أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - العودة إلى صراع الجنرالات في السودان














المزيد.....

العودة إلى صراع الجنرالات في السودان


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7598 - 2023 / 5 / 1 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العودة الى صراع الجنرالات في السودان
ادهم ابراهيم 

اندلع القتال في السودان ، لا سيما الخرطوم ، بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو ، والجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان
في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 قبل اعلان هدنة هشة لوقف القتال .

أدخلت حرب الجنرالات البلاد في فوضى خلفت أكثر من 500 قتيلاً و 4700 جريحا ، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية .

وقد سبق وان دخلت البلاد في حرب اهلية طويلة بعد اكتشاف النفط وادت الى انفصال الجنوب عن السودان واستقلاله .

ومع هذا الاستقلال ، خسر السودان ثلثي عائدات تصدير النفط .

أدى فقدان موارد النفط إلى تفاقم النزاعات الداخلية بين مختلف الجماعات العرقية والميليشيات المسلحة في البلاد ، حتى تم العثور على الذهب باحتياطات كافية لانتشال البلد من الوضع الاقتصادي المتدهور  .

ولكن اكتشاف الذهب قد تسبب مع عوامل اخرى في نزاع اخر خصوصا بعد سقوط نظام عمر البشير في ثورة شعبية رافقتها خلافات كثيرة ولاسيما بين العسكر .

طرفا الصراع العسكري الحالي هما الفريق اول عبد الفتاح البرهان الذي اصبح الرئيس الحالي للبلاد والقائد العام للقوات المسلحة السودانية في أعقاب قيادته انقلاب تشرين اول / أكتوبر 2021 الذي أطاح برئيس الوزراء عبد الله حمدوك .

اما الطرف الثاني محل النزاع فهو
الجنرال محمد حمدان دقلو الملقب بـ حميدتي ، قائد قوات الدعم السريع , وهي ميليشيا شبه عسكرية انشئت عام 2013 وكانت تسمى الجنجويد لقمع تمرد اقليم دارفور خلال عامي 2008 و 2012 . ثم اصبحت مسؤولة عن حماية الحدود وحفظ النظام .

تم تعيين محمد حمدان او حميدتي نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي ترأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان في أعقاب عزل الرئيس السوداني عمر البشير في 11 نيسان /أبريل 2019 .

اشتد الصراع بين الجيش وميليشيات الدعم السريع عند مناقشة تفاصيل دمج الميليشيات المسلحة بالجيش النظامي ، في مشروع التحول الديموقراطي وتسليم السلطة للمدنيين .

وكانت هناك على الدوام مساع حميدة لإقناع الخصمين بمقاومة الرغبة باستخدام العنف ، وتظاهر الطرفان البرهان وحميدتي بتقبل صوت العقل دون جدوى .

يضاف الى كل ذلك التأثير الخارجي في الصراع من اجل الثروة والسلطة ، مما سيكون من الصعوبة
استعادة الهدوء والسلام في هذا البلد العريق .

النزاع بين القوات المسلحة وميليشيا الدعم السريع سيؤدي إلى عرقلة الانتقال السياسي وتسليم السلطة الى المدنيين ، اضافة الى تقويض الديمقراطية ، مما يؤثر سلبا على سيادة ومكانة السودان كدولة مستقلة وسيقربها من النهج الليبي او السوري .

ليس من المستغرب أن عددًا كبيرًا من الدول تسعى للتأثير على مجرى الأحداث في السودان .

فالسودان بموقعه الاستراتيجي المهم . وما يحويه من معادن ومنتجات زراعية وصناعية مثل الصمغ العربي ، يمثل اهمية كبرى ليس للولايات المتحدة فقط بل ولروسيا والصين ودول اخرى ، وان مخاطر الصراع في هذا البلد كبيرة حيث يمكن أن تمتد الى دول الجوار .
كما ان هذه الحرب ستزيد من المعاناة الانسانية للشعب السوداني وستؤدي الى تدفق اللاجئين عبر الحدود .
وقد اغلقت كل من مصر وتشاد حدودهما مع السودان تجنبا للتصعيد وامتدادات الحرب .

وكلما طالت الحرب بين الاخوة الاعداء زاد احتمال التدخل الخارجي .

في نفس الوقت فإن عدد كبير من الوسطاء بما فيهم الولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوروبي ودول الجوار والخليج وشرق إفريقيا المعروفة باسم غاد ربما ستعقد مهمة احلال السلام بسبب تعارض المصالح والاهداف في هذا البلد المأزوم .

وعلى العموم فاننا نأمل ان يستمع الطرفان الى صوت العقل والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل الى حلول سلمية تضمن حقوق الشعب السوداني وتجنبه المزيد من الالام . وبعكسه فان الحرب بينهما ستكون قاسية وطويلة .
حفظ الله السودان واهله .




#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية التدريب
- تهافت الاعجاز العلمي للقرآن
- اصلاح النظام المصرفي في العراق
- الانفراج السعودي الإيراني هل سينهي ازمات المنطقة؟
- في بلداننا أصبح نضال المراة اكثر تعقيدا
- مائة عام من النضال ومازال النفوذ الاجنبي مستمرا
- تحول العراق الى دولة ريعية
- المبالغة في الترويج للمثلية
- احتمالات المواجهة مع ايران
- تفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال
- كأس الخليج . . هل سيعيد العراق الى محيطه العربي؟
- الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق
- التجارب المريرة للاخوان المسلمين
- عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس
- العدالة المفقودة والافلات من العقاب
- في العراق يحاولون اسكات الصوت الحر
- الديموقراطية في العراق.. لاتبادل سلمي للسلطة
- تأثير الاعلام الامريكي على صياغة الرأي العام
- الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة
- وجهة نظر في تشريع قانون الخدمة العسكرية


المزيد.....




- الكشف عن قائمة أفضل المطاعم في العالم لعام 2025
- شركة الكهرباء الإسرائيلية: ضربات إيرانية تتسبب بانقطاع في ال ...
- طاقم CNN يشهد قصفًا إسرائيليًا واسع النطاق في طهران أثناء ال ...
- الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن ال ...
- صور أقمار اصطناعية تشير لأضرار بالغة بموقع فوردو والشكوك قائ ...
- لقاء في حزب الوحدة الشعبية بمناسبة الإفراج عن الرفيق د. عصام ...
- خبايا صراع الظلام بين إسرائيل وإيران
- إعلام إسرائيلي: الضربة الأميركية غير كافية وإيران قد تصنع قن ...
- ضربات ترامب لإيران.. بين حسابات الردع وضغوط الحلفاء
- هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - العودة إلى صراع الجنرالات في السودان