|
قزلباشية من نيسابور الى مندلي
احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 7728 - 2023 / 9 / 8 - 16:11
المحور:
حقوق الانسان
# كما نعلم مندلي مدينة قديمة و عريقة في ربوعها أماكن أثرية و تكايا و مقامات .. ما زالت لها أصداء في الذاكرة، و منها تكية حاجي بكتاش . فماذا تعرف عن هذه التكية و من هو حاجي بكتاش هذا؟؟ هو حاجي بكتاش ولي النيسابوري ،المولود عام 1209م في نيسابور ، و توفي عام 1271م "على رأي الأكثرية". و هو صاحب الطريقة البكتاشية في التصوف،ويعتمد الكثيرون من المتصوفة طريقته المسماة بـ (البكتاشية – القزلباشية – الطرابيش الحمر) نسبة الى الحاج بكتاش النيسابوري الأصل و المولد،وكان من السادة الموسوية ..أي ممن يتصل نسبهم بالإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام)،وقد تتلمذ في خراسان / ايران على يد الشيخ لقمان الصوفي الشهير توفاه الله تعالى سنة 738 هــــ في عهد السلطان خذاوندكار في قرية (قره شهر)، و دفن في محل سمي باسمه (الحاج بكتاش)،وما زال مرقده مزاراً يرومه أهل التصوف و العرفان. و هو أحد شيوخ التركمان،و هو متصوف و شاعر ،و فيلسوف اسلامي،و قد لقب بـ (شيخ المتصوفين) و قد زار مكة المكرمة ،و المدينة المنورة،و بلاد الشام،و القدس ،والنجف الأشرف. و إنتشرت طريقته في التصوف في أماكن كثيرة لا سيما في المناطق الكوردية،فأصبح له مريدون و بنوا لهم تكايا و مقامات في أماكن كثيرة منها قضاء مندلي،فله تكية باسمه قرب نهر السوق (جو بازار) بين البساتين الخضراء الجميلة في بداية محلة قلعة بالي ،اندثرت و بقيت معالمها،كان يرتادها مريدو الطريقة البكتاشية، كما له تكايا أخرى في إقليم كوردستان، لأنَّ له مريدين بين الشبك كذلك،و قد أخبرني صديق لي بأنّ للحاج بكتاش مقام وتكية في بدرة - محافظة واسط ،ويظهر من ذلك بأنّ له تكايا و مقامات كثيرة في كوردستان العراق لرواج طريقته في التصوف و العرفان. و عن تكية الحاج بكتاش يقول المؤرخ محمد جميل الروزبياني : تكية الحاج بكتاش في محلة قلعة بالي،شيدها احد الضباط البكتاشيين في العهد العثماني،عندما كان في مندلي ،ثم وقف عليها عبد الرحمن حسني بك المصري المشتهر بـ (بالا) وهو والٍ بالبصرة سنة 1324هــ بستاناً اشتراه لهذه المهمة .وقد خربت التكية أخيراً، و اتخذها بعض الفقراء والمساكين مأوى لهم،ورغم أن مديرية الأوقاف العامة استولت على 5/1 بستان ( عطية درويش) الموقوف على التكية فانّها لا توليها اهتماماً . البكتاشية تاريخ و رجال : انتشرت البكتاشية في صفوف الشعب التركي انتشاراً كبيراً بسبب سهولة الأسلوب الذي تحدث بها شيوخها الى الناس، فقد ظهر شعراؤها أمثال: (يونس آمرة،و قايغوسوز أبدال،ونسيمي بغدادي، ونظام أوغلو و غيرهم )، وأنشدوا في هذه الطريقة بلذّة روحية جذابة والبعد عن الجدل العنيف، و كانت تكايا البكتاشية مثالاً للنظافة والأناقة مع ما اشتهر به من (السر البكتاشي) والأشعار الميسرة التي كانت تنشد لأجلها تعرف (النفس). والبكتاشية فرقة صوفية تنسب الى السيد محمد بن إبراهيم المشهور بالحاج بكتاش ولي المدفون في تركيا، وهو من أتباع الشيخ احمد اليسوي صاحب ديوان (حكمت) الذي كان يقرأ في كل بيت تقريباً، تنصُّ بعض الروايات على أن الحاج بكتاش ولي درس على يد احمد اليسوي، وقيل أن المؤسس الحقيقي للطريقة هو (بالم بابا) المتوفى سنة 922هـ ،وجاء في بعض الكتب إنَّ الحاج بكتاش ولي هو (البير الأول) و (بالم بابا) هو (البير الثاني) . لقد انتشرت هذه الطريقة في بلاد الأناضول و البلقان فدان بها الألبانيون خصوصاً بين صفوف (الانكشارية) وإنَّ كثيراً من المؤرخين يطلقون بالانكشارية (الحاج بكتاش أوغللاري) أي أولاد الحاج بكتاش.والطريقة البكتاشية هي خليط من الطرق الباطنية منها الحروفية و بهذا نرى أن (الفضل الله الحروفي) وهو أستاذ نسيمي بغدادي المقتول كلاهما في دولة التيموريين و كتابه الجاودان المقام الأسمى عند البكتاشية، وللحاج بكتاش كتاب عربي اسمه (مقالات)، ولهم تعاليم خاصة وحجج قوية يبررون بها لأنفسهم (الحب المفرط) لشخص الإمام علي بن أبي طالب (ع) ويبجلون الأئمة الإثنا عشر تبجيلاً عظيماً سيما الإمام جعفر الصادق (ع) و بهذا يكونون قريبين من المذهب الإمامية . كانت البكتاشية في أول الأمر تعد الشيخ احمد اليسوي مرشداً لهم ويؤمنون بمبادئه إيماناً عظيماً و لكنها استقلت تدريجياً و أصبحت لها مبادؤها الخاصة . وكانت للبكتاشية تكايا كثيرة في العراق في العهد العثماني منها التكية المعروفة باسمها في كربلاء و الموصل و طوز خورماتو و داقوق و مندلي (كما ذكرنا أعلاه) و غيرها من المدن الشيعية التركمانية و غيرها ، و بكتاش أصبح إسماً يتبركه بعضنا فيطلق على الرجال . المصادر: 1- موسوعة مندلي الحضارية – ج1 2- مندلي في التاريخ – محمد جميل الروزبياني 3- صحيفة الوفاء – محمد سمين ترزي – العدد:19 لعام 2004م 4- البكتاشية / المعجم الكبير/معجم اللغة العربية – القاهرة 2004م 5- القبائل والعشائر التركمانية في العراق – صبحي ساعتجي 7- جريدة التآخي - صفحة إشراقات كوردية – العدد:95627 يوم الخميس 17/8/2023م.
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باقطنايا_ مندلي والمحلة المفقودة
-
الإنسان المعاصر بين التغابي و التذاكي...
-
صاحب الكردلوجيا حطَّ رحاله ..
-
أخبرني بهلول عن فلسفة الجمال..
-
وقار المدن الطيبة ..
-
أقد م شاعر كوردي فيلي مندلاوي ..
-
شاعر بندنيجي بأربع لغات
-
مؤلف قل نظيره في تاريخ العربية
-
تمهيد التماهيد ..
-
لواهج أحد المثابرين ...
-
نظرة على علم المكتبات ..
-
مائدة بلا طعام ..
-
قل للمليحة في مندلي..
-
حارات مندلي الحبيبة /ديالى
-
مقالة حياتية ترنو الى السعادة..
-
بصمات في ذاكرة الستينات ..
-
المطر و الشتاء و هدير كنكير
-
القلاع الأربع و الملاكون الطيّبون في مندلي
-
وندنيك – مندلي قديماً
-
الشاعر و رجل الضباب
المزيد.....
-
فتح وحماس تبحثان في القاهرة ترتيب إدارة غزة على هامش مؤتمر إ
...
-
البيان الختامي لـ-مؤتمر القاهرة لإغاثة غزة- يندد باستمرار إس
...
-
الشبكة العربية: حظر الأونروا انتهاك صارخ للقانون الدولي وخرق
...
-
رئيس الوزراء الفلسطيني: الحكومة تقود مرحلة التخطيط لمرحلة ما
...
-
أسلوب ممنهج.. تقييد الحريات وتوظيف المجتمع المدني!
-
غالبيتهم أبحروا من موريتانيا: عدد المهاجرين إلى جزر الكناري
...
-
ترامب يطلق تهديدا ناريا للمسؤولين عن عدم إطلاق سراح الأسرى ل
...
-
الأمم المتحدة: الوضع في غزة مروع وكارثي
-
هل تفتح التطورات في سوريا الطريق لعودة اللاجئين من تركيا؟
-
الجامعة العربية -تتضامن- مع فلسطين ولازاريني يدعو الأعضاء لل
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|