أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد عبدالحسين جبر - الروتين يوحدنا














المزيد.....

الروتين يوحدنا


وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)


الحوار المتمدن-العدد: 7724 - 2023 / 9 / 4 - 02:29
المحور: كتابات ساخرة
    


تعّرفت على محام سعودي عبر برنامج" التويتر " و نشأت فيما بيننا تواصل معرفي جميل وطالما تبادلنا مزيد من الآراء القانونية و الكتب الالكترونية ، وبصراحة وجدته نعمَ المثقف الحر ، محباً للعراق ومفكريه وقارئ جيد لنتاجاتهم.
ارسل لي كتابين بصيغة "pdf " مهمين جداً احدهما مذكرات " قاسم محمد الرجب " صاحب مكتبة المثنى قائلا لي اقرأ هذه المذكرات لتكتمل عراقيتك ! والثاني مذكرات " حياة في الادارة " للمفكر السعودي " غازي القصيبي " وبصراحة كانا درراً لا كتابين فحسب، استمعتُ كثيراً بمطالعتهما والاستفادة منهما و انصح بلا شك الاخرين بذلك.
ومن الطريف عند مطالعتي " حياة الادارة " وجدت فيها حديث للقصيبي عن تعقيد الاجراءات الادارية في الدول العربية وكيف انها كانت مدخلاً للفساد الاداري والمالي! فتذكرتُ ما نعانيه من ويلات هذه التعقيدات في بلاد اولى قوانين البشرية و مهد احدى حضاراتها العظيمة ، العراق العظيم، فقد ذكر القصيبي عن ذلك بقوله " أذكر.. أني كنت مسافراً من القاهرة إلى جدة لم يذكر أحد شيئاً عن التطعيم عندما أنهيت كل الإجراءات في مطار القاهرة وكنت على وشك الصعود إلى الطائرة طلب مني موظف الصحة في المطار أن أصحبه إلى مكتبه. داخل المكتب أخبرني أن أتلقى تطعيمات الجدري والملاريا والحمى الصفراء "التعليمات" تقضي وعدداً آخر من الأمراض وأن أتلقاها حقناً وأقراصاً، قبل الإقلاع أجت صادقاً، أن أخذ كل . هذه التطعيمات دفعة واحدة سيؤدي إلى مرضي وربما قتلي ابتسم موظف الصحة وقال إن علينا في هذه الحالة، أن نبحث عن "حل ". وكان الحل الجنيه الذي تركته على طاولته بعد عودتي من الرحلة نفسها فوجئت بموظف في قسم الشرطة يطرق باب الشقة ويخبرني أن علي مراجعة القسم، يومياً، لمدة شهر كامل للتأكد من عدم إصابتي بعرض معد. كنت أظن أنه يمزح، إلا أنه أخرج لي مرسوماً من العهد الخديوي يتضمن هذا الإجراء ولا يزال ساري المفعول. قلت له إني لا أستطيع، والامتحان على الأبواب، أن أقوم بهذه الزيارة اليومية. وكان الحل في الجنيه الذي تسلّمه الموظف وذهب. يقي المرسوم الخديوي بلا تطبيق، وتعلم الطالب اليافع تقديم الرشاوي ( آسف ! الإكراميات ! ). بعدها كلما رأيت موظف صحة في مطار كانت فرحتي المكاتب المغلقة. عربي دارت في ذهني ذكرى القصة وتساءلت عما يدور وراء بالغة عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية اختفاء مرض الجدري واختفت الشهادات الصحية، واختفى، وهذا الأهم موظف الصحة من المطارات. إلى ذلك العهد البعيد يعود إحساسي العميق بأن البيروقراطية إذا لم تلجم خنقت المواطن العادي المسكين. وإلى ذلك العهد البعيد يعود إحساسي العميق أن الأنظمة المعقدة مسؤولة عن كثير من الفساد "
وحينما قرأت ذلك ، تذكرت ما كنا نعانيه ونفعله عند سفرنا من مطار بغداد الى بعض دول الجوار، اثناء فترة كورونا إذ اصبح من متطلبات السفر في وقتها ، ان نحمل معنا شهادة فحص عدم اصابتنا بوباء كورونا وهذه الشهادة صالحة ل(48) ساعة فقط ، وكم صار تضارب بين تاريخها وموعد الطيران ، لذا لا بد ان نضبط موعد الطيران وموعد صدور الشهادة كي نحظى بالسفر ، وبعد اسابيع اخترع العاملين في هذا المجال من توفير شهادات في اي وقت نحب مقابل مبالغ مالية تصل مائة دولار امريكي دون ان نخضع لفحص ايضاً، وعادة ما ينسق لنا ذلك مكاتب حجز التذاكر وراجت هكذا ظاهرة اعني ظاهرة توفير فحص عدم الاصابة بوباء كورونا دون اجراء الفحص مقابل مبالغ مالية حتى لمن كان مصاباً! حتى يتسنى لهم السفر لأنه بدون حمل شهادة الفحص لا يمكن توقيع الجواز من قبل المطار !
وهكذا وفّر روتين الطوابير امام مراكز الفحص القليلة وعديمة الخدمات المجال امام تجار الازمات ان يتجاوزوا قواعد السلامة الصحية مقابل المال وهو عينه ما عاناه القصيبي قبل عشرات السنين عند سفره لمصر.
وفي بقية صفحات الكتاب قارن بين العمل الاداري في الولايات المتحدة الامريكية أبان اكماله دراسة الماجستير هناك وبين العمل الاداري في بلداننا وكيف تنتهي اجراءات المعاملة هناك في بضعة دقائق في الوقت الذي تحتاج اشهر لإنجازها في دوائرنا العربية!
انه الروتين الذي استطاع ان يوّحد الدول العربية ويكون متشابه في جميع دوائرها الحكومية ولا ادري متى نقلد الغرب في عملنا الاداري والمؤسساتي كما نقلدهم في قصات الشعر وطريقة الملابس !



#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة التمييز تعلمنا
- التعليق على القرارات القضائية
- الاعلام ثم الاعلام ثم الاعلام
- العودة الامريكية الثانية للعراق .
- يفصرمون
- من فلسفة الشعر الشعبي العراقي
- كن ناقداً لا منتقداً
- اعمامات بلا نفع
- العراقي كائن حسيني
- يا ناس يا عالم القانون يحمي المغفلين
- لماذا لا يكون المحامي مخولاً شرعياً ؟
- مداهمات عن الكتب
- جدار بين ظلمتين
- مع المحامين
- مأذون شرعي ضد الاصلاح
- من هو الشخص؟
- الابداع يوحدنا
- مرافعة ام محاكمة؟
- أنا غير مسؤول لإنني صاحب ساحة!
- جريمة حرق القران


المزيد.....




- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد عبدالحسين جبر - الروتين يوحدنا