أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق














المزيد.....

هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادهم ابراهيم 

بعد الجمود السياسي الطويل الذي أعقب الانتخابات البرلمانية المبكرة في تشرين اول/ أكتوبر 2021 ، نتيجة الخلاف الكبير بين الكتلة الصدرية والاطار التنسيقي ، تم انتخاب عبد اللطيف رشيد رئيسا لجمهورية العراق . ثم جرى تكليف السيد محمد شياع السوداني مرشح الاطار التنسيقي بتشكيل الحكومة الجديدة .

وكانت الكتلة الصدرية قد تصدرت نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة بحصولها على 74 مقعدا .
فاصبحت الكتلة الاكبر في مجلس النواب ، مما دعى رئيس التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الى طرح مشروع حكومة أغلبية وطنية عابرة للمحاصصة الطائفية ، وشكل لذلك تحالف "إنقاذ الوطن" بمشاركة تحالف السيادة السنّي، والحزب الديمقراطي الكردستاني .

دعوة التيار الصدري وحلفاءه الى تشكيل حكومة اغلبية وطنية ، لاقت معارضة شديدة من الإطار التنسيقي الذي رفض هذا المشروع ، وتمسك بالمحاصصة الطائفية .

تقوم استراتيجية الإطار في صراعه مع التيار الصدري على تخويف جماهيره من سقوط النظام السياسي الطائفي اذا ما تخلوا عن المحاصصة الطائفية . والكل يعلم ان الشعب بكل طوائفه وقومياته لم يجن من المحاصصة الا حكومات فاسدة . ودولة فاشلة تكاد تنعدم فيها الخدمات المقدمة الى المواطنين .

     تمكن الإطار التنسيقي من جمع أكثر من ثلث البرلمان العراقي "سمي بالثلث المعطل" ، وبذلك استطاع تعطيل اجتماعات المجلس النيابي لمرتين متتاليتين ، فقطع الطريق امام الكتلة الصدرية وحلفائها لتشكيل الحكومة رغم كونهم يمثلون الكتلة الاكبر .

وفي مواجهة هذا الوضع دعى السيد مقتدى الصدر نوابه في البرلمان لتقديم استقالاتهم  ، فاستقال جميع النواب الصدريين  من البرلمان العراقي .

القرار المفاجئ وغير المفهوم من التيار الصدري بالخروج من قبة البرلمان العراقي ، اتاح الفرصة للاطار التنسيقي بملئ مقاعدهم بعناصر فاشلة في الانتخابات .

عندئذ تمكن الاطار التنسيقي من الانفراد بالقرار السياسي واعلن انه الكتلة الاكبر .

وهكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية ، فالاحزاب الفاشلة في الانتخابات قادت العملية السياسية . والنواب غير المنتخبين اصبحوا ممثلي الشعب !

هذه هي الديموقراطية المزعومة في العراق  فبدلا من التبادل السلمي للسلطة ، بقيت الاحزاب الطائفية نفسها تحتكر الحياة السياسية في العراق
وبنفس التدخلات الدولية والاقليمية السابقة .
ولحاجة امريكا الملحة للنفط في هذا الوقت من ازمة الطاقة العالمية جعلها تدفع باتجاه بقاء الوضع على ماهو عليه في العراق . فباركت هي والاتحاد الاوروبي ، والدول الاقليمية تشكيل الحكومة الجديدة ، بغض النظر عن الاستحقاق الانتخابي ، وتطلعات الشعب العراقي لازاحة الطبقة الحاكمة الفاسدة .
علما ان السيد السوداني قد تعهد في وقت سابق من ترشيحه بمخالفة قرارات منظمة الاوبك والعمل على زيادة تصدير النفط العراقي بمعدلات اكثر !

دعوات الاطار التنسيقي للاستئثار بالسلطة لم تنبع من حرصه على جماهيره كما يدعي . بل طمعا في السلطة وامتيازاتها ، واعتبار مؤسسات الدولة حدائق خلفية للاحزاب المنضوية تحت خيمته . اضافة الى خوفهم من الملاحقة القانونية عن قيامهم بتبديد موارد الشعب وسرقتها خلال الاعوام الماضية . وكذلك معارضتهم لحصر السلاح بيد الدولة، ضمانا" لبقاء  ميليشياتهم المافيوية المعادية للشعب والعميلة للاجنبي .

وعادت خيبة ألامل بين المواطنين من هذه الأحزاب وفصائلها المسلحة التي تعيث في الارض فسادا بعد سيطرتها على مجلس النواب بالالتفاف على الدستور والتعطيل .

ان سيطرة احزاب الاقلية النيابية على البرلمان بعد حشوه بنواب غير منتخبين يعد انقلابا على الديموقراطية ، وسيتيح لهم اغلبية مريحة في سن القوانين والقرارات .

وعلى الارجح سيتم اقرار قانون جديد للانتخابات يضمن لهم الاستمرار بالسلطة واستبعاد المستقلين او قوى المعارضة الشعبية .
وكذلك اعادة تشكيل مفوضية  للانتخابات من عناصر موالية لهم لضمان فوزهم بكل الطرق في الانتخابات القادمة .

ان الخطأ القاتل للصدريين بالانسحاب من البرلمان ، وتورطهم باخلاء الساحة للاحزاب الفاسدة سيؤدي الى تصفية المعارضة الشعبية ، بعد تمكنهم من تصفية المعارضة البرلمانية .
وبدلا" من دعوات الاصلاح وتقويم العملية السياسية ستزداد هيمنة الفاسدين على كل مفاصل الدولة تساندهم فصائل مافيوية مسلحة .

        وهناك شكوك مشروعة في نجاح الحركات الشعبية مستقبلا ، امام اساليب القمع الوحشية لسلطة الأحزاب الحاكمة .

ان على القوى الشعبية المناضلة من اجل ديموقراطية صائبة وعادلة طرح خلافاتها جانبا والعمل على توحيد الصفوف لتأسيس قيادة لتنظيم شعبي واسع النطاق ، وحث الجماهير الفقيرة والمغلوبة على امرها للمشاركة الواسعة في هذا التنظيم ومواصلة النضال للقضاء على بؤر الفساد والتبعية . والعمل للتغيير من اجل سلطة وطنية تضمن استقلال العراق وشعبه ، بعيدا عن  تدوير النفايات السياسية



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادارة الذات. . فن الحياة
- في المسألة الطائفية
- اشكالية الاحتفال باليوم الوطني في العراق
- الإعلام الجديد وثقافة الانترنت
- الاحزاب العراقية دويلات داخل الدولة
- أثر الاخبار الكاذبة على الدولة والمجتمع
- حتمية انهيار النظام السياسي في العراق
- الفرق بين الاحتلال البريطاني والاحتلال الامريكي للعراق
- التكنولوجيا الحديثة واثرها على مصادر السلطة
- في العراق. . الشارع على فوهة بركان
- بغداد من حاضرة الدنيا الى مدينة مهملة
- الانسداد السياسي في العراق. . أسبابه وآفاقه
- لماذا نحتاج إلى ثورة فكرية؟
- الحرب في اوكرانيا. . مولد نظام عالمي جديد
- النفوذ الايراني في العراق واثره على العملية السياسية
- أضواء على اعادة انتخاب ايمانويل ماكرون
- الدوافع الحقيقية للصراع السني الشيعي في المنطقة
- انسداد الافق السياسي في العراق
- إنهم يسرقون انتباهنا
- اشكالية التدين والأخلاق في مجتمعنا


المزيد.....




- تحديث مباشر.. ترامب يدرس خيارات أمريكا مع دخول الصراع بين إس ...
- السلطات الإيرانية تمدد إغلاق الأجواء في البلاد
- اكتشاف آلية للتحكم بالجوع
- ماذا يعني تناول جرعة زائدة من المغنيسيوم؟!
- أغذية تحمينا من كسور العظام عند الشيخوخة
- اليوم السادس للتصعيد الإيراني الإسرائيلي - صافرات الإنذار تد ...
- إيران تشن هجمات صاروخية متتالية على إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا بالإخلاء لسكان إحدى المناطق في ...
- الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو بدأ الآن موجة من الهجمات في طهرا ...
- الحرس الثوري الإيراني يصدر تحذيرا بإخلاء منطقة -نيفيه تسيدك- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق