يريدونها مجالس اعيان

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)

الحوار المتمدن-العدد: 7644 - 2023 / 6 / 16 - 12:38
المحور: كتابات ساخرة
    

بدأت بوادر الانتخابات القادمة تلوح في الافق وهذه المرة اراها في مدينتي كما في غيرها من المدن والمحافظات ، عشائرية بامتياز إذ رشح في كل عشيرة اكثر من مرشح واخذوا يتبارون على الولاءات العشائرية والمناطقية ويعقدوا مؤتمراتهم الانتخابية في مضايف العشائر و نطالع يوميا يبارك شيوخ العشائر ترشيح فلان و دعم فلان ، وواضح هكذا مجلس محافظة او مجلس محلي ناتج عن هكذا منابع ضيقة الانتماء كيف سيكون مجلسا ضيق المدى قصير الرؤى واضح الهدف !
لذا اقترحت من باب الانتقاد اللاذع لهكذا توجه فضيع، الغاء مجالس المحافظات و المجالس المحلية و تكوين مجالس اعيان بدلا عنها ليكون لكل عشيرة ممثلا فيها بترشيح من قبل الشيخ بدون هوسة ومصاريف الانتخابات ! ومجلس الاعيان العراقي لمن لا يعرفه هو بمثابة مجلس الشيوخ واحد المؤسسات الدستورية إلى جانب مجلس النواب (البرلمان) في العراق ابان العهد الملكي (1921-1958) ، وقد كان يتألف من أربعين عضوا ممن حازوا على ثقة الملك، لذا توجب تعيينهم بإرادة ملكية لمدة سبع سنوات يسقط منهم ربع المجلس بعد كل أربع سنوات بطريق القرعة حيث يحق للملك اختيارهم أنفسهم مرة أخرى أو تعيين غيرهم . وكان الملك يختار اغلب اعضاء هذا المجلس من شيوخ العشائر ووجهاءها ليضمن ولاءها له ، وربما قرأت الاحزاب السياسية هذا الدرس جيدا في هذه الانتخابات لذلك صار التوجه نحو العشائرية وعشائرنا الكريمة لم تقصر في تلبية هكذا طلب لذا راح ابنائها يتنافسون فيما بينهم على حلبة هذا الصراع الانتخابي ولو على حساب الكفاءة والنزاهة والافضلية فشرار قومي خير من خيار قوم اخرين الشعار المرفوع في هكذا انتخابات عشائرية ، ولا ينتظر الشعب من هكذا انتخابات حل فلينعم بمزيد من التشظي والتشتت و الاندحار المؤسساتي والاداري فالظاهر الجماعة يريدونها مجالس اعيان كالسابق لضمان الولاءات و تصبحون على وطن سعيد !

#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات