أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - الاستعمار الجديد عبر العولمة














المزيد.....

الاستعمار الجديد عبر العولمة


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7719 - 2023 / 8 / 30 - 22:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


للعولمة فوائد كثيرة لإنها تعنى تسهيل نقل البضائع عبر العالم وفى نفس الوقت أصبح لها فوائد ثقافية وعلمية واجتماعية ورياضية ولكن للعولمة أيضا مساوئ . إن مساوئ العولمة لا تتمثل فقط فى ضياع مكاسب محدودى القدرات وسط خضم المنافسة ولكن تمتد إلى أعمق من ذلك بكثير ، فهى تمتد إلى الشركات الكبرى التى تسعى إلى المكاسب بأى طريقة حتى لو كانت عبر الفساد . لقد كانت فضائح سيمنز ومرسيدس وغيرها من الشركات الأمريكية واليابانية والفرنسية والانجليزية والايطالية واضحة للعيان حتى أنه تم فرض عقوبات على شركات كثيرة قدمت رشاوى لتسهيل صفقاتها فى دوال العالم الثالث ودول أفريقيا بصفة خاصة ، كما أن هناك فضائح أكبر ولكنها تتسم بالسرية لشركات البترول والطاقة والتعدين التى تقنن الاستعمار الجديد عبر عقود مجحفة خاصة بالاستكشاف والاستخراج التى تجعل تلك الشركات تحصل على نسبة كبيرة من الثروات النفطية والمعدنية مستغلة عدم وجود مقدرة من حكومات البلدان المتعثرة على دفع فاتورة الاستكشاف والاستخراج للبترول والغاز والمعادن الهامة والنادرة .
إن الاستعمار الجديد عبر العولمة ليس له غطاء حكومى كما كان من قبل بل هو استعمار عبر الشركات المتعددة الجنسيات ، وتساند الدولة التى تأخذ ضرائب تلك الشركات عمليات الشركات فى الدول الأخرى وتحميها على أساس أنها تساهم فى الدخل القومى لتلك البلدان من خلال الضرائب.
إن ما يحدث فى أفريقيا منذ منتصف الثمانينيات هو أقوى دليل على تغول الشركات الكبرى فى أفريقيا ، ولنأخذ على سبيل المثال نيجيريا وهى أكبر منتج للبترول فى أفريقيا ، فقد أشارت تقارير غير رسمية إلى دخول نيجيريا خلال حكم إبراهيم بابانجيدا ( وهى نفس فترة حكم الدول العربية التى قامت بها ثورات) إلى دائرة الفساد برغم إدعاء النزاهة فقد حصل هو وعائلته ومعاونيه فى الثمانينيات والتسعينيات على عشرات المليارات من الدولارات ( 12 مليار دولار لبابانجيدا حسب تقديرات فوربس عام 2011) ومعظم الأموال كانت عن طريق صفقات من شركات أجنبية وخصخصة شركات محلية لصالح شركات أجنبية ، وللأسف تورطت شركات يابانية وغربية فى صفقات مشبوهة فى نيجيريا التى لم تعرف إلى الآن العدالة الاجتماعية برغم وجود نفط وثروات هائلة.
وبنفس المقاييس النيجيرية يمكن ملاحظة فساد الشركات العالمية فى معظم دول أفريقيا التى بها ثروات تعدينية ونفطية وزراعية (الكاكاو والقهوة والشاى وغير ذلك) فهى تغذى الفساد عبر العمولات والرشاوى لكى تحافظ على احتكار الثروات وتصديرها للخارج أو الحصول على امتيازات فى الاكتشافات البترولية والتعدينية تجعل الشعوب لا تستفيد بالثروات لإنها تؤول إلى الشركات التى تستكشف والعمولات والرشاوى لكبار رجال الدول التى بها ثروات.
لقد كانت عولمة الشركات مقتصرة على الشركات الغربية حتى مطلع الألفية الجديدة ولكن بعد الانهيار الاقتصادى عام 2008 بدأت الدول التى لم تتأثر كثيرا بالانهيار مثل دول شرق آسيا ودول الخليج العربى فى الاستثمار فى أفريقيا بطريقة جديدة ليست على طريقة نهب الثروات الأروروبية ولكن عن طريق تكامل اقتصادى لتبادل المصالح الاقتصادية كأن تقوم الشركات الصينية بعمليات بناء ومقاولات وتوطين الصناعة وزراعة وطرق رى حتى تصل إلى استغلال موانئ ، ولم يقتصر الأمر على الصين فقط ، بل بدأت الشركات الإماراتية والسعودية والقطرية والهندية والكورية الجنوبية فى غزو أفريقيا أيضا ووصل الأمر إلى الاستثمار فى سد النهضة الإثيوبى .
إن ما يحدث فى أفريقيا الآن هو صراع بين طريقتين فى الاستعمار إحداهما قديمة بالاستغلال المباشر ودعم الفساد والحكومات الفاسدة التى ترعى مصالح تلك الدول ويتمثل ذلك فى بعض الحكومات الأوروربية والأمريكية والشركات التى تتبعهم ، والطريقة الثانية هى استعمار تكاملى بتيادل المصالح والبضائع والخدمات دون النظر إلى طبيعة الحكومات والأنظمة السياسية سواءً أكانت فاسدة أم لا وتتبنى تلك الطريقة شركات الصين وشركات دول الخليج العربى والهند وكوريا الجنوبية وأضيفت لهم روسيا التى تريد أن تضع لها قدما فى أفريقيا.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصبحتُ وحيدا هذا العام
- عصر صعود الهواة
- أمنيةٌ فى باقة أحلام
- تخَيَّلوا إذن
- تمنيات الشفاء
- حضارة العولمة والذكاء الإصطناعى
- عولمة الفن العربى
- أوركستر يناير
- آخر أوراق الشجرة
- حينَ ابْتَسَمَتْ كارْلا
- لم أختر زمنى
- نهاية عصر العلم للعلم وبداية عصر المشروعات التطبيقية والشركا ...
- لقد تأخرنا يا لورد ولكن
- ما الذى يجرى فى العالم المتغيرلنلحق به
- نحو ثقافة عربية شرق أوسطية جديدة
- الشرق شرق والغرب غرب وبينهما أمم متشابهات
- رونالدو فى السعودية عبر اقتصاديات عالمية جديدة
- القرن الحالى هو قرن آسيا والعولمة الأسيوية
- العولمة العلمية بين العلم والدين
- اشتراكية العولمة هل هى النموذج القادم


المزيد.....




- وجهة واعدة في الشرق الأوسط.. كيف أصبحت السعودية رائدة في قطا ...
- أذربيجان تطالب وزير الداخلية الفرنسي بالاعتذار
- -قوات دولية وتطبيق حل الدولتين-.. هل توصيات القمة العربية قا ...
- من هم قضاة محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائ ...
- في محكمة العدل الدولية: إسرائيل تعتبر قراءة جنوب إفريقيا للق ...
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ...
- مبادرة تسلق جبال ويليز..طفل في السادسة يحاول إنقاذ عائلته في ...
- بوتين من الصين: لا خطط حاليا لتحرير خاركوف
- وزير الخارجية الأمريكية يمنح سلطات كييف حرية قصف الأراضي الر ...
- حزب تركي يدعو لتجمعات جماهيرية ضد محاكمة قيادات كردية بارزة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - الاستعمار الجديد عبر العولمة