أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق














المزيد.....

الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق 

تسبب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 في تدمير الدولة ، والبنية التحتية من ماء وكهرباء ومؤسسات صحية وتعليمية وطرق وخدمات . كما تسبب في التشويش الفكري لعدد من المواطنين ، احتاج الى سنوات عديدة لعودة الوعي لدى اكثرهم . كما تسبب في اضطرابات إقليمية شملت أغلب الدول العربية لم تنته لحد الان .

 ونتيجة للمقاومة الباسلة تجاه المحتل الامريكي وللكلفة الباهضة لبقاءه في العراق . تقرر الانسحاب  الجزئي منه. وتقاسم نفوذه مع حكم الملالي في إيران ، العدو اللدود للعراق وشعبه .
فتسبب ذلك في اقامة شبكة من الميليشيات التابعة للحرس الثوري ، خصوصا بعد تسهيل دخول تنظيم الدولة الارهابي لبعض المدن المهمة في العراق ، مما سمح لها بالهيمنة على مؤسسات الدولة تحت غطاء محاربة الارهاب ، وهي تتشاطر مع امريكا بهذه الذريعة ايضا".

ان انتشار الميليشيات الموالية للنظام الايراني ، والعصابات المنظمة المدعومة من الاحزاب السياسية والدولة العميقة ، جعلها  كالاخطبوط ، بعد سيطرتها على المؤسسات الامنية ، واستحواذها  على اقتصاد الدولة ، حتى اصبح العراق من اوائل الدول الفاشلة .

كل ذلك امام انظار مبعوثة الامم المتحدة والسفارة الامريكية ، دون ان يحركا ساكنا .

وقد طورت إيران مع الولايات المتحدة ، استراتيجية تخادم مشترك في العراق للسيطرة على موارده واخضاع شعبه لسياسات  ممنهجة طويلة الأمد .
حتى بات معروفا للقاصي والداني عدم تعيين اي رئيس وزراء عراقي دون توافق امريكي ايراني عليه .

  ان هذا التدخل المريب وغير السوي في ادارة العملية السياسية في العراق ، قد تسبب في تكريس المحاصصة ، وما تبعها من فساد وفوضى امنية عرضت العراق وشعبه الى مخاطر عديدة .

كما انتشرت الامية والبطالة والمخدرات ، ووصل الفقر الى معدلات قياسية في بلد يعد من اغنى دول العالم بموارده الطبيعية .

         ورغم الاختلافات الامريكية الايرانية التي تتصاعد باستمرار ، وخصوصا فيما يتعلق بالاتفاق النووي . او تقاطعهما في بعض الاحيان ، فان ذلك لم يؤثر على تعاونهما المستمر لبسط نفوذهما في العراق .

لايمكن للولايات المتحدة الأمريكية
التخلي عن العراق ، حيث يعد من المصادر المهمة لامدادات الطاقة الى امريكا والعالم الغربي .
كما انه يتمتع بموقع استراتيجي لاغنى عنه ، وبقاء القواعد الامريكية فيه يمثل مجالا حيويا لها في المنطقة .
اضافة الى ان العراق قد اصبح ساحة مهمة للمنافسة بين الصين وأمريكا .

اما بالنسبة لايران فلديها اطماع قديمة ، تتجدد كلما سنحت الفرصة لها لاحتلال العراق ، او على الاقل الهيمنة عليه .
    اضافة لاهميته الجيوسياسية  لكونه امتدادا بريا للوصول الى سوريا ولبنان ولعب دورا اقليميا مهما لها في اية تسويات سياسية في المنطقة .
كما يوفر العراق مزايا اقتصادية عديدة ، حيث يعتبر سوقا كبيرا للمنتجات الايرانية ، اضافة الى تهريب العملة . وهذا الجانب له ابعادا سياسية وعسكرية ايضا ، حيث عن طريق العراق استطاعت ايران التهرب من كثير من العقوبات عليها ، والتحكم باقتصاده لتمويل الميليشيات التابعة لها في العراق وسوريا ولبنان  .

وقد ادارت ايران عن طريق الحرس الثوري شبكة من الميليشيات ، تستطيع بواسطتها فرض اجندتها السياسية في العراق ، وتحقيق مشروعها في تصدير الثورة والتمدد في المنطقة وتهديد دولها  .

       ان تبادل المصالح الامريكية الايرانية في العراق اشبه بالاحتلال المزدوج . وهو استعمار اقتصادي شبه عسكري تحت غطاء محاربة الارهاب من جهة ، اوحماية  المقدسات من جهة اخرى  .

والشعب العراقي بكل اطيافه يدفع ثمن هذا الاحتلال المزدوج ، ولايمكن الفكاك منه الا بتغيير موازين القوى في المنطقة ، او بانتفاضة عارمة جديدة ضد الاحزاب الحاكمة التي تسهل باستمرار التدخلات الاجنبية لضمان بقائها في السلطة ، والسطو على موارد وقوت الشعب المغلوب على امره .
وعندئذ فقط يمكن وقف التدخلات الاجنبية بشؤونه الداخلية ، وتحقيق الاستقلال الناجز للعراق كدولة مسقلة ذات سيادة تليق بشعبه العريق .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجارب المريرة للاخوان المسلمين
- عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس
- العدالة المفقودة والافلات من العقاب
- في العراق يحاولون اسكات الصوت الحر
- الديموقراطية في العراق.. لاتبادل سلمي للسلطة
- تأثير الاعلام الامريكي على صياغة الرأي العام
- الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة
- وجهة نظر في تشريع قانون الخدمة العسكرية
- نشأة الاسلام السياسي ونهايته
- العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية
- هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق
- ادارة الذات. . فن الحياة
- في المسألة الطائفية
- اشكالية الاحتفال باليوم الوطني في العراق
- الإعلام الجديد وثقافة الانترنت
- الاحزاب العراقية دويلات داخل الدولة
- أثر الاخبار الكاذبة على الدولة والمجتمع
- حتمية انهيار النظام السياسي في العراق
- الفرق بين الاحتلال البريطاني والاحتلال الامريكي للعراق
- التكنولوجيا الحديثة واثرها على مصادر السلطة


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق