أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - عصر صعود الهواة














المزيد.....

عصر صعود الهواة


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7711 - 2023 / 8 / 22 - 23:48
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مع وصول الانترنت إلى العامة منذ ثلاثين عاما بدأت تتغير طبيعة المعرفة والثقافة والفن ليدخل عنصر جديد بصورة واضحة وهو عنصر الهواة فى معظم المجالات ، وبدأت العملية بهواة الكتابة والأدب ثم الموسيقى ثم التصوير إلى أن وصلت منذ حوالى عشرين عاما إلى هواة المعرفة مع وصول ويكيبديا التى يحررها غالبا الهواة وأصبحت هى المرجع الأول – غير الدقيق – للإجابة على معظم الأسئلة . ولكن مع دخول جوجل ثم مواقع التواصل الاجتماعى إلى مرحلة السيطرة على مفاصل الانترنت بدأت عملية " سلعنة الهواة " بحيث تتحول الهواية إلى سلعة ، فمعظم بوستات فيسبوك وفيديوهات يوتيوب وتويتات (اكسات) تويتر يقوم بها الهواة لإنهم هم الغالبية وبالتالى حدثت سيطرة للهواة على تلك المواقع واستغلت المواقع الكبرى هؤلاء الهواة للوصول إلى أقصى مشاهدات يتم التربح من نشرها عبر الاعلانات والتسويق باستخدام برامج البيانات العملاقة Big Data سواءً للمواقع أو للهواة المشاركين فى المحتوى. وكان مضمار الإعلام والأديان والعلوم الإنسانية والتنمية البشرية وحتى العلوم الإدارية والبيع والتسويق هو أوسع المجالات لدخول الهواة نظرا لصعوبة دخول الهواة إلى المجال العلمى برغم دخول بعضهم إلى المجال من خلال شرح تخصصات غير تخصصاتهم .
ومع بداية الألفية وانتشار الانترنت فى معظم دول العالم الثالث بدأ يظهر فى العالم الإعلامى (المحترف إعلاميا) الذى يتحدث فى السياسة والرياضة والدين والثقافة والفن والأدب وهو غير محترف (هاوى) ، وقس على ذلك غالبية التخصصات بحيث يتحدث الرياضى فى السياسة والإعلام ويتحدث السياسى فى الفن والأعلام والأدب وهكذا يتحدث المتخصص فى مجال معين فى مجالات غير تخصصه كهواية . وأيضا أعطت تلك المواقع الفرصة لوصول هواة من العامة لديهم موهبة وإبداع إلى قمة التأثير فى المجتمع وهم غير متخصصين فأصبحوا نجوما فى الفن والأدب والتنمية البشرية والدين وحتى التنجيم والحظ ولهم متابعون بالآلاف وبالملايين أحيانا.
المشكلة الأصعب كانت مع دخول الصين مضمار المواقع الكبرى والوصول إلى البيانات العملاقة التى كانت تحت سيطرة الولايات المتحدة بلا منازع ، وكان ذلك مع ظهور موقع ترفيهى صينى يسمى بيلى بيلى Bilibili عام 2009 أظهر مواهب الصينيين والمتحدثين بالصينية فى جنوب شرق آسيا واكتسب شهرة واسعة هناك لإنه تغلب على محدودية يوتيوب آنذاك حيث سهل عملية التفاعل بين المشاهدين والعارضين للفن وتوسع فى عرض الهوايات لتصل إلى معظم الفنون الترفيهية وبصفة خاصة الفيديوهات القصيرة التى لم تعرف أهميتها المواقع الأمريكية أنذاك مما أعطى للهواة فى شرق آسيا وهم بالملايين الفرصة فى عرض هواياتهم المبدعة بغض النظر عن المكاسب كما تفعل المواقع الأمريكية ، ولكن كان يعيب الموقع أنه صينى بالأساس وكان بدون أى واجهة للغات أخرى ربما منعا للإختراق الأمريكى وهو يخاطب ربع سكان العالم فى شرق آسيا.
أما النقلة الكبرى لهواة العالم حتى من الأطفال فكانت مع ظهور تيكتوك Tiktok منذ حوالى سبع سنوات بفيديوهاته القصيرة السهلة التأليف والتحميل حتى من الأطفال مما أعطى زخما عالميا للهواة ونقلت يوتيوب وفيسبوك فكرة الفيديوهات القصيرة إلى مواقعها بعد نجاح تيكتوك المذهل والذى أنعم على المشتركين الذين يقومون بعمل فيديوهات رائجة بمكاسب مادية حين يحققون مشاهدة جيدة ، مما أعطى طمعا أكبر للهواة لعرض هواياتهم الفنية وإبداعاتهم البسيطة ليحققوا الشهرة والمكاسب المادية فى نفس الوقت.
وكان الفرق الرئيسى بين المواقع الأمريكية وموقع تيكتوك أن المواقع الأمريكية تعطى مكافآت أقل للعارضين وتأخذ هى النصيب الأكبر من حصيلة الإعلانات والتسويق واختراق الخصوصية القانونى ، بينما تيكتوك تعطى مكاسب أكبر ومعظم مكاسبها تأخذها من الشركات الصينية والشرق آسيوية التى تحلل كل شيء فى الفيديو من ملابس وألوانها وموديلاتها وأحذية وأنواعها ومكياج وألوان شعر وموبيليا وأجهزة وحتى أشكال الحجاب وألوانه التى ظهرت فى الفيديوهات الرائجة وتنقلها إلى الشركات الصينية المتخصصة التى تستطيع التعرف على أذواق بلدان العالم وبالتالى تسويق بضائع يتم إنتاجها خلال شهر أو أكثر لتغزو تلك البلدان بطريقة أسهل وبربح أفضل.
ثم جاءت فترة كورونا بنوعية جديدة من الهواة الذين يستخدمون وسائل التواصل عن بعد مثل زووم Zoom وغيرها جنبا إلى جنب مع المحترفين (المتخصصين) ولكن فى المجالات التى تحتاج إلى تفكير وتطوير وتدريب وبصفة خاصة مجالات البيع والتسويق والإدارة والموارد البشرية والتنمية البشرية وغيرها .
إننا نعيش الآن مع ويكيبديا ومع مواقع التواصل الاجتماعى الأمريكية والصينية وحتى مع المواقع الموسيقية والفنية والأدبية الشهيرة عصر جديد من صعود الهواة واكتشاف المواهب والمبدعين من كل دول العالم ومن كل المستويات بحالة من المساواة بين البشر الهواة بغض النظر عن الدين واللغة والجنس والعرق والبلد والسن .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنيةٌ فى باقة أحلام
- تخَيَّلوا إذن
- تمنيات الشفاء
- حضارة العولمة والذكاء الإصطناعى
- عولمة الفن العربى
- أوركستر يناير
- آخر أوراق الشجرة
- حينَ ابْتَسَمَتْ كارْلا
- لم أختر زمنى
- نهاية عصر العلم للعلم وبداية عصر المشروعات التطبيقية والشركا ...
- لقد تأخرنا يا لورد ولكن
- ما الذى يجرى فى العالم المتغيرلنلحق به
- نحو ثقافة عربية شرق أوسطية جديدة
- الشرق شرق والغرب غرب وبينهما أمم متشابهات
- رونالدو فى السعودية عبر اقتصاديات عالمية جديدة
- القرن الحالى هو قرن آسيا والعولمة الأسيوية
- العولمة العلمية بين العلم والدين
- اشتراكية العولمة هل هى النموذج القادم
- وجهات نظر عالمية أخرى فى التقدم والتطور
- هل يمكن للعلم أن يعيد كتابة التاريخ ؟


المزيد.....




- السياحة في جزر سيشل: الزوار من دول الخليج يتمتعون بقيمة كبير ...
- تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي ...
- صورتان جويتان لرصيف المساعدات الإنسانية في غزة
- روسيا تطلق صاروخا فضائيا على متنه أقمار صناعية لأغراض عسكرية ...
- من رفح إلى المجهول.. قصص مأساوية لفلسطينيين -فقدوا كل شيء-
- أوشاكوف: الرئيسان الروسي والصيني ناقشا في اجتماع ثنائي الملف ...
- إيران -تدين وترحب- ببنود في بيان القمة العربية في البحرين
- أستراليا تعلن حزمة دورية جديدة من العقوبات ضد روسيا
- إنقاذ رجل دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر
- تصويت لحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - عصر صعود الهواة