أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - حادث تصادم افكار














المزيد.....

حادث تصادم افكار


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 00:14
المحور: الادب والفن
    


حقيقة اختلف بها عن اغلب البشر .. وربما تعد هذه الحقيقة غريبة في تكوين شخصيتي .. او من الثقة المفرطة في نفسي .. مثلا انا لا احب المديح والثناء واتجاهل كل من يمدحني بكلامه واحاول ان اغير الحديث لوجهة اخرى . وينتابني شعور بالضيق . واتلمس دواخلي .. واعتقد ان هذا المدح كاذب او فخ اوخديعة وماشابه ذلك .. وحتى لو كان صادقا فقد يصيبني في حالة من الفوضى النفسية الداخلية تجعلني وكأن كل اجزاء جسمي جرى عليها عملية تفكيك من الصعب استرجاعها من جديد او ما كانت عليها سابقا . لهذا فأنا اكره المديح وكل انواع الاطراء . حتى لو كان من باب التشجيع .. فهو لن يغير شيئا من عملي وتحركاتي ومشاعري .. بالمقابل ان اسوء شيء في حياتي ان ينتقدني شخص عن فكرة او سلوك انا مؤمن بها واقوم به بقناعة شديدة حتى لو كنت على خطأ . ولهذا رؤسائي في العمل ومعهم زملائي واصدقائي وحتى افراد عائلتي يعرفون ذلك ويحاولون تجنب النقد والمدح معي . . احب ان اكون في منطقة وسطى . ليس من باب التكبر والغرور .. وانما اذا كان الانسان يمتلك ادوات عمله الناجح وادوات علاقته الصحيحة مع الاشخاص.. فالقرار مهما يكون على المقابل ثقيل ومرفوض . لن اعمل سوى ماتمليه عليه قناعتي .. احيانا مرؤسيي قي العمل عندما يمتدحون عملي وينظرون الى تعابير وجهي لمعرفة تأثير هذا المدح على نفسيتي تراني احني رأسي الى تحت بوجوم . اشعر وكأن الامر فيه استغفال او دعوة الى زيادة انتاج في عملي .. وهنا يكون المدح يعكس نوع المصلحة المطلوبة مني ولايكون لشخصي وحده وانما لعملي . واعرف جيدا ان عملي متكامل . ولكن قد يبدو دور العصفورة في الامر يأخذ مفعوله وحتى مع النقد في الظروف المعكوسة ..لهذا لايغريني مديح ولايسقطني انتقاد فكلها اراء وانا القرار .. بالامس انتقدني احد الاصدقاء برسالة مشبعة بألفاظ غير مسبوقة واسمعها لاول مرة منه وبهكذا جرأة . دون وضع اي اعتبارات .. المصيب في الامر ان كلامه رغم ثقله ومزاجيته الا انه شكل لدي مجرد هواء في شبك دون تأثير يذكر فهو لن يزحزحني عن ماقلته وما سأقوله .. ولكن المحزن في الامر انني لم اسيء له بل واكرمه في كثير من المواقف . واحترمه .. ولكن اكتشفت في نهاية الامر اننا لانملك لغة مشتركة في عملية نقل افكاري له لكي يفهمها كما اريد انا وليس كما يفهمها وتؤول الى تفسير آخر حسب مشيئته .. اذن المشكلة في المقابل وكيفية تلقيه للمعلومة .. بعض الاحيان تساهم الظروف العصيبة في تحوير المعنى . ونفسيا يذهب المقابل الى تفسيرات غير منطقية تحكمها الحالة النفسية .. وليس هذا فحسب وانما يسترجع امورا اكل عليها الدهر وشرب .ليعيد تفسيرها من جديد وتشكيلها وفق حالته النفسية الصعبة . وكان في وقتها متقبل للفكرة حين كان بظروف نفسية افضل .. هذه الازدواجية في الرأي الواحد يساهم مساهمة فاعلة في التأثير على العلاقة وتدخل في نفق مظلم . برأيي الشخصي اقوله لصديقي ولغيره .. ان يتريث الشخص في قراراته واحكامه في ظل ظروف سيئة لانها تجلب اراء في غير مصلحته ومصلحة الاخرين . ولكن اقول في ختام كلمتي . ان شعورا سيئا يكتنفك حين تكتشف مؤخرا انك تتعامل مع اشياء واشخاص غير حقيقيين . غادرهم بهدوء واترك لهم رماد الذكريات . وحين يفيقون من غيبوبتهم يوما ما سوف يبحثون عنك .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتنظر الى الخلف عندما ترحل
- مصدات الالم
- خيبات امل
- نصوص خارج التغطية
- انكسار
- حذائيون
- محنة الفهم والتفاهم
- ضعف تكتيكي
- رنين الذاكرة
- رمزية العشق
- حكمة امرأة
- جبروت أمرأة
- وجع الانتظار
- غروب
- فضيحة في وزارة التعليم العالي
- شرف الملوك
- حقيقة الاوهام - جلد الذات 2 -
- اهل الوطن
- الى مسافرة
- هي ... !!!


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - حادث تصادم افكار