أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ادهم ابراهيم - اصلاح النظام المصرفي في العراق














المزيد.....

اصلاح النظام المصرفي في العراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7566 - 2023 / 3 / 30 - 22:14
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يعد القطاع المصرفي أحد اركان النهوض الأقتصادي في أي بلد .
ولايمكن فصل المصارف عن الاستثمار في عملية النمو والتنمية المستدامة .

ان مانشاهده من هشاشة البنوك وضعف المالية العامة في الدول العربية ، كان نتيجة عدم ثقة كثير من المواطنين بالمنظومات المصرفية وهروب رأس المال فتعمق الركود في النشاط الاقتصادي .

وفي العراق تعاني المصارف من سلبيات ومشاكل عديدة تسببت في ضعف مساهمتها في النمو الاقتصادي القائم اساسا على ايرادات النفط الخام .

غالبية البنوك في العراق مملوكة للقطاع الخاص ، وتمثل حوال 95٪  من إجمالي عدد البنوك .

بصورة عامة لا يثق العراقيون في مؤسساتهم المصرفية سواء كانت حكومية ام اهلية ،ولا ينظرون إليها على أنها مكان آمن للايداع . ويعتقدون ان بقاء أموالهم النقدية مخبأة في المنزل اكثر ضمانا لأمنها وتوافرها عند الحاجة .

تعاني المصارف العراقية من سوء انظمة الائتمان، والافتقار إلى نظام مصرفي رصين ، الامر الذي ادى إلى تباطؤ التنمية في القطاع المالي ، فتعذر تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة مما فاقم من حجم البطالة ،التي اصبحت من اكبر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد .
كما ان الفساد المستشري في اغلب مرافق الدولة قد ضرب النظام المالي اكثر من اي قطاع اخر نتيجة هيمنة الفاسدين الذين تحميهم المافيات التابعة لبعض الاحزاب .

على الرغم من الزيادات الكبيرة في  واردات النفط الخام والتي تشكل ما يقرب من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي ، يعتبر العراق من أكثر الدول فسادًا في العالم .
وتمثل تحويلات الاستيراد الوهمية المستوفاة من البنك المركزي اكبر منفذ لتهريب الاموال .

وقد صرح رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني إن اللوائح المصرفية الجديدة كشفت عن معاملات احتيالية بالدولار تسببت في خفض قيمة العملة المحلية .

يقابل ذلك عدم مواكبة المصارف العراقية للثورة الرقمية ومكننة العمليات المصرفية فزاد التعامل النقدي الذي تسبب هو الاخر في زيادة الفساد المالي والاداري وهدر المليارات من الدولارات في تهريب العملة الى الدول المجاورة والى جيوب الفاسدين المتنفذين .
فاصبحت المصارف العراقية بعيدة كل البعد عن المعايير المصرفية الدولية .

ان ضعف الرقابة المالية على المصارف الحكومية والاهلية قد تسبب هو الاخر في مخالفات خطيرة اخلت بالوضع الاقتصادي العام في البلد .
ولا أدل على ذلك من الذي جرى مؤخرا مع المصارف اللبنانية،  حيث قرر البنك المركزي العراقي وقف التعاملات المشتركة معها نتيجة عمليات فساد ،حيث يتم نقل أرصدة المودعين في البنوك اللبنانية المتعثرة الى فرعي مصرفي الرافدين والرشيد الحكوميين في بيروت، بغية سحب المبالغ من خلالهما، في اكبر عملية تحايل .

وكذلك تسهيل الاستيلاء على 2,5 مليار دولار من الأمانات الضريبية
والتي سميت بسرقة القرن لضخامة المبالغ المسروقة من الدولة .

اصلاح النظام المصرفي

لايمكن اصلاح النظام المصرفي في العراق وانتشاله من واقعه المتردي بمعزل عن خطة شاملة لمكافحة الفساد .

ويتم ذلك من خلال التنسيق بين الاجهزة القضائية والسلطة التنفيذية . ثم يأتي دور الجهاز الرقابي للاشراف على عمل المصارف وطريقة ادارتها .

ان تعدد اللجان الرقابية والتحقيقية الحالية قد عرقل عمليات الرقابة المذكورة لتداخل اعمالها ، خصوصا وان كثيرا" من هذه اللجان قد دب فيها الفساد !

التحدي الرئيس للمصارف اليوم هو اعتماد التكنولوجيا الجديدة ، حيث اصبحت النظم السائدة والعمليات التجارية القديمة تواجه تحديات كبيرة في التوافق مع   عمليات وأدوات العمل في مصارف الدول المتقدمة .

ان ادخال المكننة وتعميم ادوات الدفع الالكتروني في عمل المصارف اصبح حاجة ملحة وسيؤدي الى التخلي تدريجيا عن استخدام النقد، مما له إيجابيات كبيرة على اقتصاد البلد عامة .

كما ان تحسين وتقييم اداء مسؤولي غسيل الاموال ومراقبة الامتثال للانظمة الدولية في المصارف سيؤدي الى الحد من عمليات تهريب الاموال واستنزاف العملة الصعبة .

واخيرا وليس آخرا" ضرورة إصدار تشريعات للإصلاح المصرفي، حيث ان هناك  مشاريع قوانين وانظمة ذات العلاقة مازالت في الرفوف العالية .
ان ماجاء اعلاه يمثل الحد الادنى من تطوير العمل المصرفي في العراق ، وبعكسه ستنهار كثير من المصارف ، ناهيك عن عدم استقرار  العملة الوطنية .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفراج السعودي الإيراني هل سينهي ازمات المنطقة؟
- في بلداننا أصبح نضال المراة اكثر تعقيدا
- مائة عام من النضال ومازال النفوذ الاجنبي مستمرا
- تحول العراق الى دولة ريعية
- المبالغة في الترويج للمثلية
- احتمالات المواجهة مع ايران
- تفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال
- كأس الخليج . . هل سيعيد العراق الى محيطه العربي؟
- الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق
- التجارب المريرة للاخوان المسلمين
- عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس
- العدالة المفقودة والافلات من العقاب
- في العراق يحاولون اسكات الصوت الحر
- الديموقراطية في العراق.. لاتبادل سلمي للسلطة
- تأثير الاعلام الامريكي على صياغة الرأي العام
- الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة
- وجهة نظر في تشريع قانون الخدمة العسكرية
- نشأة الاسلام السياسي ونهايته
- العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية
- هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق


المزيد.....




- أردوغان في أربيل.. النفط وقضايا أخرى
- اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد ...
- أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
- النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية ...
- بنك UBS السويسري يحصل على موافقة لتأسيس فرع له في السعودية
- بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية ...
- الولايات المتحدة تعتزم مواصلة فرض العقوبات على مشاريع الطاقة ...
- تباين في أداء أسواق المنطقة.. وبورصة قطر باللون الأخضر
- نشاط الأعمال الأميركي عند أدنى مستوى في 4 أشهر خلال أبريل
- -تسلا- تعتزم تسريح نحو 2700 موظف من مصنعها.. بهذه الدولة


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ادهم ابراهيم - اصلاح النظام المصرفي في العراق