أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الاحزاب العراقية دويلات داخل الدولة














المزيد.....

الاحزاب العراقية دويلات داخل الدولة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7367 - 2022 / 9 / 10 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نتيجة الغزو الامريكي للعراق عام 2003 توجهت البلاد نحو نظام طائفي عرقي .

رغم ان الهدف المعلن للدولة هو عراق ديمقراطي ليبرالي ، الا ان واقع الحال اخذ يتجه باستمرار نحو ديكتاتورية الاحزاب الطائفية والعرقية . حيث لم يرث العراق تجربة ديموقراطية ، بعد سنوات من الحكم العسكري او شبه العسكري .
ولم تكن لدى الاحزاب القادمة مع المحتل الامريكي اي منهج سياسي في كيفية إدارة الدولة ، ولم يكن لدى قادتها اي فهم مؤسسي للنظام السياسي .

لم تظهر أحزاب ليبرالية فيما يُعرف بالعملية السياسية ، وبدلاً من ذلك ، سيطرت الأحزاب والكتل الطائفية والعرقية على الساحة السياسية في العراق ، وارتكز نظام الحكم على المحاصصة وتوزيع الوزارات ومؤسسات الدولة بين الاحزاب والكتل ، وبدلا من اعادة الاعمار بعد سنوات طويلة من الحروب والحصار ، جرى على نطاق واسع نهب موارد الدولة المختلفة.

ونتيجة لكل ذلك أصبحت الدولة العراقية هشة للغاية فانتشرت الفوضى لغياب القانون ، وزيادة نفوذ الفصائل المسلحة التابعة للاحزاب الحاكمة .

الاحزاب والدولة
        بعد سنوات من سقوط نظام الحزب الواحد ، تم تسجيل أكثر من 200 حزبا سياسيا . ولكن الذين يمسكون السلطة الفعلية عدد قليل من الاحزاب والكتل الفاعلة تدعمها ميليشيات مسلحة ، وتمولها اللجان الاقتصادية المسؤولة عن نهب الاموال . فاصبحت الدولة اضعف شأنا" من الاحزاب ، تديرها حكومة شكلية لاتملك اي ارادة سياسية فاعلة .

تبنت الاحزاب العراقية منذ البداية القيم والثقافة الدينية او العرقية ، ثم صَعَّدَتْ من التحشيدات الطائفية والعرقية ، حتى أصبحت بديلا عن الهوية الوطنية التي كانت تجمع كل المكونات العراقية .

وهكذا تحول العراق من الحزب الحاكم الى احزاب طاغية . وانتقلت السلطة من الشخص الواحد الى شخوص توجه الدولة على وفق اهوائها .
والسلاح الذي كان حصرا" بيد الدولة انتقل الى ميليشيا الاحزاب ، فتعزز نفوذها السياسي حتى تحول العراق الى دويلات الاحزاب داخل الاطار الشكلي للدولة .

يلقى نشاط هذه الاحزاب بثقله على كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية المحلية وادى هذا الواقع الى انتشار البطالة والمخدرات والجريمة المنظمة .

كشفت تقارير دولية ومحلية عن استحواذ ميليشيات الاحزاب على نصف موارد النفط للدولة العراقية واكثر من نصف موارد المنافذ الحدودية اضافة الى الاتاوات من المواطنين ، والعمولات من الشركات العاملة .

بلغ تطاول الاحزاب وميليشياتها على الدولة الى حد تهديد رئيس الوزراء الحالي بالاغتيال علنا ومن دون رادع او اعتبار لسلطة الدولة .
ثم انهالت الصواريخ على منزله في محاولة لاغتياله ، تنفيذا" لتهديدات الاحزاب وميليشياتها بمزاعم  تزوير الانتخابات التي خرجوا منها بادنى الاصوات .
وبالرغم من معرفة الجهة التي قامت بهذه المحاولة تعذر محاسبة المسؤولين عنها او احالتهم الى القضاء !

كما لم تكفّ هذه الاحزاب وفصائلها المسلحة عن الاساءة لسمعة الدولة  من خلال ضرب السفارات الأجنبية بالهاونات والصواريخ .

وفي عام 2019 اصدر رئيس الوزراء السابق قرارات بتنظيم عمل الحشد الشعبي وربطه باجهزة الدولة الرسمية ، ولم يتم تنفيذها ، لرفض بعض الفصائل الانصياع لها .

وللدلالة اكثر على استقلالية الاحزاب عن الدولة ، قيام قادتها بالاجتماع مع سفراء غربيين ولا احد يتساءل عما وراء هذه اللقاءات في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها البلاد !
كأنهم فوق الدولة وما على المسؤولين الا الاستجابة لاوامرهم  وهكذا تحولت السيادة من الدولة الى الاحزاب .

وبدلا من رفع العلم العراقي نجد اعلام ورايات الاحزاب مرفوعة حسب مناطقهم اونشاطاتهم ، في تحد صارخ لوحدة الدولة .

وفي ظاهرة فريدة من نوعها نجد بعض الحزبيين المسؤولين في الحكومة يتسمون باسماء حركية وكأنهم مازالوا في المعارضة فنجد اسماء مكناة بابي فلان الفلاني . دون الاسم واللقب الحقيقي . ويبدو ان ذلك شكلا من اشكال الافلات من العقاب عن الجرائم المرتكبة بحق الدولة او المواطنين .

وتوزعت سلطات الدولة على دويلات الاحزاب حيث بنت لها كيانات داخل الوزارات والهيئات المستقلة ! وتجري التعيينات والعقود المشبوهة من قبل قادة الاحزاب  بواجهات وزارية او مؤسساتية نتيجة المحاصصة الحزبية .

أن هذه الدويلات الحزبية الطائفية والعرقية تسببت في شلل سياسي واقتصادي عام ، وولدت أزمات متكررة ، كما انها في كثير من الاحيان تحرج الحكومة نتيجة تصرفاتها اللامسؤولة .

كل هذه الممارسات الفوضوية تعود الى عدم وجود تقاليد ديموقراطية راسخة يمكن السير على وفقها . وليس هناك مرجعية سياسية محلية اودولية ضابطة لوقف ممارسات الاحزاب وازلامها من الخروج عن الدستور والقوانين النافذة  والافلات من العقاب . 

منذ عام 2003 ، لم يصبح أي سياسي عراقي رئيسا للوزراء دون توافق الولايات المتحدة وإيران .

وان اضعاف العراق وعدم استقراره يمثل جزء" من سياسة هاتين الدولتين لاستنزاف موارده واخضاع شعبه . اضافة الى بعض دول الجوار ، لما يمثله العراق القوي الموحد من تهديد لنفوذهم وسيطرتهم على منطقة الشرق الاوسط .

ان توحيد الجهود وتطوير العمل الجماهيري اصبح مسألة ملحة لاخراج العراق من دوامة الفوضى ودويلات الاحزاب الفاسدة والعميلة
وان اولى المهمات في ذلك تكمن في اعادة كتابة الدستور على وفق اسس وطنية جديدة تعيد الهيبة للدولة ، وإعادة فرض القانون بعيدا عن التقسيمات العرقية والطائفية . 


وبعكسه فان تغول الاحزاب وصراعها على النفوذ والسلطة قد يؤدي الى حرب اهلية طويلة لاسامح الله .  

ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر الاخبار الكاذبة على الدولة والمجتمع
- حتمية انهيار النظام السياسي في العراق
- الفرق بين الاحتلال البريطاني والاحتلال الامريكي للعراق
- التكنولوجيا الحديثة واثرها على مصادر السلطة
- في العراق. . الشارع على فوهة بركان
- بغداد من حاضرة الدنيا الى مدينة مهملة
- الانسداد السياسي في العراق. . أسبابه وآفاقه
- لماذا نحتاج إلى ثورة فكرية؟
- الحرب في اوكرانيا. . مولد نظام عالمي جديد
- النفوذ الايراني في العراق واثره على العملية السياسية
- أضواء على اعادة انتخاب ايمانويل ماكرون
- الدوافع الحقيقية للصراع السني الشيعي في المنطقة
- انسداد الافق السياسي في العراق
- إنهم يسرقون انتباهنا
- اشكالية التدين والأخلاق في مجتمعنا
- الحرب الروسية الاوكرانية. الاصطفاف مع من؟
- ازمة اوكرانيا وحافة الهاوية
- الفصائل المسلحة والاغتيالات والسلاح المنفلت
- صناعة الدكتاتور وتقديس الفرد
- الأسباب الكامنة وراء عدم ابداع العرب في اوطانهم


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الاحزاب العراقية دويلات داخل الدولة