أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد عبدالحسين جبر - مداهمات عن الكتب














المزيد.....

مداهمات عن الكتب


وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)


الحوار المتمدن-العدد: 7680 - 2023 / 7 / 22 - 19:01
المحور: حقوق الانسان
    


لا زلتُ مع كتاب " جدار بين ظلمتين " الذي كتبه معتقل الامن المهندس "رفعة الجادرجي" وزوجته " بلقيس شراره " و اشرتُ في مقالي السابق الى مقطع من مشاهدات المهندس الراحل داخل السجن ، وأشير في هذا المقال الى مقطع تنقله لنا زوجته فيه من الطرافة ما يضحك و يبكي ، وربما مرّ به جميع من تعرض للمداهمات والاعتقالات وكان في بيته مكتبة !
لنطالع ما ذكرته ست بلقيس قبل ان اذكر لكم حالة مرّت بي شخصيا تدلُّ دلالة واضحة على ان الطغاة و الظلاميين متحدين على مرّ التاريخ ، فتقول بلقيس اذن : " اعتدت أن أكتب قائمتين بالكتب التي أجلبها له ( اي لزوجها المعتقل ) واحدة داخل الرزمة والأخرى أخفيها بين الملابس النظيفة و كانت القائمة التي أخفيها بين الملابس مهمة جداً، حيث تمكنه من معرفة الكتب التي لم يتسلمها من مديرية أمن السجن. و لو أن جميع الكتب كانت تُسلَّم إليه عادة لأن معظمها عن تاريخ العمارة أو عن الأستطيقية و فلسفة الجمال. كان يطلب في بعض الأحيان كتباً لا علاقة لها بالعمارة أو الفن طلب مني مثلاً أن أجلب له كتاباً عن الصحة، أصدرته جريدة صنداي تايمز Sunday Times البريطانية، و كان من بين الصور في الكتاب صورة فتاة ذات ثديين عاريين لها علاقة بفحص مرض سرطان الثدي. سألني عن الكتاب مرات عديدة و استغربت من عدم ،تسلمه و لكن بعد مرور شهر تقريباً أعيد الكتاب مكتوبا عليه لا يسمح به المسؤول عن امن السجن لأنه مضر بالأخلاق ! أطلت التفكير عندما قرأت هذه الملاحظة كيف أستطيع إدخال هذا الكتاب ثانية وتسليمه إلى رفعة . فهو كتاب يتعلق بالصحة وبعيد عن الجنس وجدت طريقة أخرى خدعت بها الموظف المسؤول في السجن عن الكتب . أتلفت الغلاف و الصفحة الأولى التي عليها إشارة المنع، ثم لصقت معاً الصفحتين الكتب الأخرى. أعدت تغليفه بغلاف وردي اللون ، وبهذه الطريقة تسلّم الكتاب نفسه ثانية"
هذا ما حصل مع عائلة السياسي الكبير كامل الجادرجي في ظل النظام الجمهوري قبل عام ٢٠٠٣ ! اما ما حصل مع عائلتي شخصيا بعد ٢٠٠٣ فيشبهه كثيرا ، إذ في بداية عام ٢٠٠٣ انتمى احد اشقائي الى احدى الحركات التي تنتهج مقاومة الوجود الامريكي ، وتعرض دارنا بسبب ذلك الى مداهمات قوة مشتركة من الجنود الامريكان والعراقيين ، ولعله مما يحزّ في النفس ان الجنود الامريكان كانوا اكثر لياقة ومهنية من ابناء جلدتنا ولم يقوموا بسرقة موجودات المنزل او تخريب الاثاث الذي فيه او اتلاف كتاب او اي شيء اخر ، غير ان من كان معهم من ابناء جلدتنا بل ومن ابناء مدينتي فقد ضربوا مثالا حياً بالأخلاق والوطنية !!!
في كل مداهمة تُسرق اجهزة الهاتف و اي مبلغ مالي يجدوه واي حاجات ثمينة وتُكّسر الاثاث و نُعامل على ان جميعنا مطلوبين ! وقدمنا الاخبار للجهات المختصة عن هذه الانتهاكات وابلغونا بان الدولة ستعوضنا عن هذه الاضرار ولكن الظاهر اننا لا نستحق تعويض ومباحة اموالنا لأفراد القوة المشتركة حفظها الله !
المهم في احد المداهمات كنتُ طالبا في كلية القانون و وضعت كتابي قانون العقوبات واصول المحاكمات بالقرب من المكتبة في البيت وكان بالقرب منهما كتاب ( عراق بلا قيادة ) للكاتب عادل رؤوف الذي كتبه قبل عام ٢٠٠٣ اصلا ويتحدث فيه عن الفرص المضيعة من قبل المعارضة العراقية آنذاك، واخذ احد الجنود يسحب بكتب المكتبة ويرميها ارضا وحينما لاح له هذا الكتاب مع الكتب القانونية قال لآمر المفرزة سيدي انظر يقرأون كتب ضد الدولة ثم ما علاقتهم بالقانون ، فشمخر هذا الامر المهني جدا واخذ الكتب مؤيد جنديه الامين وغادرونا ومعهم الكتب وبعض المسروقات !
فيا بلقيس هكذا هم الظلاميين في كل زمان ومكان لا يعرفون من الكتاب الا صورته واسمه فحسناً فعلتِ حينما غيرتي عنوان وغلاف الكتاب ولو كنتُ اعرف بطريقتكِ لجعلت غلاف كتاب عادل رؤوف ديوان نزار قباني وجعلت قانون العقوبات ديوان محمود درويش وقانون اصول المحاكمات ديوان السياب حتى احافظ عليهم من سرقة المداهمين !



#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدار بين ظلمتين
- مع المحامين
- مأذون شرعي ضد الاصلاح
- من هو الشخص؟
- الابداع يوحدنا
- مرافعة ام محاكمة؟
- أنا غير مسؤول لإنني صاحب ساحة!
- جريمة حرق القران
- مسلسل تلفزيوني يقتل صداقة
- اوقفوا العنف لدى اطفالنا
- تعديل قانون المحاماة متى ترانا ونراك!
- كيف نسأل الشاهد في المحكمة
- من اجل السيفي
- سعر صرف الدولار بين الواقع والقانون
- يريدونها مجالس اعيان
- نصوص معطلة
- حينما تكون الاثاث الزوجية ملك الزوج
- تقدير الشهادة تحت رقابة محكمة التمييز
- رسالة الى رئيس مجلس القضاء الاعلى المحترم
- اين اتحاد المحامين العرب منا؟


المزيد.....




- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...
- 80 منظمة حقوقية تدعو للإفراج عن الناشط المصري محمد عادل
- السودان: هيومن رايتس تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب -إبادة- ...
- الأمم المتحدة: 360 ألف مبنى في غزة تعرض لأضرار
- منظمة الصحة العالمية تدعو أطراف الصراع في السودان إلى ضمان ت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد عبدالحسين جبر - مداهمات عن الكتب