أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - إسمه (ذو يزن).. عبدالفتاح إسماعيل














المزيد.....

إسمه (ذو يزن).. عبدالفتاح إسماعيل


نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7716 - 2023 / 8 / 27 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


(فلا وراءك ملهى = ولا أمامك مصرف
فلا من البعد تأسى = ولا على القرب تأسف
لأن همك أعلى = لأن قصدك أشرف
لأن صدرك أملى = لأن جيبك أنظف) عبدالله البردوني - قصيدة مصطفى


***


قد نزعم - بدون ادنى مبالغة- بأن جنات عدن كانت حقيقة على وجه أرض حضرموت، وليست ضربا من الخيال أو اختراعا من ألاعيب المجاز، بها حوريات حسان وسلطانات لم يطمثهن جني ولا إنسان، و فيها من كل جميل وحسن مثنى، تجري من تحتها أنهار خمر وعسل مصفى، حين كانت اليمن السعيد سعيدة، وجمهورية وجنوبية وشعبية واشتراكية وديمقراطية وشيوعية وأممية، حازت الشعر كله، والجمال كله، ولها سد منيع، قبل ان تصل دول الخليج الى ما وصلت اليه الآن من بذخ مزيف، وفخفخة مستوردة، وخراب، تخوض حروبا رجعية بالوكالة عن الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية بالمنطقة، وتصدر الإرهاب، وتوزع الفكر الوهابي الظلامي الرجعي الطائفي الأصولي والمتزمت على الفقراء بالمجان، وتفرخ الفتاوى الملغومة بهوس الجنس والحرمان والجهل للمكبوتين من العربان
تذكر كتب التاريخ كيف كانت عدن قبلة ومحجا للمفكرين التقدميين وللشعراء المصطهدين، و عاصمة كونية لكل الشعوب المستعبدة، ومثالا للجمهوريات الثورية الصاعدة، ترفل في العز و الرخاء ، لا رخاء اليسر ، وعز الدلال ، و بسط العيش و سعته ، لكن أقصد أطيبه و أرغده، حيث الايديوليوجيا لا تقوم بتعويم الجماهير في الماء البارد ، و حيث الكفاف و الطمأنينة و القناعة و الفرح و الرضا يسكن الأفئدة ، و المحبة تملأ البطون ، و إذا ضاق عيش اليوم على امرئ فإنه يصبر الى الغد ، و هو قرير العين مبسوط البال بأن الرزق آت لا محالة ، و المستقبل زاهر و مشرق ، و الأولاد يتعلمون ، و البركة موفورة ، والخير يفيض برا وبحرا ، و الكل يشارك في بناء الوطن ، دون أدنى تفكير بنهاية التاريخ ، و لا بما سوف يأتي به الغيب ، و النساء سواسية مع الرجال يجلسن بالمقاهي ويكتبن الشعر ويجادلن في ساس يسوس ، و يحملن السلاح معا ، ويخضن حروب عصابات طويلة الامد دفاعا عن الأنوثة ، ضد " كلخ " الإمامة و شبح الانقسام و الطمع في خيرات البلد و ما ولد.
عبدالفتاح إسماعيل الجوفي أكبر من ان تحصره التعريفات المبتسرة لكنانيش الحالة المدنية، شاعر سياسي تقدمي ومنظر وقائد ميداني من طراز رفيع ، ولد في يوليو 1939م في محافظة (تعز) شمال اليمن . تلقى تعليمه في عدن ، عمل في مصفاة لتكرير النفط من عام 1957م إلى 1961م ، ساهم في تأسيس حركة القوميين العرب في جنوب اليمن ، في عام 1961م أصبح معلما في مدرسة بعدن ، يعتبر أحد مؤسسي الجبهة القومية للتحرير في 14 أكتوبر 1963م ، تفرغ للعمل الثوري و أصبح قائدا للجناح العسكري لجبهة التحرير القومية الذي يحمل اسم (فدائيين) في عدن.
و قد عرف اليمن احدى اهم الجمهوريات الشيوعية ، و كان الحزب الشيوعي اليمني الفتي نموذجا يحتدى به بين باقي الاحزاب الشيوعية بالعالم و بالمشرق العربي ، قبل أن تهوي تباعا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي . و حين نذكر هذا الحزب العتيد ، لاننسى أن نذكر زعيم الثورة و مهندسها الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) الذي قال: (إننا جميعاً حريصون على أن تظل الثورة تختط الطريق الواضح و الجاد الذي دائما يخدم مصلحة الجماهير من عمال و فلاحين و صيادين، و إذا كانت بعض القوى تحاول أن تعرقل مسيرة الثورة ، فإن ذلك سنة التاريخ ، فلكل ثورة ثورة مضادة ، و نحن نؤمن أننا طالمنا سلكنا الطريق الصحيح ، فإن اعداءنا لن يتركونا و سيحاولون وضع العراقيل أمام كل الترتيبات التي نعملها في مصلحة الشعب المحروم الذي عاش 129 عاماً مكبوت الحرية .. مسلوب الإرادة.. و يجب أن نكون أكثر تصميماً و إيماناً بالثورة .. و نكون جنوداً مخلصين لها ، و أن نراقب كل الناس في السلطة.. و نراقب كل الناس في التنظيم لأننا نؤمن أننا إذا كبتنا الجماهير و عزلناها عن تحمل المسؤولية ، فإن ذلك يعني أننا نسير في طريق غير صحيح ، سبق أن سلكته الكثير من البلدان و فشلت في أن تحقق أبسط القضايا المهمة و الضرورية للجماهير الكادحة من عمال و فلاحين و صيادين فقراء. )
و قد قتل سنة 1986 في سيناريو مشابه لاغتيال الرئيس سلفادور الليندي ، وقتل سالمين بطريقة مأساوية برصاص الاصدقاء الاعداء ، وقتلت الثورة في الخليج واهب اللؤلؤ والمحار والردى
وكأني به يردد ويعيد :
("سَيْف بِن ذِي يَزَن" (•)
وَوَخَز الإبَر / فِي حَدَقَتَيْه / خَنَاجِر مَسْمُوْمَة / بِفَرْحَة
بَسَمَتِهَا / شَطَرَت رِئَتَيْه / ابْتَسِم / لعَلْقُم مَهْزَلَة الفاجَعَة وحَصَدْنا الْبَوَاقِي ـ حَصَدْنَا الْبَوَاقِي – الْعِجَاف.
الْدَّرْس مِن سُوْرَة الْدَّم وَالْمَوْت / يَتْرُك آثارِه / فِي ثُغُوْر الْسُّهُول الْمَلِيْئَة قَمْحَا / وُبُنَّا بِعَيْن الْجِبَال / وَفِي رَمْلِنَا الْسَّابِح. فَهَل فِي الْعُقُوْل لَه مِن أَثَر ؟)
* عبدالفتاح إسماعيل - من قصيدة "الكتابة بالسيف"



#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك وساط.. شاعر غبار الأرض ووهجِ الأفق
- عبدالرحيم التدلاوي - صدق الكتابة ومحبة الإبداع والتفاني في خ ...
- محمد ابزيكا.. المثقف الاصيل
- معاوية محمد نور.. ذلك المجهول
- قداس لأسماء الحاء.. قراءة في ديوان -تنويعات على باب الحاء- ل ...
- الإقامة في الشعر.. في محبة الشاعر المغربي عبدالسلام مصباح - ...
- تسريد الواقع بفتنة الحكي في مجموعة -حكاية زين- للدكتور سيد ش ...
- كتاب الليالي... الكتاب الذي لا ينتهي
- في تقدير الأستاذ المبدع السي حاميد اليوسفي
- سيميائية العنونة في مجموعة (هزك الماء) للقاص المغربي سي حامي ...
- فيما يشبه الشهادة أو أكثر.. في محبة القاص المبدع عبدالله الب ...
- العربي الرودالي - دراسة نقدية في نص استثنائي.. جئت لأزف إليك ...
- الأستاذ عبدالله البلغيثي يستضيف المبدع محمد مومني في برنامج ...
- المكتبة علم بلا حدود
- الأحذية وتداعياتها...
- في الحاجة الى طه حسين
- مقدمة ديوان - مكب اللامة - للزجال محمد الحبيب العسالي
- في تكريم الروائية الشريفة مريم بن بخثة
- تقديم ديوان - مكب اللامة - للزجال محمد الحبيب العسالي
- البنت التي طارت عصافيرها.. أقصوصة


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - إسمه (ذو يزن).. عبدالفتاح إسماعيل