أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد رياض اسماعيل - تبا للمستحيل وعاش المجاهدون..














المزيد.....

تبا للمستحيل وعاش المجاهدون..


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 20:47
المحور: كتابات ساخرة
    


في نهاية السبعينات ظهرت حملة دعائية لتمجيد دور الكوادر العلمية والعملية الوطنية بكل اصنافها المبدعة والتفاخر بإنجازاتهم لكونهم سليلو الحضارات العظيمة لهذا البلد، ويبدو بان تلك الدعاية جاءت لشحذ الهمم والقدرات للتعويض عن العمالة والكفاءات الاجنبية المستقدم في شتى المجالات، على خلفية التهيؤ للحرب العراقية- الإيرانية التي كانت تخطط لها.. ويحكى بان أحد المقاولين العراقيين كان قد قدم عطاؤه لمناقصة صبغ برج ارسال محطة التلفزيون العملاق الذي يبلغ طوله أكثر من مائة متر، وكان كلفة عطاؤه ثلاثة الاف دينار عراقي في مدة شهر، اي ما يعادل تسعة الاف دولار في حينه، علما كانت اقل العطاءات في المناقصة لشركة يابانية كانت تعمل في العراق، بمبلغ سبعون ألف دولار ويُنجز في مدة شهرين.. ولكون عطاء المقاول العراقي اقل بكثير من الكلفة التخمينية فقد اهملت بموجب القانون وتعليمات المقاولات الرسمية، وارسي الى الشركة اليابانية.. اشتكى المقاول العراقي لدى فرقته الحزبية التي رفعت الطلب لقيادة الفرع ومنها على الفور الى أكبر جهة ادارية في المحافظة الا وهو المحافظ. واستقبله المحافظ واستمع الى طلبه الذي يتلخص بإحساسه بالمظلومية لكون عطاؤه مشجعا ومميزا، واستطرد المقاول في مديح الحزب والمحافظ وتعظيم دور الرئيس القائد وتشجيعه للقدرات الخلاقة للكوادر العراقية في شتى المجالات التي عَرقَت المنشآت الاجنبية وساندت الدولة في نجاح قرار التأميم وغيرها من الشواهد الماثلة امام العين.. ارتبك المحافظ امام هكذا عبارات قوية، فإن لم يأخذ بها يكون عرضة لتقرير حزبي ينهي به حياته الوظيفية، ناهيك عن شعوره بالزهو للعبارات التي سمعها منه في مديحه، لذلك امر باستدعاء مدير التلفزيون على الفور واستمع اليه، وأفاد المدير بأن عطاء المقاول ينم على عدم تخصصه في نمط هذا العمل وعدم معرفته لتفاصيله او سوء تقدير، وان الإحالة تمت بشكل سليم ومتوافقة مع شروط وتعليمات المقاولات الانشائية التي اقرها القانون المدني العراقي.. ثم وجه المحافظ لإحالة المناقصة على المقاول العراقي، كونه صاحب اقل كلفة معروضة بين العطاءات وغض النظر عن البون الشاسع بين الكلفة التخمينية وعطاء المقاول، حاثا المدير على تشجيع الكادر العراقي وفق (التوجيهات المركزية)، مشيدا بقدرات العراقيين الخلاقة وسَوَقَ الامثلة على ذلك ومنها مبادرة هذا المقاول واعتبرها تضحية لبلاده لتوفيره ٦١ ألف دولار، وانجازه للعمل خلال شهر واحد فقط، وتبا للمستحيل وعاش المجاهدين وعاشت القيادة..
وفعلا كان للمقاول ما اراد.. فأحيلت المناقصة اليه، وفي خلال مدة العطاء وبعد انقضاء المدة، تم انذار المقاول عدة مرات لتلكؤه في العمل، بل لم يباشر كما ينبغي فيما عدا ايداعه بعض قناني الاصباغ والفرشات في استعلامات المحطة!! لم يأبه المقاول بتلك الإنذارات ولم يبالي.. توجه مدير التلفزيون الى المحافظ وسرد له الحال، فاستدعى المحافظ ذلك المقاول على الفور.. جاء المقاول واستمع للمحافظ ومدير التلفزيون، واجاب قائلا" سيدي والله لو كان اسمي (جوني) لَهَيئت ادارة التلفزيون الموقع وسلمته لنا لنكمل العمل الا انها (أي إدارة التلفزيون) متلكئة في ذلك منذ شهرين! لمجرد رغبتها في تعجيزي عن اتمام مهمتي المقدسة في المدة القياسية التي تحديتهم بها، وبسبب (تعاطفهم) مع الاجنبي الذي استبعدته سيادتكم من الاحالة". التفت المحافظ الى مدير التلفزيون ممتعضا، وطلب المدير(المرتبك) من المقاول توضيح مبرراته، لان الموقع معروف وبإمكانه المباشرة فوراً! وأجاب المقاول " استاذي الى الان لم تطرحوا البرج ارضاً لاستمكاني من صبغه (غير تنيموه)!! فأطلق المحافظ ضحكة قوية، قائلا (لو تمكنوا من طرح البرج ارضا لما احتاجوا لإعلان المقاولة أصلا، "ولك انت تريد تكلي البيض بالضرا..."). وامر بحجز المقاول شهرين في موقع العمل، واحالة العمل على المقاول الياباني الذي بدأ على الفور بإرسال المعدات اللازمة لتنفيذ المشروع، الذي أكمل في غضون شهرين، وأصبحت جاهزة مع إطلاق سراح المقاول من الحجز..



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في خوارزمية الوجود
- ضرورة اصلاح النظام القضائي ليعاصر زمننا
- نظرية المؤامرة باتت حقيقة في ظل الوقائع
- أزمة الكهرباء المستعصية في العراق
- حرية الفكر بحاجة الى تشريع
- متى تأتي اليقظة الفكرية
- التربية والتعليم / الجزء الثالث والاخير
- التربية والتعليم / الجزء الثاني
- التربية والتعليم في العراق/ الجزء الاول
- في الاقتصاد النفطي العراقي وتدهور العملة العراقية
- وضوح الرؤى والتقويم
- متى ستعود!
- أمريكا على عتبة قرار الحرب العالمية الثالثة
- مواقف من الذاكرة الشخصية
- تطور الاقتصاد السياسي في ظل تطور وعي الشعوب
- هلوسة متمرد..
- شكرا لك رحيق العمر والفؤاد
- امان مدفونة لرؤى شخصية/ التغيير ضرورة لمسايرة العصر..
- أفكار من رؤى شخصية/ مسيرة الانسان عبر الزمن..
- فهم النفس مظلة لتربية الاجيال


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد رياض اسماعيل - تبا للمستحيل وعاش المجاهدون..