولازمه في صالونه وندواته الأدبية، وقال في حقه هذه الشهادة الخالدة
( لو عاش معاوية لكان نجما مفردا في سماء الفكر العربي )
وابى الا ان يقف على قبره في احدى زياراته للسودان ويخصه بقصيدة تأبينية جاء فيها:
أجل هذه ذكرى الشهيد معاويـة = فيالك من ذكرى على النفس قاسيـة
أجل هذه ذكراه لا يــوم عرسه = ولا يوم تكريم ودنياه باقيـــــة
إلى أن يقول:
بكائي عليــــه من فؤاد مفجع = ومن مقلة ما شوهدت قط باكيــة
بكائي على هذ الشباب الذي ذوى = وأغصانه تختال في الروض ناميـة
ويقول في ختام القصيدة:
وياعارفيــه لا تضنوا بذكره = ففي الذكر رجعى من يد الموت ناجيه
أعيروه بالتذكار ما ضن دهره = به عيشة في مقبـــل العمر راضيه
يروي المرحوم عمر علي أحمد التروِّس، وقد كان من المداومين على ندوة العقاد بالقاهرة، عن أول لقاء جمع العقاد بمعاوية محمد نور..
( لقد كان العقاد يجلس في مكتبة ومعه مجموعة من أصدقائه وفجأة يدخل شاب في مفتتح الشباب وخواتيم الصبا أسود اللون وسيم الطلعة ويبدأ في إنتقاء مجموعة من الكتب وعندما هم بالخروج نده عليه العقاد قائلا:
- تعال يلا
فذهب معاوية نحوه بثقة وإعتداد، فأخذ العقاد من يديه الكتب وقلبها وقال:
- مين باعتك بالكتب دي؟
أجاب معاوية بهدوء:
- هذه الكتب لي
قال العقاد:
- إنت تقرأ للكاتب ده(ولوح بكتاب)
قال معاوية وإبتسامة في شفتيه:
- قرأت له قبلها كتاب كذا وكذا وكذا وكذا.....
نظر العقاد الى أحدهم وقال:
- قوم يا بغل.. إجلس يابني.. )
كما شارك بكتاباته القيمة التي حرص فيها على ان يكون ناقدا متبصرا عير مجامل في العديد من المجلات والصحف المصرية كالهلال، السياسة الاسبوعية، حريدة مصر، الرسالة، والبلاغ الاسبوعي وغيرها كثير، وقد حاول برغم حداثة سنه تأكيد اسمه في الاوساط الفكرية والسياسية، وشكل احدى العلامات الفارقة في النقد الادبي بمصر والسودان..
وقد قال عنه الكاتب المصري انور الجندي:
(إنني اتطلع إلى حفل ضخم يقام في الخرطوم من أجل أحياء ذكراه، وطبع آثاره، والتنويه به في العالم العربي كله.)
لأن معاوية محمد نور وللحقيقة اسم سامق، وهو كباقي الادباء في السودان على شاكلة محمد عبدالحي وعبدالله الطيب وعبدالخالق محجوب والطيب صالح والكثير من الاسماء البارزة الاخرى حتى لا اظلم احدا، في حياته ما يستحق البحث والتنقيب والدراسة، لكن ومن غريب الصدف او سوئها فانه لا يكاد يحظى وهو الاديب الألمعي بالاهتمام اللازم من طرف المثقفين السودانيين ..



#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قداس لأسماء الحاء.. قراءة في ديوان -تنويعات على باب الحاء- ل ...
- الإقامة في الشعر.. في محبة الشاعر المغربي عبدالسلام مصباح - ...
- تسريد الواقع بفتنة الحكي في مجموعة -حكاية زين- للدكتور سيد ش ...
- كتاب الليالي... الكتاب الذي لا ينتهي
- في تقدير الأستاذ المبدع السي حاميد اليوسفي
- سيميائية العنونة في مجموعة (هزك الماء) للقاص المغربي سي حامي ...
- فيما يشبه الشهادة أو أكثر.. في محبة القاص المبدع عبدالله الب ...
- العربي الرودالي - دراسة نقدية في نص استثنائي.. جئت لأزف إليك ...
- الأستاذ عبدالله البلغيثي يستضيف المبدع محمد مومني في برنامج ...
- المكتبة علم بلا حدود
- الأحذية وتداعياتها...
- في الحاجة الى طه حسين
- مقدمة ديوان - مكب اللامة - للزجال محمد الحبيب العسالي
- في تكريم الروائية الشريفة مريم بن بخثة
- تقديم ديوان - مكب اللامة - للزجال محمد الحبيب العسالي
- البنت التي طارت عصافيرها.. أقصوصة
- المصورون أشقاء الشعراء
- تقديم مجموعة -في انتظار حَبّ الرّشاد- لسعيدة عفيف
- عن الكتابة والملامح الإنسانية في المجموعة القصصية - الحذاء ا ...
- سهرة مع الثعابين


المزيد.....




- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار
- ماري عجمي.. الأديبة السورية التي وصفت بأنها -مي وزيادة-
- مشاهدة الأفلام الأجنبية تُعاقب بالموت.. تقرير أممي يوثق إعدا ...
- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- عودة قوية للسينما البحرينية إلى الصالات الخليجية بـ-سمبوسة ج ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - معاوية محمد نور.. ذلك المجهول