أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فالح الحمراني - حليقو الرؤوس في روسيا: جيل على انقاض الامبراطورية السوفياتية














المزيد.....

حليقو الرؤوس في روسيا: جيل على انقاض الامبراطورية السوفياتية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 12:50
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


دفعت تداعيات المنعطفات التاريخية في روسيا ظهور جماعات حليقي الرؤوس ذات النزعة العدوانية والمبشرة تطبيقيا بكراهية الاخر والنفور منه وسحقه. وتتصف الجماعات بمظاهر كره الاخر والحوار ورفض التعايش بين الثقافات والحضارات، ونبذ الاعتدال في الممارسة اليومية. انهم من الجيل الذي تشكل وعيه على انقاض الامبراطورية التي كان اسمها الاتحاد السوفياتي. ولم ير هؤلاء الا طرد الروس من الجمهوريات السوفياتية السابقة ومن الساحة الدولية، واستشراء الفقر والجريمة، وان الحكام معنيين فقط بتوزيع الثروات والنفوذ وبيع ممتلكات الدولة باسعار بخسة. وان ابناء القوميات الاخرى سواء من القوقاز او اذربيجان او يهود وارمن يسيطرون على مصادر المال والاسواق في روسيا.هذا الاوضاع المشوهه تدفع اؤلئك المراهقين لصب جام غضبهم على الضعفاء والعزل من ابناء القوميات الاخرى وممارسة شكل من اشكال الارهاب/ على الاخر بالهوية وحسب لانه من قومية اخرى.
لقد صعدت جماعات "حليقي الراس" في روسيا في الفترة الاخيرة الاعتداء على الاجانب وذوي البشرة السمراء من افريقيا او المتحدرين من اصول قوقازية اوالعرب الدارسون والمقيمون في روسيا او من اسيا الوسطى او يهود. ويردد اعضاء هذه الجماعات عند هجومهم على فريستهم شعارات مثل روسيا للروس او موسكو للموسكووين واحيانا يحيا هلتر. وحليقو الرؤوس ظاهرة ارتسمت معالمها بوضوح بعد التحولات التي مرت بها روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. ان هذه الجماعات من دون شك تمثل حضيض المجتمع الروسي،والشرائح التي لاتجد وسيلة اخرى للاحتجاج بها على وضعها المتدهور غير وسيلة العنف. الشرائح التي تشعر بانها مهمشة وغير قادرة على سد حاجاتها وتطلعاتها، وليس لديها ايمان بالمستقبل او بقوة سياسية تفتح امامها افاقا رحبة. وترصد وجود مؤامرة اجنبية على بلدها، انها شرائح مدعوة للخدمة في صفوف جيش تهيمن عليه اجواء مسمومة، ومظاهرغير صحية حتى باعتراف الجهات الرسمية، بما في ذلك الجريمة والانتحار وتعاطي المخدرات، وتتنظر الجندي فيه حروب لايؤمن بعدالتها. وحيت اصبح الالتحاق بمعهد دراسي في روسيا ترف الاثرياء وابناء العوائل ذات الدخل العالي. وكما قال احد المراقبين "ان روسيا التي انتصرت على النازية، تحولت الى ساحة نشاط اساسية لهؤلاء بعدما دلت الاحصاءات الى ان اعداد (النازيين) في روسيا وحدها يصل الى نحو 50 الف ناشط يتبعون لعشرة تنظيمات متطرفة تمارس نشاطها على الاراضي الروسية". وبات لحليقي الرؤوس الروس نفوذ ملموس في عدد من المدن الكبرى مثل يكاتيرينبورغ وسان بطرسبورغ وكراسندار وموسكو نفسها.
وتدور في روسيا سجالات عن طبيعة هذه الجماعات هل هي شوفينية ام فاشية، وهل انها جماعات شبيبية عفوية تضم " زعران" ام ان هناك قوى معينة سياسية او امنية تديرها وتستخدمها لاغراضها الخاصة. هل ان هناك بيئة مناسبة لتطورها اكثر وتحولها الى قوة سياسية قادرة على اخذ السلطة؟ وحينها سيقوم نظام فاشي. وتجري مقارنة ما يدور مع التطورات التي شهدتها المانيا في ثلاثينيات القرن الماضي. فهل حقا ان الفاشية الجديدة قادمة في روسيا؟. ويحض دعاة حقوق الانسان والليبراليون السلطات السياسية والامنية والقضائية الى التشديد من الاجراءات لوقف " الثعبان الزاحف".
حينما جرى الحديث مؤخرا في ملتقى الرؤية الاستراتيجية " روسيا ـالعالم الاسلامي" عن اسباب انتشار النزعات المتطرفة في العالم الاسلامي بما في ذلك الجماعات الارهابية اشير ايضا الى عوامل موضوعية تسود بعض الدول الاسلامية بما في ذلك الفقر والبطالة وانعدام العدالة الاجتماعية وحرية الكلمة، تدفع الشباب الى انتهاج طريق عديمي كممارسة العنف للتعبير عن احتجاجة وغضبه على الاوضاع السائدة. ،واشير ايضا الى ان النظام العالمي الذي بفتقر للعدالة، ومحاولة فرض الغرب ثقافتة على الثقافات الاخرى، فتاتي ردود مشوهه على كل تلك المظالم.
وفي كل هذه الاحوال لايمكن البحث عن سبب واحد ولا عن وسيلة ناجعة " لغسل " ادمغة هؤلاء الشباب وردهم " عن غيهم".الموضوع معقد وشائك له ابعاد نفسية مرتبطة بالمتغيرات الكونية عموما، والاوضاع المحلية السائدة، ولذلك فان عملية معالجته بصورة جذرية ممكنة فقط في العثور على حلول متعددة الجوانب والمستويات. العنف وسيلة الضعفاء في تصورهم الخاطئ من انه سيحل كافة المشاكل ويحقق الاهداف بصورة سحرية.
ورغم تبني جماعات حليقي الروؤس في روسيا الشعار القومي/ الروسي الا ان القوى الوطنية والقومية والمنضوية في احزاب وتحالفات واللاعبة على الساحة السياسية تتنصل من تلك الجماعات وتصفهم " بالزعران " الذين لايمتون بصلة للروح الروسية الارثذوكسية الحقة. وبهذا فانها ترد على تلك الاصوات التي تتحدث " عن الفاشية الروسية" والروح الشوفينية الروسية". وحقا فان اعضاء هذه الجماعات هم من الروس، ويقولون ان هدفهم الرئيسي تطهير روسيا من الاعراق الاخرى. ومنطقهم يقول ان وجود الاجانب في روسيا هو السبب الرئيسي وراء المصاعب التي تعيشها وسبب ضعفها وان هناك مؤامرة تحاك ضدها.واللافت ايضا ان القوى القومية واليسارية تنتقد مظاهر الروح الشوفينية والنزعة الفاشية المتلبسة بالثوب القومي، بكسل.
وفي العالم الاسلامي كذلك تتنصل المؤسسة الدينية الرسمية من تلك المظاهر. وحسنا تفعل لان قضية استشراء العنف ومظاهر كراهية الاخر قضية مناقضة لتعاليم كافة الاديان ولاتمت بصلة للفكر الوطني والقومي السليم المعتدل والعقلاني انها قضية سياسيةـ اجتماعية ـ اقتصادية بادرجة الاولى.وفي هذه المجالات تتأصل الجذور التي تخرج نباتا مشروطا بالبيئة التي ينمو فيها.وتعود معالجتها لاكثر من مؤسسة من مؤسسات الدولة.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجوه من الادب الروسي الحديث جدا.تتيانا تولستايا وشفافية العب ...
- حوار مع صديق روسي حول العراق 2
- حوار مع صديق روسي حول العراق
- معوقات الديمقراطية في العراق
- موت ميلوسيفتش كقضية حضارية
- طبول الحرب تقرع في ساحة الاتحاد السوفياتي السابق
- المسلمة والهروب من الحرية
- دعوة حماس والسياسة الخارجية الروسية الجديدة
- العراق على مفترق الطرق
- حول- انتحار موسكو- لدعوتها حماس
- بين اجتثاث البعث وادانة الانظمة الشيوعية
- الملف النووي الايراني ورهانات الدبلوماسية الروسية
- هل سيتحسر العرب على شارون؟
- رحلة تابينبة لجيكور السياب
- العرب ومجابهة التحدي النووي
- ليلة انهيار الاتحاد السوفياتي
- التمرين الكبير نحو الديمقراطية في العراق
- نجاد وابعاد تصريحاته في القمة الاسلامية
- تناقضات محاكمة صدام
- في مفهوم العراق الجديد


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فالح الحمراني - حليقو الرؤوس في روسيا: جيل على انقاض الامبراطورية السوفياتية