أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رياض اسماعيل - متى ندرك الإنسانية السعيدة ونضع نهاية للصراع الفكري؟














المزيد.....

متى ندرك الإنسانية السعيدة ونضع نهاية للصراع الفكري؟


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7625 - 2023 / 5 / 28 - 14:24
المحور: حقوق الانسان
    


الغالبية مخدوعة بعبارة (ما هذا وما ذاك؟)، المقارنة ليست صائبة بل وهم وخداع للنفس، المعرفة خدعة تأتي من اختراع الفكرة او العبارة ومن ثم الإجابة عليها بمثالية الحالة، يبتدعها العقل البشري، لتأتي نتاج تلك الأفكار متهيئة للفعل. فالفكر يضع الأمور العقلانية والمثالية كإجابة لهكذا أسئلة ووفق ذلك يتصرف الانسان. النزاع الفكري يبدأ من فكرة ماهية الحالة وما المفترض ان تكون عليها، وفي هذا الصراع المقارن، نقتبس الشيء الأعظم من العصاب. ففي الادب والفنون الجميلة نقارن الفكرة نتيجة صراع الحالة مع ما يفترض ان تكون عليها مثاليا وفق المعايير الاجتماعية. وفي الأديان صراع دائم للحالات الاجتماعية السائدة مع الأسس المثالية المفروض ان تكون مبنية عليها كل حالة. في هكذا مقارنة تختفي الانتباه الى خوارزمية الطبيعة، السماء والجبال والانهار والألوان وغيرها مما يحيط بها الانسان، وفي الانتباه تُدحض الكثير من الأفكار للبحث عن البراهين وليس بصقل الفكرة باتجاه بعيد عن المألوف المتوارث، تلك المقيدة بزمن عصرٍ لم يعد قائما، فتتغير الألوان وتفاسير وجود مكونات الطبيعة. اخترعنا عبارة الله، الجنة، الجهنم، وهكذا .. فأفعالنا مستندة اذن على الفكرة والتقرب نحو الفكرة هو الفعل. انا مخدوع بعبارة (ماذا وما هذا) فالفكر يضع الامور العقلانية والمثالية كأفكار للإجابة على هذا السؤال، ووفق هذه الافكار يعيش، وتأتي وفقها الافعال.
الانتباه لعبارة ما هذا، يقودك للبناء البراغماتي بدون الهروب الى المثاليات المتوارثة، وهنا يكمن أسى المتنور وحزنه الدائم، لان ذلك بداية التعقل. في نهاية الأسف يبدأ الفهم الصحيح الواعي، لنكون أحرارا متبصرين. بدون تلك الحرية لا يمكن للإنسان ان يتبصر، عندما تلاحظ بعمق عبارة (ما هذا)، ينتهي ويختفي الصراع بين النفس المراقب والفكرة الملاحظة (ما هذا).. وطالما بقي الصراع فلن نكون أحرارا في فضاء النفس واللاوعي.
ان المراقب يستمد المعلومة من الذاكرة، ذاكرة الاحداث، سواء اليوم او قبل سنوات، هذا المركز هو مركز تراكم المعلومات وهذا المركز هو دائما في الماضي. هذا المركز هو ذاكرة الاحداث في الماضي يتوسع مع الزمن، فهل بالإمكان النظر الى المركز بدون زمن؟! نحن نخلق عبارة ما هذا، كيف تصبح تلك العبارة الحقيقة المطلقة؟ في (الانتباه) لا يوجد زمن فهو ليس نتيجة الأفكار.. الفكر يخلق اموراً مثل الكتابات على جدران الجوامع والصور على جدران الكنائس وكذلك الرموز والطقوس ويقوم فيما بعد بتقديسها وهي من بناة افكاره (صور عقلية). الصور التي يكونه العقل او الفكر هي التي تخلق العبادة والرموز، فلماذا نخلق الرموز؟ هل بسبب الكتب التي جاءت بها الأديان؟ لماذا احتاج الى وسيط مع الخالق؟ الانسان يعاني منذ الاف السنين، ولم يتمكن الوسطاء منذ تلك الالاف من السنين معالجة تلك المعاناة.. كل شيء نخلقه بالفكر ونُكَون صور عنها في عقولنا ... الفكر يظن بان الشيء الذي خلقه هو مقدس! يا لسخرية الفكر...
يجب ان نفهم أنفسنا اولا والاخرين ثم البحث عن الاسرار.. وليس قبل ذلك اي بالتسليم المطلق بان هناك من يحاسبك في السماء! إذا اردت ان تعرف الغيب ابدأ بنفسك بعد ان تحرر نفسك من الغيرة والحسد والحقد والانانية. ان داخلك يعرف نفسه معرفة تامة بدون معلم او حاجة للغيب. المرشدون كثيرون من حولنا، ما هو قيمة كل ذلك! منذ بداية التاريخ البشري يخدع البشر بعضهم البعض، بأن يعطيك قيمة انت لم تدركها!!اين عقلك السليم؟ ما هو العقل الطاهر، المقدس؟ هل لدينا عقول سليمة ام مجرد صور وافكار؟ الفكر اللامنتمي غير المرتبط بالآراء؟ إنك إذا مررت بكل المعاناة والعذاب والسعادة بعمق في داخلك، سيكون عقلك سليماً. نحن تثقفنا ان نكون متخاصمين مع أنفسنا ثم مع بعضنا الاخر..
والاخلاق ثمرة معتقدات الشعوب، ولكل شعب من شعوب الأرض معتقدات اجتماعية ودينية، وثمرتها تظهر في اخلاق الافراد، تأمل كل ذلك..
جهاز مناعة الانسان يتآكل بالحقد والكراهية، وتسمم بدننا. ولد الانسان مع حليب امه، ولم يكن مدججا بالأسلحة! ان الاطفال يضحكون مع بعضهم الاخر ببراءة، ضحكاتهم تنبع من القلب، وكلما كبروا تتحول الضحكة الى تصنع ويزدادون حقدا وكرها ليخلقوا حياة مصطنعة، حيث تبرز الإقليمية في نفوسهم، فهذا بيتي، وهذه قوميتي، وجغرافيتي، مُلكي، ثم تبدأ المعاناة والنزاعات، فليتنا لم نكبر، وليتنا بقينا ببراءة الطفولة وقلبها الصاف! الاسلحة تدمرنا، فكيف نسمح لها ان تدمر حياة البشرية، نريد حياة سعيدة ملئها العواطف النبيلة، فنحن سواسية، لنا جميعا عقل وقلب وعواطف، بإمكان كل واحد المساهمة في بناء انسانية سعيدة. فالله هو الحب، والانسان بطبيعته عاطفي، حيوان عاطفي. لاحظ طفلا في عمر ستة أشهر يشاهد طفلا يرفع كرة لطفل اخر الى الاعلى منه والاخر يستلم الكرة برحابة ومرح، يبتسم بل يضحك الطفل ذي الستة أشهر لهذا المنظر، ولكن إذا الطفل في الاعلى دفع الكرة بشراسة الى الاخر وبعنف، يتغير سلوك الطفل ذي الستة أشهر الى حالة ضجر وبكاء. هذا هو الاصالة في الانسان انها العاطفة.
استعمرتنا الأديان، بل اغتصبت البشرية زمنا، ولا يزال شيوخ تلك الأديان تضمد جراح ادبار البشر الى يومنا! كذلك فعلت المدارس واستعمرتنا، متى نتحرر من هذه القيود؟ الغرب استعمرنا اقتصاديا وفكريا، الرجل الأبيض استعمر الرجل الأسود، في قمة التمييز العنصري.. الكل تريد الهيمنة، أهذا نتاج ما توصلت اليها الثقافة الإنسانية؟
حين جئنا للحياة من رحم امهاتنا وبقينا أحياء بحليب امهاتنا وعشنا بحنانها واول شيء تعلمناه هو الحنان والشفقة.. ثم كلما كبرنا تعلمنا المنافسة والكراهية، كل من يظهر الشفقة فهو متربي عليه ومعرف به، ولكن الحياة يجعلنا ان نبتعد شيئا فشيئا من الشفقة.. وهكذا لن نكون بمأمن من الخوف والحقد والكراهية التي تحطم نظام مناعتنا. الحيوان يلحس طلبا للشفقة من صاحبه متعاطفا معه.. ليتنا نتعلم ذلك من الكلب، الشفقة ليست دينا بل مقياس انساني للبشرية جمعاء.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نضع نهاية للصراع الفكري؟
- سفر الحزن والالم اصالة
- للألم حكاية
- حوار مع النفس
- خواطر سياسية تاريخية متفرقة
- واقع الأعياد والبلاد
- الانسان ومسيرة الحياة والزمان
- تصرف الانسان اللا مدروس سينهي وجودنا على الارض
- مسيرة الحياة بكل سطوتها
- هذيان اللاوعي
- رحلة من الذاكرة
- حكم الشعب ام حكم النخبة؟ / الجزء الثاني
- مفهوم التوافقية سلاح في خاصرة السيادة العراقية
- تبا للمستحيل وعاش المجاهدون..
- تأملات في خوارزمية الوجود
- ضرورة اصلاح النظام القضائي ليعاصر زمننا
- نظرية المؤامرة باتت حقيقة في ظل الوقائع
- أزمة الكهرباء المستعصية في العراق
- حرية الفكر بحاجة الى تشريع
- متى تأتي اليقظة الفكرية


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رياض اسماعيل - متى ندرك الإنسانية السعيدة ونضع نهاية للصراع الفكري؟