أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - العرب وعصر الظلام














المزيد.....

العرب وعصر الظلام


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7724 - 2023 / 9 / 4 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما قال جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا لوزير خارجية العراق طارق عزيز سنعيد العراق إلى القرون الوسطى ، لم نكن نعلم في وقتها. ان ذلك سوف ينصرف الى كثير من الدول العربية . حيث تشهد الان عصرا" من العصور المظلمة نتيجة سقوطها في فخاخ الافكار والعقائد البالية التي عفا عنها الزمن ، وكان يكفي لتنفيذ ذلك تسيد حثالات المجتمع ليتم ترويجها من خلال اللعب على وتر التدين الزائف . او حماية المقدسات لاستعطاف المواطنين وغسل ادمغتهم للسيطرة على الدولة والمجتمع ،
وتوج هذا النهج باختطاف الحركات الجماهيرية فيما سمي بالربيع العربي ، التي كانت تهدف الى الحرية ، والتطلع الى مستقبل جديد يتسم بالانفتاح السياسي والتقدم الاجتماعي .  وفي السنوات اللاحقة استطاعت قوى الظلام والطائفية من احكام السيطرة على مقدرات بعض الدول العربية بدعم من قوى اقليمية ودولية ، فاشعلت حروبا اهلية. مازالت اثارها قائمة الى يومنا الحاضر ، وقد تسببت بفقدان الاستقرار السياسي وتأجيج الصراعات الطائفية والعرقية  والتوترات الاجتماعية .
وعَرَّضوا بنهجهم التخريبي هذا الأمن القومي العربي للخطر ، مدفوعين بنظريات تعادي كل ماهو وطني ، فزادت التدخلات الاجنبية بالشؤون الداخلية للعرب . 
ان عدم الاستقرار السياسي هذا قد خلق حالة من الفساد والفوضى في كثير من الدول العربية وأدى الى ظهور الحركات المتطرفة والراديكالية  وتسبب في خلخلة التماسك الاجتماعي، حيث سعى الأفراد المحبطون إلى إيجاد مسارات عشائرية وقبلية بديلة عن الدولة ، بسبب الإخفاقات الملحوظة لحكومات ضعيفة
فانتشرت الجريمة والبطالة والمخدرات وضعفت الخدمات المقدمة الى المواطنين من  تعليم وصحة وكهرباء وماء وغيرها من المستلزمات الاساسية للبشر ، وقد شهدت دول مثل العراق ولبنان وسوريا وليبيا واليمن ، ثم السودان الاضطهاد والتمييز تجاه الاقليات ،اضافة الى الفئات الضعيفة مثل النساء والاطفال. وتسببت في تآكل الحريات المدنية فيها كحرية التعبير والصحافة والتجمع ، وماتبعها من الفقر العلمي والثقافي والانغلاق الفكري ، ونتيجة لذلك تراجعت جوانب مهمة من الحضارة ، حيث يصر السياسيون الجدد على اجترار الماضي ومحاولة اعادة عقارب الساعة الى الوراء .مما ادى إلى نكوص التقدم العلمي والثقافي ،
في وقت ينشغل العالم في تعليم ابنائهم باعلى درجات العلوم والتكنولوجيا في مجالات الحياة كافة .

هكذا جرى العمل على تخريب العقل العربي وتعطيل مسارات التقدم بانماط مشوهة من المقدسات المزعومة والفتاوى الباطلة .
لعل من اهم مرتكزات تعطيل التقدم وتخريب القيم العليا هو افناء الطبقة المتوسطة من المجتمع التي كانت تحمي وتديم قيمه العليا وتحافظ على انجازاته الفكرية والاستثمار في التعليم والابتكار .

ومن هنا تأتي اهمية إصلاح وتجديد منظومتنا الاجتماعية والثقافية بما يتناسب مع روح العصر , فهذا الإصلاح والتجديد هو حجر الزاوية في اي محاولة للنهوض ، ومواكبة الوتيرة السريعة للتنمية العالمية.

ان التزام العالم العربي بهويته الثقافية له جذوره  التاريخية العميقة.  ويلعب التراث، على وجه الخصوص، دورًا مهما في تشكيل ثقافة وقيم العديد من المجتمعات العربية. 
اننا لاننكر اهمية ذلك في حياة الشعوب،  ولكن المبالغة في استذكار التاريخ ومحاولة انهاضه بادوات قديمة وبالية لهو التهافت بعينه .

   ان الخروج من هذا المأزق لايتم الا عن طريق بناء الدولة المدنية العصرية على وفق اسس علمية رصينة تهدف الى مكافحة التجهيل والفكر الظلامي ، وتسير جنبا الى جنب مع النهوض الصناعي والاقتصادي . 
كما اصبحت الضرورة حاسمة للموائمة بين الهوية الثقافية والتراث من جهة وبين التقدم العلمي والتواصل التكنولوجي من جهة اخرى لتجنب الركود المعرفي والانعزال الفكري السائد حاليا . والانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقا ، لنتجاوز مرحلة مظلمة هامشية في حياتنا سادت فيها اطروحات عقيمة عفا عنها الزمن . وغاب فيها العقل الرشيد والمنطق القويم .
أدهم إبراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن التفاهة والالهاء
- تضليل الشعوب
- النوافذ المحطمة في بلداننا
- الانتماء الديني والمذهبي لايوجب التفريط بالحقوق الإنسانية
- فرص الاصلاح السياسي في العراق
- اثر الأحجار الكريمة على الإنسان
- اثر الاحجار الكريمة على الإنسان
- ظاهرة تعيين الاقارب في مؤسسات الدولة
- المخدرات في العراق. . المشكلة والحل
- الطريق لعودة سوريا الى الجامعة العربية . هل هي سالكة
- العودة إلى صراع الجنرالات في السودان
- أهمية التدريب
- تهافت الاعجاز العلمي للقرآن
- اصلاح النظام المصرفي في العراق
- الانفراج السعودي الإيراني هل سينهي ازمات المنطقة؟
- في بلداننا أصبح نضال المراة اكثر تعقيدا
- مائة عام من النضال ومازال النفوذ الاجنبي مستمرا
- تحول العراق الى دولة ريعية
- المبالغة في الترويج للمثلية
- احتمالات المواجهة مع ايران


المزيد.....




- فيديو للحظة استهداف مبنى وزارة الدفاع السورية على الهواء مبا ...
- مباشر: ضربات إسرائيلية في دمشق وارتفاع حصيلة أعمال العنف في ...
- إسرائيل تُنفذ غارات عنيفة على دمشق.. ووزير دفاعها: بدأت -الض ...
- كلوب يُعلق على صفقة فيرتز: لاعب استثنائي ومركز هو التحدي!
- لا أمطار في العراق.. الجفاف يضرب البلاد ورائحة حقول أرز العن ...
- خامنئي : إسرائيل هدفت خلال الحرب إلى إسقاط النظام وإيران مست ...
- مهندس سابق في -أوبن إيه آي- يكشف عن أسرار العمل بها
- ما قصة الشبح واللون الأصفر اللذين يظهران في شعار سناب شات؟
- روسيا تتهم أوروبا بممارسات عسكرية عدوانية وتلمح مجددا للخيار ...
- خط الدفاع الأول في كشف انتهاكات قوانين الحرب


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - العرب وعصر الظلام