روسيا تعلن حرب الخشب

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7702 - 2023 / 8 / 13 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



بوابة Dzen على ياندكس

5 أغسطس 2023

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *


بطريقة ما ، وبشكل غير متوقع تمامًا بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي ، أعلنت روسيا تدبيرًا انتقاميًا ضد العقوبات في مجال يحتل مكانًا مهمًا في الصناعة الغربية.

الحقيقة هي أنه في الاتحاد الأوروبي ، الذي يفرض عقوبات شيطانية على روسيا ، بدا أنهم كانوا يتجهون بجدية إلى التخلي عن كميات كبيرة السابقة من إمدادات أنواع مختلفة من الموارد الروسية ، على سبيل المثال ، النفط والغاز. وهذا القرار له تفسير معين.
بعد كل شيء ، لا تزال هناك خيارات لاستبدال عدد من الموارد من روسيا بإمدادات من دول أخرى ، وإن كانت باهظة الثمن. لكن الاتحاد الأوروبي لم يفرض عقوبات على واردات الأخشاب من روسيا. لماذا فجأة مثل هذا الاستثناء بعد احد عشرة حزمة من العقوبات القاسية؟

الحقيقة هي أنه من الصعب بالفعل العثور على بديل للخشب الرخيص من الاتحاد الروسي كما النفط والغاز على سبيل المثال. وفقًا للتقديرات الإحصائية ، تتواجد حوالي 20 ٪ من الغابات في الاتحاد الروسي.

ولكن بينما لم يرغب الاتحاد الأوروبي في تعقيد الموقف بالنسبة لاستيراد الخشب الروسي، فإن روسيا ، كرد على سياسة العقوبات ، قررت زيادة رسوم التصدير على الخشب بشكل حاد.

وقد تسبب هذا في احتجاج شديد وقلق قوي في الاتحاد الأوروبي ، لأنه سرعان ما تم الكشف عن عواقب هذا القرار على إقتصاد دول الإتحاد.

زيادة رسوم التصدير

بشكل عام ، يشير هذا الوضع إلى تغيير في سياسة روسيا.
في اي مجال؟ إذا كان من الشائع في وقت سابق أنه على الساحة الدولية ، عند حل القضايا المختلفة مع الدول الأخرى، غالبًا ما اتبعت روسيا الإتفاقات الدولية ، فإن هذا الوضع يتغير تدريجياً.

على نحو متزايد ، ترفض القيادة السياسية للاتحاد الروسي اتباع الوثائق والتوصيات الدولية ، معتمدين أكثر على مصالحها الخاصة.

مثال حديث للغاية هو الانسحاب من صفقة القمح. لكن الوضع فيما يتعلق برسوم التصدير على الأخشاب هو أيضًا مثال على ذلك. زاد الاتحاد الروسي حجم هذه الرسوم من 15٪ إلى 80٪.

ونتيجة لذلك ، ارتفعت تكلفة الأخشاب الموردة إلى الاتحاد الأوروبي بشكل حاد. بدأ سياسيو الاتحاد الأوروبي يشيرون إلى أنه وفقًا لقواعد منظمة التجارة العالمية (WTO) ، يجب ألا يتجاوز هذا 15٪. ولا يزال الاتحاد الروسي جزءًا من منظمة التجارة العالمية.
لكن في هذه الحالة لم يتغير القرار.


على الجانب الروسي ، أُعلن أن قواعد منظمة التجارة العالمية تعتبر استشارية. أي ، في هذه الحالة ، بدلاً من اتباع القواعد أو التوصيات الدولية ، يتم اتخاذ قرار يعتبر ضروريًا لمصالح الدولة.

سوف تدفعون بقدر ما نقول. لقد بدأت روسيا أخيرًا في الالتزام بمصالحها الخاصة ، وأوروبا مذعورة بالفعل ، وهم ليسوا سعداء بمثل هذه "الهدية". ليكن. كل شيء صحيح!

رد فعل الاتحاد الأوروبي

ما هي نتائج هذا القرار على اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي؟
هناك ظهرت أزمة في صناعة الأخشاب بسرعة كبيرة. بعد كل شيء ، أدى شراء الخشب الأكثر تكلفة إلى زيادة تكلفة السلع المصنعة. لذلك ، بدأوا في شراء كميات أقل.

وقد أدى ذلك إلى انخفاض أرباح شركات الصناعات الخشبية في الاتحاد الأوروبي. بدأت الخسائر وتسريح الموظفين.

الأمر المثير للاهتمام أيضًا هو أن عددًا كبيرًا من الآلات في هذه الشركات تم تصميمها خصيصًا لمعالجة الخشب من روسيا.
أيضا ، لذلك ، هناك مشكلة إضافية مع استبدالها بأخشاب من بلدان أخرى.

لكن الشركات الروسية المصدرة للأخشاب لم تواجه أي صعوبات في التجارة. لقد قاموا ببساطة بزيادة صادراتهم إلى دول أخرى ، على سبيل المثال ، إلى الإمارات العربية المتحدة وإلى العراق.

لذا فإن السياسيين الأوروبيين هم الآن إما يطالبون أو يحاولون التفاوض مع روسيا لتخفيض رسوم التصدير ، لكن القرار يبقى كما هو دون تغيير .

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل