أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - روسيا تقترب من المياه الدافئة














المزيد.....

روسيا تقترب من المياه الدافئة


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقول روسيا ان هناك وشائجا كثيرة تربطها بمنطقة الخليج العربي، وان لها بالمنطقة علاقات تاريخية عريقة. فعلاقاتها بالمملكة العربية السعودية تعود الى ثمانين عاما، وكانت قد سارعت لاقامة علاقات دبلوماسية مع الرياض مع بداية ظهور المملكة كدولة مستقلة وذات سيادة ووفقا للمؤرخين الروس فان وصول نذير تيورياقولوف اول سفير روسي للرياض في نهاية عام 1927 ساعد على انفلات النظام السعودي الفتي من دساس لندن التي كانت في اوج جبروتها انذاك وحرص الملك عبد العزيز ال سعود على ايجاد المعادلة لاستعادة ميزان القوى بمساعدة موسكو من حين الى اخر. وذهبت سفنها في رحلة تاريخية للكويت في بداية القرن العشرين بطلب من القيادة الكويتية حينذاك من اجل ان تكون عامل وقوة جديدة في المنطقة لتوازن القوى التي تكالبت على الطرق والمنافذ البحرية والثروات الطبيعية والمنطقة الاستراتيجية. وهبت روسيا بقرار من القيصر لنجدة الامارة الفتية. ومن ذلك الزمن ساد التصور عن ان روسيا تهفو وتحلم بالاقتراب من المياه الدافئة. مياه الخليج العربي. وانها تدور حول المياه. وتنظر روسيا من دون شك الى الخليج من وجهة نظر جيو ـ سياسية، فالمنطقة تقع على قاب قوسين او ادنى من اراضيها، وهذا يوفر ايضا امكانية ممتازة لاقامة علاقات اقتصادية مختلفة الاشكال معها. ومنذ ان دخلت بريطانيا ومن ثم امريكا وعيون موسكو على المياه الدافئة.وقد اضحى الشرق الاوسط برمته بعد مرحلة الحرب العالمية الثانية مسرحا للتنافس بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وارتبط منذ منتصف خمسينات القرن الماضي بعجلة الصراع الذي دار في مناطق اخرى من العالم ذات اهمية حيوية لكلا الجانبين.
بيد ان الازمان تغيرت الان وما لم يمكن تحقيقه في الماضي بالقوة يمكن تحقيقه الان بالعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الهادئة والاخذ بنظر الاعتبار مصالح الاخر، ولم يعد للجغرافية اهمية كبيرة في تحقيق التاريخ. وباتت الدول الذكية ترفض وضع الرهان على معسكر واحد في سياستها او تصريف او شراء حاجاتها من سوق واحد. السياسية لاتقبل المجاملة، لانها قائمة على المصالح. وتغيرت ذهنية الدبلوماسية الروسية حتى الزاوية 180 ولم تعد ذات اتجاه واحد بل تعتمد الخيارات الممكنة. واتاح ذلك لها ان تكون ضيف مقبول في دول الخليج دون اية حساسات او تداعيات ماضي. وهذا ما تكشف عنه نتائج الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف للمنطقة. الروس يقولون ان العرب بحاجة لروسيا اليوم في المنطقة. ربما عن وعي او عن غير وعي. الان يقترب الروس من المياه الدافئة دون مواجهات ولا مخاوف يضعون الخطوة تلو الاخرى. الاسلحة الروسية تعرض في معرض الاسلحة في ابو ظبي سنويا ولدى معظم دول الخليج نماذج منها حتى المملكة تنظر في اقتناءها ودخلت الاستثمارات بلدان المنطقة ناهيك عن البزنس المتوسط وظهور مناطق سكنية ومحلات تجارية روسية كاملة في دولة الامارات العربية، وحتى الروسية كلغة باتت مطلوبة هناك. هناك قواسم كثيرة بين العرب والروس. ومواقف موسكو من كافة القضايا الساخنة العربية تتطابق او قريبة من مواقف العرب انفسهم، اضافة الى ان روسيا تدرك اهمية العثور على لغة مشتركة مع العالم الاسلامي في المرحلة التاريخية الحاضرة التي يمر بها العالم، فانضمت عضوا مراقبا لمنظمة المؤتمر الاسلامي وبعثت بمراقب لها في جامعة الدول العربية. ورفضت الحرب في افغانستان وفي العراق وبعثت بقوة حفظ سلام للسودان وبادرت بارسال مساعدات للفلسطينيين( رغم حاجة المناطق الروسية الفقيرة الماسة لها) وتدعو للمحادثات مع حماس، ونالت سياستها في مواجهة الحركة الانفصالية المسلحة في الشيشان تفهم الدول المسلمة، فربحت موسكو جبهة هامة في المعركة المصيرية.
وعلى خلفية الاجواء المتوترة التي تسود المنطقة العربية من الخليج الى الاراضي الفلسطينية انطلق صوت روسيا والمملكة العربية السعودية والكويت خلال المباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور المنطقة، متوازنا وهادئا للتذكير بخطورة حسم القضايا والخلافات الدولية باسلوب التهديد والقصف الصاروخي والاحتلال او بالعقوبات الاقتصادية.
ومن جملة ما لفتت اليه الصحافة الروسية وهي تراقب نتائج الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في منطقة الخليج العربي قول وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مؤتمره الصحفي المشترك مع لافروف " انني لااتذكر ان العقوبات اسفرت في يوم ما عن نتائج".
وتنم التصريحات والقراءات لنتائج زيارة لافروف للمملكة مؤخراعن وجود ارتياح بالغ لدى الدبلوماسية الروسية لنهج الرياض ولمواقفها من القضايا الإقليمية والشئون الدولية. وذهبت قراءات روسية الى ان " العرب يتلمسون بان موقف موسكو اقرب لهم من مواقف واشنطن في معالجة الشئون الدولية".
وهناك اجماع روسي /عربي على تجنب استخدام العنف في المنطقة التي هي اصلا منطقة يسودها التوتر، فالطرفان يرفضان استخدام القوة او العقوبات الاقتصادية ضد ايران كأسلوب لحل أزمة البرنامج النووي. وهناك اتفاق على ان لايسمح ايران امتلاك اسلحة نووية، ومن هنا اثارت الرياض مع الوزير الروسي ضرورة ان تناقش في هذه الاطار امتلاك اسرائيل للاسلحة النووية. ونقلت وسائل اعلام روسية عن لافروف انطباعه " ان العرب يتحاشون الخطوات الحادة"وانهم " لايهتدون باستحقاقات سياسية آنية بل بآفاق استراتيجية بعيدة الاجل".اضافة الى انهم لايؤمنون بصدام الحضارات ويدعون مثل روسيا الى حوار الحضارات والاديان واقامة عالم متعدد الاقطاب.
العرب يمكن ان يكونوا اصدقاء لامريكا، ولكن هذا لايجب ان يمنعهم في البحث عن صداقات وتحالفات اخرى في دنيا الله الواسعة، من اجل الذود عن مصالحهم الوطنية والقومية/ الاقليمية ولتوازن القوى لصالحهم ولتكن روسيا احد تلك الاطراف. هذا هو منطق السياسة والتاريخ.
* اعلامي من العراق يقيم في موسكو



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على انقاض الوطن العراقي
- روسيا للتخفيف من الرد على اعلان طهران النووي
- حليقو الرؤوس في روسيا: جيل على انقاض الامبراطورية السوفياتية
- وجوه من الادب الروسي الحديث جدا.تتيانا تولستايا وشفافية العب ...
- حوار مع صديق روسي حول العراق 2
- حوار مع صديق روسي حول العراق
- معوقات الديمقراطية في العراق
- موت ميلوسيفتش كقضية حضارية
- طبول الحرب تقرع في ساحة الاتحاد السوفياتي السابق
- المسلمة والهروب من الحرية
- دعوة حماس والسياسة الخارجية الروسية الجديدة
- العراق على مفترق الطرق
- حول- انتحار موسكو- لدعوتها حماس
- بين اجتثاث البعث وادانة الانظمة الشيوعية
- الملف النووي الايراني ورهانات الدبلوماسية الروسية
- هل سيتحسر العرب على شارون؟
- رحلة تابينبة لجيكور السياب
- العرب ومجابهة التحدي النووي
- ليلة انهيار الاتحاد السوفياتي
- التمرين الكبير نحو الديمقراطية في العراق


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - روسيا تقترب من المياه الدافئة