أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فالح الحمراني - نهاية دكتاتور.او العالم سيكون افضل من دون الطغاة














المزيد.....

نهاية دكتاتور.او العالم سيكون افضل من دون الطغاة


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1728 - 2006 / 11 / 8 - 11:09
المحور: حقوق الانسان
    


بغض النظر عن ان حكم الاعدام شنقا حتى الموت الذي اصدرته المحكمة الجنائية العراقية الاحد الماضي، سينفذ بطاغية العراق المخلوع صدام حسين ام لن يدخل حيز التفيذ، فهناك فترة للطعن بالقرار ومناشدة محامي الدفاع المجتمع الدولي للتدخل للحيلولة دون تنفيذه...فانه سيكون حدثا تاريخيا انعطافيا في النظام السياسي العراقي، او قل الشرق اوسطي. فصدام اول رئيس دولة عربية يمثل امام محكمة جنائية مدنية نظرت في تهم رفعت ضده، وتوفر له حق الدفاع بفريق من المحامين معترف بخبرتهم في العمل الحقوقي، ويوفر له القضاء شفافية جلسات المحاكمة، حيث بثت وقائعها من خلال شاشات التفلزيون.
ودون شك ان العالم سيكون افضـل بكثير بعد غياب دكتاتور أي دكتاتور كان،، لانه يقريب تحقيق الحلم البشري باقامة الانظمة السياسية القائمة على القانون وصيانة حقوق الفرد وكرامته، في ان تتحول الدولة ليس لاداة قمع واضطهاد، تحتكر فيها نخبة صغيرة او فرد السلطة المطلقة وتتحكم بحياة المواطن وبارادته وفكره وحتى برغباته واحلامه المشروعة، بل ان تكون الدولة مؤسسة (مؤسسات) لخدمة المواطن والمجتمع.
ان الحكم حقا صدر بقضية واحدة، لكن الذاكرة الجمعية تحتفظ ايضا بجرائم الطاغية الاخرى الذي سول لنسفه وبذريعة الدفاع! مرة عن "الحزب" فقتل في ليلة واحدة 31 من اقرب رفاقه واقدمهم عضوية، تخوفا من منافستهم له على المنصب الرئاسي، كان من بينهم رفاق درب وابناء عمومة ومدينة واقارب، ومرة عن امن الدولة فصدرت بمباركته الاحكام التعسفية بمئات الالاف من العراقيين بتهمة الخيانة، وطرد عشرات الالاف في ليلة غبراء الاخرين بحجة اصولهم الايرانية، واخرى عن " الحلم العربي ( المرعب)باثارته الحرب بدوافع غامضة ضد ايران واحتلاله دولة الكويت الذي هشم به لحمة العالم العربي، بجرائم التي اقترفتها قواتها وجحوشه من النهب والسلب والاغتصاب في هذه الدولة العربية، وما جرته جريمة استخدام الاسلحة على شعب العراق الكردي التي ارتكبها باسم وحدة العراق اضافة لملاحقة ابناء الاديان والمذاهب الاخرى ومخلفات المقابر الجماعية وما لم يتم الكشف عنه لحد الان. ان جرائما لاتحصى ارتكبت باسم الوطن مرة والقومة العربية وتحرير القدس، مرة اخرى. وهذا ليس بغريب فكافة طغاة العالم يرتكبون الجرائم تحت يافطة الاهداف السامية.
ان اهمية الحكم بالاعدام شنقا حتى الموت بطاغية العراق نُطقت امام مثول الطاغية " المتهم" نفسه وهو حي. وبحضوره جاء سرد المواد القانونية التي عوقب بها " المتهم" لارتكابه جرائم بشعة غير انسانية ضد ابناء شعب العراق( في الدجيل). وان ادانته جاءت بموجب القانون وليس بغيابه. فالتاريخ اصدر مرات عديدة، وياللاسف حكمه على الطغاة بعد موتهم. وحاكم التاريخ غيابيا ادولف هتلر على جرائمه ضد الانسانية، وجرت محاكمة الطاغية جوزيف ستالين بعد وفاته المفاجئة عام 1953 ، في تقرير القاه سكرتير اللجنة المركزية نيكتا خروشوف عام 1956 حيث فضح الجرائم الوحشية التي ارتكبها نظام ستالين الشمولي وتبرئة الملايين من تهم نظام ستالين الصورية. والان امام اعيننا يجري احقاق العدالة في تشيلي باثبات الجرائم التي ارتكبها نظام بينوتشيتو في السبعينات ضد شعبه.واللعنة ستطارد الطغاة للابد.
وتذهب بعض القراءات الى ان قرار المحكمة الجنائية العراقية باعدام صدام شنقا سوف يزعزع الاستقرار اكثر في العراق. وتتجاهل تلك التصورات ان ذلك الحكم يحظى بدعم وتاييد غالبية العراقيين. وانه سوف يحبط امل الكثير من التشكيلات المسلحة الارهابية في الرهان بان ممارساتها القتل الوحشي والمجاني ستنقذ صدام وترغم على اعاده للحكم. الى ذلك فان القرار بحق الطاغية كان جنائيا بحتا. ان المتهم صدام والاخرون بل وحتى فريق الدفاع سعى الى تحويل جلسات المحكمة الى محاكمة سياسية، بل وما زال يسعى، بينما حرص القضاة العراقيون على ان تكون قضية صدام جنائية، انطلاقا من رغبتهم في ان يكون القضاء العراقي سلطة مستقلة. وقد اثبتت سير الجلسات هذا المنحى.ولذلك فان تلميح البعض بان قرار الاعدام جاء باملاء ارادة اجنبية أي امريكا يبعث على السخرية. لان المحكمة اجلت النطق بالحكم عدة مرات وفقا لطلب فريق الدفاع. ان قرار المحكمة باعدام صدام حسين حتى من الناحية السياسية كان قرارا عراقيا محضا. انه عكس تطلعات ورغبات ملايين العراقيين. وربما انه لقى رفض فئة اجتماعية صغيرة كانت مستفادة من النظام الدكتاتوري/ الشمولي/ المذهبي، على حساب الاغلبية.
ان قرار المحكمة بحق الطاغية لم يكن باي حال من لاحوال قرارا سياسيا او قرارا تحكمت به القيادة السياسية. ولذلك فان قرار المحكمة باعدام صدام لايمكن ان بحد ذاته سببا ان يتحول عاملا لانقسام شعب العراق. ان حاكما طاغي ومستبد، حاكم اذل قطاع واسع من العراقين واعتدى على دول عربية واسلامية، رغبة في تحقيق مطامحه وهلوسته السياسية، لايجب ان يكون سببا في انقسام شعب العراق. ولايمكن ان يكون.انه يفتح افقا جديدة للعراقيين في المصالحة الحقة وتنقية الاجواء وارساء تصميم اليات نظام الحكم الجديدة في اطار دولة عراقية ذات سيادة، والتعاون لتصفية مظاهر العنف ومنظري تحقيق الاهداف السياسية بالاعمال الارهابية.
ان قرار المحكمة وسواء دخل حيز التنفيذ او عرقلته اجراءات قانونية او سياسية او غيرها ،لن يضفي التعقيد على عملية المصالحة والوفاق الوطني. ان القسم الاعظم من شعب العراق يرغب في الحياة بظل السلام الاجتماعي ونظام ديمقراطي نظام يهتدي بالدستور والقوانين ويحترم راي الاقلية السياسية ويضمن حقوق الاقليات القومية والدينية.
لقد كان قرار المحكمة بحق الطاغية، ومهما كانت ردود الفعل عليه، وان كان سيدخل حيز التنفيذ او لا، حكما باي طاغية في المنطقة، وقرارا بان عهد الطاغاة قد ولى للابد وان الشعوب قادرة على اصدار حكمها.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا بين الغرب والثلاثي : حماس وايران وكوريا الشمالية
- وثيقة مكة المكرمة وافق خروج العراق من محنته
- جورجيا والصراع على القوقاز
- تفكك العراق حالة موضوعية. ولكن
- الحادي عشر من سبتمبر وانعكاساته على روسيا الاتحادية
- الحرب في لبنان وافاق التسوية في المنطقة
- روسيا من انذار خروشوف الى برغماتية بوتين
- رغم عدالة قضيته. لماذا أشاح الغرب بوجهه عن لبنان؟
- هولوكوست صنعتموه بأيديكم
- الكسندر بلوك وقصيدته -الغريبة
- لمصلحة من اختطاف الدبلوماسيين الروس ببغداد؟
- روسيا تقترب من المياه الدافئة
- على انقاض الوطن العراقي
- روسيا للتخفيف من الرد على اعلان طهران النووي
- حليقو الرؤوس في روسيا: جيل على انقاض الامبراطورية السوفياتية
- وجوه من الادب الروسي الحديث جدا.تتيانا تولستايا وشفافية العب ...
- حوار مع صديق روسي حول العراق 2
- حوار مع صديق روسي حول العراق
- معوقات الديمقراطية في العراق
- موت ميلوسيفتش كقضية حضارية


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فالح الحمراني - نهاية دكتاتور.او العالم سيكون افضل من دون الطغاة