سامية خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 7707 - 2023 / 8 / 18 - 10:41
المحور:
الادب والفن
أتمسّكُ بذيلِ مكانٍ اكتساهُ الغبارُ، تتوهّجُ الذاكرةُ تأخذني إلى تلك الأماكنِ الضّحلةِ من كلِّ شيءٍ إلا من نبراتِ صوتٍ يدغدغُ آمالي البائسةِ، أعبرُ الفجاجَ أتسلّقُ الأوهامَ كما لو أنّ رأسيَ المثقلَ بالفراغِ يتلمّسُ وجودًا من العدمِ.
أناجي طيفًا هلاميا يخاطبُ أشواقي يلفّني بذراعِ الوجدِ لنعبرَ معًا أزقّةَ الصّمتِ، نغازلُ الطّبيعة، نُحيلُ مياهَ النّبعِ إلى خمرةٍ تحمرّ وجدًا، نُحيلُ أوراقَ أيّامِنا المبعثرةِ إلى رداءٍ يسترُ عُريَ الأرضِ.
يا لبؤسِ الرّجاءِ حين نطلبُ من القمرِ نورًا أسطعَ! يا لثقلِ الخطواتِ وهي تأمرُ القدمين بالمسيرِ نحو أصقاعٍ أبعد حتى الوصول إلى نقطةِ نهايةِ الكون.
ليتكم تحلّقونَ معي بالخيالِ، هنا كلّ جمالِ الكونِ يختالُ، هنا تنبعثُ تغريداتُ أشعارٍ تشدوها الملائكةُ، وهناك الأماكنُ التي بهتَ فيها البريقُ أخذتْ تشحذُ التماعًا ، والأزمنةُ التي خرجتْ من السّاعة الرمليّةِ ها هي تعودُ بكاملِ تاريخِها لتحتفيَ على منابرِ الحقيقةِ، حيث لا صوت يُسمَع سوى صدى تراتيلَ لأناشيدِ البطولاتِ.
أتكئ على خيالٍ متجرّدٍ من جحودِ الزّمانِ وصقيعِ المكانِ، والفراشةُ التي تسكنُ باطنَ كفّي حين تفتنُها تخيّلاتي تحياها بكلّ تفاصيلِ الشّغفِ، أشعر بها تمسّد أصابعي متنقلة بينها كما لو أنّها تتنقّلُ بين الأزهارِ، أتراها ستفردُ جناحيها لتطيرَ أم ستختارُ النَّومَ في كفّي؟
لو منحتُها يدي أتراها ستتّحد بها؟
#سامية_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟