أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الذكاء الصناعي الى اين؟ مناضرة فكرية















المزيد.....

الذكاء الصناعي الى اين؟ مناضرة فكرية


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7705 - 2023 / 8 / 16 - 19:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في بداية رحلة الانسان في الحياة على الأرض كان الراي والقرار للأقوى، فمن كان قويا جدا ويملك جسما ضخما وعضلات قوية دون عقل، كان يحكم البلدة الذي يعيش فيه ويتحكم بالناس كما كان الاشقياء او الفتوة يتحكمون في الاحياء الشعبية بداية القرن الماضي والقرن السابق له. كانت الحياة قديما بسيطة وكانت الصناعات بدائية واغلبها يدوية توفر المستلزمات اللازمة لحرث الارض وعمل الحدوات للبغال والحصن، تطورت الصناعات في العالم بشكل قفزات مضطردة فعظم الانسان في كل مرحلة من مراحل حياته على الأرض دور العقل وخفض من قيمة العضلات الى ان أصبح الراي والقرار للأقوى صناعيا في مجال التدمير البشري والقضاء على المتنافسين وعاملا اساسيا في حكم البلاد والعباد بل البلدان والبشر، فمن كان يملك تلك الضخامة والعضلات سابقا أصبح لا ينفع الا للحمالة مثل اي روبوت خدمي. التكنولوجيا في عصرنا ساوت بين الرجل والمرأة، ان عصر القوة والعضلات انتهت، واصبحت الامور تدرك وتقاس بقوة العقل والذكاء والفكر. الفكر يمكن ان نزرعه في الماكنة الى حد ما ولكن الماكنة لا يمكنها ان تتغلغل الى اعماق الشعور. المشكلة حين نوظف هذه التكنلوجيا المتطورة لتدمير الانسان او ما يطلق عليه بالبلطجة الالكترونية التي تدمر المجتمعات وتتمكن من ازالة مدنا بضغطة زر. ان صناعة روبوتات تحارب عوضا عن الانسان والتطور الهائل في صناعة الطائرات المسيرة، شيء مرعب حقا، حيث يحل التكنلوجيا اليوم محل الشقي قديما مع الفارق التدميري. ان لم توظف التكنولوجيا في الاجيال القادمة لخير البشر وتوسيع فضاء سعادته وعافيته لن تكون صالحة بل تكون وبالا على البشرية. نحن في هذه الحياة ليس للعيش فحسب بل لنكون بشرا بمعنى الانسانية الصادقة التي تعلم اسلوب رفع درجة الوعي الى مراتب عليا وتقدس القيم الانسانية.
السؤال الان هل يستطيع الانسان ان يغير مصيره في هذه الحياة؟ او تغيير ما يؤثر على مستقبله؟ إن ما نسميه بتغيير المصير هو ارادة الوعي او اللاوعي، فمثلا إذا تمكنت من تحريك يدك بوعي فإنك تستطيع تحريكها أيضا بدون وعي. لكن تغييرالمصير هو ان تستطيع رسم المستقبل بوعيك . ان تغيير المصير او رسم الهدف انما هو كم من التراكمات في اللاوعي يأخذ الشكل الذي تريده انت . اهداف البشرمتباينة ، والا لما حصل هذا التنوع في حياتنا ، فلكل واحد هدف ومصير يصنعه بيده بوعي او بلا وعي. الانسان الالي الذكي سيرتقي تباعا ويصل الى قدرة الانسان الصانع له. مشكلة الانسان الآلي الذي يُصنع حاليا بشكل قط ذكي او قرد ايظا سيترقى ولكن المشكلة اين سيصل بذاكرته؟ اي ان القطط والكلاب ستفهم انها ليست قطط وكلاب لأننا نبرمجه كما نريد ولا نعلم بما يشعره القطة او الكلب (برمجته البيولوجية)، فكيف سينظر لنا الكلب الذي سيتطور بهذه الطريقة؟ لذلك يفترض ان نزرع فيه شريحة الكترونية للانتحار فور تخطيه مستوى تطور معين من العدائية، ولكن المشكلة هي في تمكنه من الغاء عمل هذه الشريحة!! إذا وضعت الدب في غابة فانه سيتدبر امره ويبحث عن غذاءه ويبحث عن مكان يأوي اليه صغاره، اما إذا وضعت روبوت دب في الغابة فانه سيضيع، فامامنا عقود من الزمن لبرمجة الدب الالي لمجابهة هكذا حالات ليلد ويكون اولاده اذكى منه!
الانسان يجهل معرفة نفسه، فهل بالإمكان استدراك معرفة النفس؟ الانسان يتعصب، يحب، يتأثر، يخاف. خياله للمستقبل يملأ كل حياته كالحصول على وظيفة، او يتميز في الفكر والذكاء ومعرفة الاخرين، التعبير، تقييم المعتقدات، الخبرة، اسلوب التفكير.. ان ذلك حياتنا بكل مسراتها واحزانها وتعاستها ومشاكلها ... لندخل في الحياة قليلا، السؤال هنا ماذا نفعل امام التعاسة والحزن؟ هل نقودهما او ندعه ليقودنا؟
في حياتنا اشياء نعرف بها أنفسنا مثل الحزن، الخوف، الاحساس بعدم الامان.. كيف نكشف عن حركة الخوف المخفي والظاهر داخل أنفسنا؟ وكيف نكشف عن مصادر السعادة والجنس في حياتنا؟ كيف نتعرف على احزاننا واحزان الاخرين؟ كيف نتعرف على معنى الموت؟ ان كل هذه الاسئلة هو حياتنا باختصار. الفكر يصنع كل ذلك، يتبنى شيئا انتهى، يتذكره ثم يتمتع ويسعد به ويمضي به قدما الى المستقبل مع هذه المرافقات. هل ان كل ذلك هو جزء من عاداتنا وعرفنا وصفاتنا؟ لماذا نلهث وراء السعادة؟ هل السعادة تزيد من عزلتنا؟ هل السعادة تشكل الشخصية لان كل سعادة هي شخصية، في ادامته تعطيه الاهمية والاستقلالية.
لماذا المعاناة النفسية كالأحزان حين تفقد مرافقات حياتك؟ هل الحزن نظرة انانية للحياة؟ فموت غريب لا يؤثر فيك كموت قريب.. فالحزن موجود طالما النفس هنا، لهذه العبارة تتهرب من الحزن. الموت حالة محيرة في حياتنا، فما هي الاجابة الغريزية لهذه الكلمة، والواقع ما هو الموت؟ الموت هو نهاية، نهاية بالتطوع ولا يمكنك التفاوض معه، انه النهاية، تنهي الملصق بك، ينتهي عاداتك، اعتقاداتك، افكارك، جميع تصرفاتك، وكل ما في ذهنك من معرفة تنتهي بهذه النهاية. الموت هو خارج الزمن. العيش خارج الزمن هو الموت والعقل هو الغموض.
اليوم يصنع الانسان الروبوت، حين يلد هذ الروبوت، يكون غير مقيدا بالزمن، ومرافقاته يعتمد على تصميم برمجتة وفق خوارزمية انسان واع، لايمكن ازالة الخوف عنه اذا اريد له البقاء والامان. ولكن يمكن تقليل تأثير هذا الخوف، تتمكن من ذلك بمعرفة الاستجابة لهذه الكلمة التي تسميها الخوف، اي بالفعل الذي خوفك في الماضي حين تعرضت له. الخوف يظهر حين تدركه، وعملية الادراك او التمييز يجعل الذهن غير مستقر دائما اي منشغل على الدوام. إذا تمكنت من ملاحظة الخوف عند ظهوره، يظهر لديك عاملان او عنصران، الاول قدرة تمييزك للخوف عن نفسك، وبذلك تتمكن من مطاردته ثم السيطرة عليه واحتوائه. في هذه العملية انقسام طرف فيه انت والطرف الاخر هو الخوف. إذا لاحظت بانك انت الخوف ولا يوجد ما يميزك عنه، أي ان الفكرة نابعة من ذاتك، اذن في هذه الحالة لا فرق بين الذي يلاحظ في ذاتك وبين فكرة الخوف، وهذا هو الوهم الحقيقي وهذه لعبة العقل، فكلما تمكنت من تمييز الخوف باستنباطها من الذاكرة وتمييزها من العرف المسمى والمحفوظ في الذاكرة أيضا كأن يقول لك العرف ابتعد عنه او تجنبه او افعل شيئاً ضده، اي ان العرف يدلك على الطريقة التي تتخلص بوساطتها من الخوف وتتحرر منه. ان رقي الادراك والوعي لدى المصنع المصمم للروبوت، يعكس جودة البرمجة الخوارزمية للروبوت، اخذا في الاعتبار العوامل الرئيسة للخوف تلك التي تؤمن له البقاء والامن. وحين تكون مرافقاتك محددة بتلك العوامل وتحديثها يعتمد على فاعلية تلك العوامل والقوى المؤثرة فيها، فلا حاجة لموت الروبوت ولا حاجة له للتوالد او لمرافقات تأتي له بالأحزان...



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسودة قانون النفط والغاز العراقي تحمي المصالح الاجنبية
- الانسان ذلك المخلوق العجيب بين الوهم والحقيقة!
- تأمل في خوارزمية ذاكرة الانسان
- انين حزنٍ مسافر
- اليات تنفيذ العقود الحكومية وغطاؤها القانوني والاداري
- رحلة في الدهر
- نظرة الى الادوية من كوة النفس
- متى ندرك الإنسانية السعيدة ونضع نهاية للصراع الفكري؟
- متى نضع نهاية للصراع الفكري؟
- سفر الحزن والالم اصالة
- للألم حكاية
- حوار مع النفس
- خواطر سياسية تاريخية متفرقة
- واقع الأعياد والبلاد
- الانسان ومسيرة الحياة والزمان
- تصرف الانسان اللا مدروس سينهي وجودنا على الارض
- مسيرة الحياة بكل سطوتها
- هذيان اللاوعي
- رحلة من الذاكرة
- حكم الشعب ام حكم النخبة؟ / الجزء الثاني


المزيد.....




- نقوش غامضة على بوابة قلعة في إنجلترا.. ماذا وجد الباحثون؟
- أوشاكوف يصف مباحثات بوتين وشي جين بينغ بالناجحة
- قوات الدعم السريع في السودان تؤكد استعدادها فتح مسارات آمنة ...
- شاهد: مقتل 50 على الأقل وفقدان عشرات الأشخاص جراء فيضانات قو ...
- شاهد: الدفاع الروسية تعرض لقطات لقواتها وهي تدمر ست طائرات أ ...
- ليبيا.. المستشفيات في حالة تأهب و-الهلال الأحمر- يدعو لهدنة ...
- موقع: تسينتولا يعترف أمام المحكمة بذنبه بمحاولة اغتيال رئيس ...
- مراسلتنا: غارة إسرائيلية تستهدف سيارة قرب الحدود بين لبنان و ...
- وزيرة الصحة السلوفاكية توضح حالة رئيس الوزراء
- فولودين يعلق على قرار الاتحاد الأوروبي بحظر عمل وسائل إعلام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الذكاء الصناعي الى اين؟ مناضرة فكرية