أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فالح الحمراني - موت ميلوسيفتش كقضية حضارية














المزيد.....

موت ميلوسيفتش كقضية حضارية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 10:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في كتابة المشهور " نملك ام نوجد" يشكك المفكر الالماني اريك فورم بمصداقية تمسك الغرب المعاصر وخاصة مؤسساته السياسية بمُثل حضارته وقيم المسيحية ومراعاة احكامها. ويبرهن على ذلك بانتهاك القيم هناك وعلى مختلف الاصعدة لاسيما السياسية في كل يوم. ويحيلنا هذا الاعتراف بقضية جوهرية تؤكد ضرورة الفصل بين الحضارة الغربية كنتاج فكري وابداعي في المجالات الانسانية والعلمية، المتواصل على مدى مئات القرون، وبين الممارسة اليومية للساسة ورجال الاعمال الخارجة عن تلك القيم. ولنتذكر ان اكبر العقول الغربية دافعت عن قيم الحضارة الاوربية الاصيلة وخاضت الكفاح الفكري ضد المنحرفين عنها من الساسة، ومن هذه الزاوية يمكن تقييم محاكمة الزعيم الصربي السابق سلوبدان ميلوسيفتش وموته المفاجئ في زانزانته في المحكمة الدولية في لاها.، التي ولم تحرص المحكمة توفير عناية صحية لازمة التي تقتضيها قيم الحضارة الغريبة وعدم التعامل كبرئ لم تثبت ادانته، وان اطباءه من قبلها رفضوا الاعتراف بان الرجل مريض بشكل خطير، فبرهن على حالته الخطرة بموته.وموت ميلوسيفتش يصب دون شك بمصلحة المحكمة التي كان عليها اصدار حكم، تلبية لموقف سياسي، يلقي بالضلال على سمعة القضاة والمحكمة.
والمسالة ليس دفاعا باي شكل من الاشكال عن الرئيس اليوغسلافي السابق، او مساهمة بفضح تبرع قوى دولية بتنظيم محاكمة له لتصفية حسابات، والتشكيك بشرعيتها اوالنقص من اهدافها .فانا غير مهيأ لتحديد مدى براءة ميلوسيفتش او تورطه بممارسات ابادة جماعية واضطهاد اقليات قومية، القضية التي اود التطرق لها تتعلق بمدى تمسك قضاة الرئيس اليوغسلافي السابق بقيم الحضارة الغربية والروح المسيحية. فالقضاة انتدبوا لقضية ليس لها اساسا قانونيا، وحاكموا شخصا بتهم سياسية غامضة وظروف معقدة، يمكن ان تكون لها تفسيرات متعددة، حسب الزمان والمكان ومصالح الجهة التي تثيرها .
ولم يثبت لحد الان تورط ميلوسيفتش في قضايا ابادة جماعية، بقدر ما جرى البرهان مثلا على تورط زعماء اخرين في مختلف انحاء العالم، بما في ذلك زعماء دول كبرى في مثل تلك الجرائم. وهناك دول تمتنع عن احالة قضايا رعاياها من العسكريين لمحاكم دولية، بتهم التورط بجرائم حرب او ماشابهها. وكانت هولندا التي سمحت بمحاكمة الزعماء الاجانب المتورطين باعمال ابادة جماعية، قد رفضت اثارة دعوى مواطنين عرب، ضد ارييل شارون على جرائمه في صبرا وشتيلا، رغم القرائن والشهود مازالوا احياء. فالمحاكم، حقا ليس في الغرب وحده، تحولت الى اداة سياسية للقصاص من الزعماء الذين لايروقون للمؤسسة السياسة، وليس للمجرمين والقتلة الحق. اضف الى ان تلك المحاكم ورغم شكلها الرصين ومهنية القضاة فيها ففي جوهرها هي محاكم صورية، محاكم يتصرف فيها القاضي باهتداء ووحي من القرار السياسي وليس من وجهة نظر قانونية خالصة، وهذا ما يتناقض مع قيم الحضارة الغربية عموما، منذ الاغريق وحتى يومنا الراهن والتي خرجت عنها محاكم التفتيش. القاضي المكلف بمثل تلك القضايا الملتبسة،ربما يراهن ايضا بالحصول على مناصب من اولياء النعمة في المنظمات والمؤسسات الدولية، وعلى جاه ونفوذ واسهم في شركات.وهناك امثلة عديدة على ذلك لامجال للخوض فيها.
السياسي في الغرب لايتردد عن تشويه قيم حضارته واستخدامها غرضا لتحقيق اهداف انية، ويتخلى عنها عندما تمس مصالحه، فيكيل بمكيالين، يشوه صورة افلاطون وفولتير ودانتي وسرفانتس ومونسكيو وبرتراند رسل وبرتادشو ورامبو واليوت وكبار المشرعين وغيرهم وغيرهم، ويعيد بها الى قيم لايمكن الافتخار بها. ويؤدي الخلط بين ممارسات السياسي ورجل الفكر الى تشويه الحضارة الغربية ومعاداتها.
لقد طلب الرئيس اليوغسلافي السابق من قضاة المحكمة السماح له بتلقي العلاج بموسكو، وقدمت الحكومة الروسية في بلاغ رسمي التزامات حكومية باعادة ميلوسيفتش للمحكمة بعد فترة العلاج واعادته لها في أي لحظة تطالب به، وتمنع اتصاله باي شخص غريب فترة العلاج وحضور مراقبين من المحكمة علية. بيد ان المحكمة رفضت حق طبيعي لاي انسان في الحياة، حق متهم بالعلاج، ومنعته من السفر لموسكو، فلقى حتفه من نفس المرض الذي شكى منه وكان قد عولج منه في في العاصمة الروسية. فمن المسؤول عن موته المفاجئ ؟ واذا كانت القيم الغربية تضع حق الانسان وحياته في اولوية الامور وتقلب دولا دفاعا عن حقوقه، فلماذا امتنع القضاة، الذين تقتضي مهنتهم الحياد في اية قضية، عن منح الرئيس اليوغسلافي السابق تلقي العلاج؟، ولابد ان يدفعنا هذا السلوك الاعتقاد بوجود مواقف مسبقة للقضاة من المتهم قبل ان تثبت ادانته، وانهم تصرفوا بايحاء من مواقف سياسية للقوى الدولية التي رتبت محاكمة ميلوسيفتش في بلاد غريبة. وهذا بحد ذاته انحراف عن قيم الحضارة الغربية التي تدين بالفكر الانساني والقيم المسيحية.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبول الحرب تقرع في ساحة الاتحاد السوفياتي السابق
- المسلمة والهروب من الحرية
- دعوة حماس والسياسة الخارجية الروسية الجديدة
- العراق على مفترق الطرق
- حول- انتحار موسكو- لدعوتها حماس
- بين اجتثاث البعث وادانة الانظمة الشيوعية
- الملف النووي الايراني ورهانات الدبلوماسية الروسية
- هل سيتحسر العرب على شارون؟
- رحلة تابينبة لجيكور السياب
- العرب ومجابهة التحدي النووي
- ليلة انهيار الاتحاد السوفياتي
- التمرين الكبير نحو الديمقراطية في العراق
- نجاد وابعاد تصريحاته في القمة الاسلامية
- تناقضات محاكمة صدام
- في مفهوم العراق الجديد
- في مفهوم -العراق الجديد-
- قراءة في موقف روسيا من سوريا وايران
- مَن المستهدف بعد الاردن؟
- الخوف من الماضي او روسيا والتخلي عن ثورة اكتوبر
- القوائم الانتخابية واصطفاف القوى السياسية في العراق


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فالح الحمراني - موت ميلوسيفتش كقضية حضارية