أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فالح الحمراني - الكسندر بلوك وقصيدته -الغريبة














المزيد.....

الكسندر بلوك وقصيدته -الغريبة


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 08:07
المحور: الادب والفن
    




تشكل قصيدة الغريبة منعطفا حادا في مسيرة ابداع الشاعر الروسي واحد اقطاب المدرسة الرمزية الكسندر بلوك( 1880 ـ 1921). فعقب مرحلة قصائد " السيدة الجملية" التي كرسها لحبيبته وزوجته ما بعد لوبوف ديمتريفنا مندلييفا، ذلك المثال الذي لاوجود الا في تصورات وخيالات الشاعر، انه في السماء، يظهر مثال جديد ارضي انه " الغريبة" الذي يمثل الكمال ويعارض تفاهة الحياة اليومية، ذلك الافق الساحر لعالم مضيء جديد.وكتب بلوك القصيدة في 1906 لكنها رافقته لفترة طويلة وكتب بعد سنوات ايضا مسرحية بنفس الاسم، ليصب فيها افكارا فلسلفية وشعرية جديدة وليعمق فكرة وروح قصيدته التي اعتز بها.
ويجري حدث القصيدة وأجواءها في ضواحي بطرسبورغ حيث كان الشاعر يرتاد المطاعم في مرحلة حياته البوهيمية، فيسخر فيها في البداية من تلك الأجواء التافهة حيث السكارى والسام الذي يخيم علي بيوت الاغنياء الريفية، ولانسمع فقط النفور والرفض في بداية "الغريبة" بل نغمة تراجيدية
" ودوى بكاء طفل"وتسبغ صورة السماء وعقم القمر الليلي المعقوف بعدا كونيا على الاحداث توسع من حدود القصيدة.ان ماساة البطل في ثنائية وعيه وانشطاره، وكأن هذا ياتي نتيجة الوقوع تحت تاثير الخمرة بيد ان من الجلي ان هذه الحالة نتيجة العجز واستحالة الخروج من الدائرة المغلقة لعبثية الوجود ولاجدواه، ولهذا نسمع التهكم المرير من "المسخ المخمور".
ويصعد الحلم من الاعماق الخفية للروح .ويتجسد في صورة البطلة : الكائن الغامض، وليس من الواضح تماماا هل انها امراة حقيقية ام رؤية "ام ان هذا يراودني في الحلم"، وعلى الاغلب انه امتزاج بين المرأى من جهة والمرتقب والهاجس من جهة اخرى. ويرسم الشاعر صورة رومانسية للغريبة. حيث يضفي عليها ابعاد سماوية وكونية ما فوق عالمية وضبابية، "بالمعتقدات القديمة والعيون الزرق التي لاقاع ولاقرار لها". فالغريبة بالنسبة للشاعر رمز الجمال الخالد. ان تفرد البطلة وعدم تشابهها مع كل محيط بها وغربتها والحزن الشاعري الذي تخلقه هلاميتها، يرتقي بالصورة على اليومي التافه.
ان " الاسرار الغامضة" و " شاطئ" الحياة الاخرى، والافق المسحور نابعة من كنز قلب انسان يبحث عن الجمال لخالد ، ورصده في خضم حياة السام والتفاهات.
تظهر الغريبة الغامضة كل مرة لتخطف كينونته إنها تظهر له وحده وحده يراها لانها عصارة روحة وفكره.تحمل معها أجزاء الطقوس القديمة وأدوات العالم الغامض، فتقرب الشاعر من الحقيقية. انها مثل أغلبية قصائد بلوك في تلك المرحلة مشحونة بعالم " صوفي" عالم ما وراء الواقع.



الغريبــــــــة


الكسندر بلوك

ترجمة: د. فالح الحمراني


عند المساء يخيم على المطـاعم الليلية
هواء ساخن ثقيل وأصم
و روح الربيع المُفسد
تتحكم بصياح السكارى

وفي منأى، على غبار الأزقة
وسأم البيوت الريفية
كعكة هلالية مذهبة قليلا ،على واجهة المخبز
ويدوي بكاء طفل

وفي كل أمسية، خلف حواجز الطرق
يتنزه مع السيدات بين السواقي
ظرفاء محنكون
أمالوا قبعاتهم

و تأز في البحيرة مماسك المجاديف
وتتعالى ولولة النساء
وفي السماء تلوى من دون معنى القرص
الذي اعتاد على كل شئ

وفي كل مساء نديمـي الوحيد
انعكس في قدحي
وعلى شاكلتي وديع أذهلته
الرطوبة اللزجة وأذهله الغموض

وقريبا من المناضد المجاورة
يتراوح خدم مخمورون
ويصرخ السكارى ذوي عيون الأرانب
*“IN VINO VERITAS”

وفي كل مساء، في ساعة محددة
( أم أن هذا راودني في الحلم وحسب؟)،
يتهادى في النافذة المظلمة
قــد فتاة، متشح بالحرير

ودائما من دون أصحاب، وحيدة
تشق طريقها ببطء بين السكارى
تضوع بالعطر والضباب
وتجلس عند النافذة

ويُذَكِر حريرها الناعم
وقبعتها الموشاة بريش الحداد
والخواتم بأصابعها الناحلة
بالمُعتقدات القديمة

حاصرني هذا التماس الغريب
أُحملق خلف الوشاح الحالك
وارى شاطئا مسحورا
و بُعدا مسحورا

عُهدت إسرار غامضة بي
عُهدت بي شمس ما
وغاصت روحي بالمنعرجات
وراحت الخمرة اللزجة تؤرقني

وريش النعامة، المائل على قبعتها
يهتز في دماغي
وعيون زرقاء من دون قاع
تزهر على شاطئ بعيد

في روحي يوجد كنز
عُهٍِِِدَ بمفتاحه بي فقط
أنت على حق أيها المسخ المخمور
أنا اعرف:إن الحقيقة في الخمرة


24 ابريل 1906 . اوزيركي . ( منطقة بيوت ريفية في ضواحي بطرسبورغ كانت مشهورة في 70 و 80 القرن 19 ولكن انحسر الإقبال عليها في بداية القرن العشرين)


*"الحقيقية في الخمرة"



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمصلحة من اختطاف الدبلوماسيين الروس ببغداد؟
- روسيا تقترب من المياه الدافئة
- على انقاض الوطن العراقي
- روسيا للتخفيف من الرد على اعلان طهران النووي
- حليقو الرؤوس في روسيا: جيل على انقاض الامبراطورية السوفياتية
- وجوه من الادب الروسي الحديث جدا.تتيانا تولستايا وشفافية العب ...
- حوار مع صديق روسي حول العراق 2
- حوار مع صديق روسي حول العراق
- معوقات الديمقراطية في العراق
- موت ميلوسيفتش كقضية حضارية
- طبول الحرب تقرع في ساحة الاتحاد السوفياتي السابق
- المسلمة والهروب من الحرية
- دعوة حماس والسياسة الخارجية الروسية الجديدة
- العراق على مفترق الطرق
- حول- انتحار موسكو- لدعوتها حماس
- بين اجتثاث البعث وادانة الانظمة الشيوعية
- الملف النووي الايراني ورهانات الدبلوماسية الروسية
- هل سيتحسر العرب على شارون؟
- رحلة تابينبة لجيكور السياب
- العرب ومجابهة التحدي النووي


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فالح الحمراني - الكسندر بلوك وقصيدته -الغريبة