أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - ادهم ابراهيم - تحول العراق الى دولة ريعية














المزيد.....

تحول العراق الى دولة ريعية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 11:41
المحور: الصناعة والزراعة
    


ادهم ابراهيم 

يمتاز العراق بتنوع مصادره المادية والبشرية . ورغم ذلك يعد الان من الدول الريعية بالتمام والكمال ، لكونه يعتمد اساسا على الموارد المتأتية من عوائد تصدير النفط .

عند تأسيس الدولة العراقية الحديثة والسنوات اللاحقة ، اعتمد العراق في موازناته على تصدير المنتجات الزراعية ، وخصوصا التمور والحبوب والقطن
حتى الخمسينات من القرن الماضي عندما بدأت عوائد إنتاج النفط تزداد فتم توجيه الفائض منها في المشاريع الصناعية بشقيها الاستخراجية والتحويلية والزراعية

وقد تمكن مجلس الاعمار "الذي انشئ لهذا الغرض" من إنجاز عدد من المشاريع الخدمية والصناعية ، وعدد من السدود ، مثل سدة الكوت والهندية والثرثار، ودوكان ودربنديخان ، وبخمة وغيرها ، وتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة للصناعة . وقد تم تأسيس العديد من المعامل والمصانع مثل الأسمنت والسكر والنسيج والمواد الغذائية وغيرها .

كما تم دعم القطاع الخاص للنهوض بهذه المهمة ايضا . فانشأ اتحاد الصناعات العراقي لحماية وتطوير الصناعة ومستلزماتها .

     وتنامت مشاريع القطاع الخاص لغاية الستينات من القرن الماضي عندما اقدمت الحكومة على تأميم المشاريع الصناعية ،  تنفيذا للنهج الاشتراكي الذي حاولت تطبيقه آنذاك ، فصدر قانون رقم 99 لسنة 1964 بتأميم الشركات الأهلية العراقية، مثل
شركات الإسمنت والصناعات العقارية وشركات الغزل والنسيج
والسجاد والزيوت والمنظفات.
والدخان والجلود وغيرها.

وبعدها تم انشاء اكثر من 1200 مشروع صناعي في القطاع العام في المحافظات كافة ، اضافة الى التصنيع العسكري .

كما تم دعم القطاع الخاص بالقروض والقوانين لتسهيل عمله فانشئت عشرات المعامل المتوسطة والصغيرة استوعبت الكثير من الايدي العاملة .

 وقد عرفت كل الحكومات السابقة اهمية الصناعة لتحقيق الاستقلال الاقتصادي .

حتى جاء الاحتلال الامريكي عام 2003 . وتكليف السفير بول بريمر بالادارة المدنية ، الذي قرر تخفيض الرسوم الجمركية على جميع السلع المستوردة إلى 5% . وهذه اول خطوة في اضمحلال وتدهور الصناعة العراقية ، مع انهيار المنظومة الكهربائية .

وعند سيطرة الاحزاب وبعض الساسة على التجارة والاستيراد من خلال العديد من الشركات التجارية، تم القضاء على ماتبقى من المصانع التابعة للدولة وتسريح عمالها ، كما تم اهمال مشاريع القطاع الخاص الذي كان يحظى برعاية ودعم الدولة .
لقد تم تدمير الصناعة العراقية بشكل كامل اكثر من اي شئ في العراق .
واعترف وزير الصناعة عام 2016
أن “هناك مؤامرة على الصناعة الوطنية في العراق أطرافها إقليمية ودولية وداخلية مستفيدة، مبينا أن هذه الأطراف استثمرت انفتاح العراق بعد 2003 وحاجتنا لمختلف السلع والمنتجات، حيث قمنا بفتح أسواقنا بشكل غير مدروس وأوقفنا هذا الكم الهائل من المصانع والمعامل”.

      لقد ساعدت كثير من الدول الاقليمية على تدمير الصناعة بقطاعيها العام والخاص لتسهيل صادراتها الى العراق .
فزادت البطالة لعدم امكانية استيعاب العدد الكبير من القوى العاملة في وزارات ومؤسسات الدولة الادارية والخدمية .

يعتمد الاقتصاد السليم على نشاط القطاع الصناعي . وكانت الصناعة على الدوام مفتاح الازدهار وتقدم الشعوب . 

لكن الحكومات المتعاقبة في العراق بعد 2003 عملت على تأكيد التوجه الريعي للاقتصاد العراقي، من خلال اهمال الصناعة والزراعة والاعتماد على موارد تصدير النفط . حيث تشكل ايرادات النفط حوالي 90% من اجمالي الميزانيات ، مما اخلت بالوضع الاقتصادي للبلد نتيجة التراجع الكامل للانتاج المحلي غير النفطي، وقـد أسهم هذا التوجه بالتبعية الاقتصادية وتسبب في كثير من الازمات المالية والاجتماعية نتيجة زيادة نسب الفقر والبطالة . وبالتالي زيادة معدلات الجريمة والعنف وتعاطي المخدرات والتفكك الاسري
ونمو الميليشيات المسلحة .

وعلى وفق بيانات وزارة الصناعة المنشورة فإن نحو 18 ألفا و167 مشروعا صناعيا متوقفة عن العمل لأسباب مختلفة .

ان وجود كميات كبيرة من احتياطات النفط والغاز في العراق لايمكن ان يكون بديلا عن الصناعة والزراعة . حيث ان تصدير النفط وحده سوف لن يكون كافيا لتغطية الموازنات ، فهناك بدائل كثيرة للطاقة يجري العمل عليها في دول العالم المتقدم ، مما سيقلل الاعتماد على النفط الخام .
   وهذا يتطلب اعادة تنشيط مصانع القطاع العام ، وتشجيع القطاع الخاص ودعمه ، لكونهما البوابة الرئيسة لاي اقتصاد رصين ،
كما انهما يوفران المزيد من الوظائف لتشغيل الايدي العاملة وتقليل مستوى البطالة الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر .

ان انعاش الصناعة في القطاعين العام والخاص يتم من خلال رسم سياسة اقتصادية شاملة وواضحة للنهوض بهذه المهمة .
والعمل على تأهيل وإعادة تشغيل مصانع القطاع العام المتوقفة . مع توفير المسلزمات الاساسية للقطاع الخاص ودعمه بكل الوسائل .

ان الوضع الاقتصادي المتدهور الان نتيجة الفساد المستشري ، وماتبعه من التخبط السياسي والاقتصادي سيفاقم من معاناة الشعب ، ويحتاج الى قرارات جريئة ومهمة لإصلاح السياسة الاقتصادية الحالية .

وبخلاف ذلك سيواجه البلد سخطاً شعبياً متزايدا قد يصل الى حد الانفجار .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبالغة في الترويج للمثلية
- احتمالات المواجهة مع ايران
- تفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال
- كأس الخليج . . هل سيعيد العراق الى محيطه العربي؟
- الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق
- التجارب المريرة للاخوان المسلمين
- عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس
- العدالة المفقودة والافلات من العقاب
- في العراق يحاولون اسكات الصوت الحر
- الديموقراطية في العراق.. لاتبادل سلمي للسلطة
- تأثير الاعلام الامريكي على صياغة الرأي العام
- الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة
- وجهة نظر في تشريع قانون الخدمة العسكرية
- نشأة الاسلام السياسي ونهايته
- العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية
- هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق
- ادارة الذات. . فن الحياة
- في المسألة الطائفية
- اشكالية الاحتفال باليوم الوطني في العراق
- الإعلام الجديد وثقافة الانترنت


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - ادهم ابراهيم - تحول العراق الى دولة ريعية