أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - أوكرانيا تخسر اوديسا وساحلها على البحر الاسود















المزيد.....

أوكرانيا تخسر اوديسا وساحلها على البحر الاسود


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7686 - 2023 / 7 / 28 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



إيليا تيتوف
باحث في المدرسةِ العليا للإقتصاد

27 يوليو 2023

*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

احتوى رفض تمديد "مبادرة القمح عبر البحر الأسود" على الكثير من الحبكات الفرعية والخطوط المخفية.

لا يمكننا أن نحكم على وجه اليقين بشأن جميع شروط صفقة القمح - ما هو واضح هو أن معظم التفاصيل ظلت مغلقة أمام الجمهور ، وأن تمديد هذه الاتفاقيات بعد منتصف يوليو تموز كان مهمًا لشخص واحد فقط: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

كانت إعادة انتخابه في مايو / أيار الماضي مرتبطة بالتنفيذ الناجح لشروط الصفقة - ومن أجله تم تمديد "الصفقة" للمرة الأخيرة آنئذ .
ومع وجود عدد كبير من الأمور المجهولة ، من الصعب تحديد ما فقده الرئيس الماكر بالضبط ، ولكن بطريقة مسلية، تتناغم لعبته مع التطلعات البريطانية ، مما يجعلنا نتذكر حجم الدور الذي تلعبه مصالح لندن في السياسة التركية.

وهكذا ، في تلك الأيام التي كان مصير "المبادرة" فيها ما يزال لغزا ، بدأ أردوغان لعبة إعلامية . كما هو الحال غالبًا في شرقنا المعاصر ، لا بد أنه تصور نفسه سيدًا ماهرًا في المؤامرات الخفية ، لكن في الواقع بدا الأمر كله سخيفًا وغير معقول. قبل يومين من نهاية المدة ، أعلن أردوغان للصحافة أنه اتفق على تمديد الصفقة مع بوتين ، وسرعان ما نفت خدمة الكرملين الصحفية ذلك. حتى في ذلك الوقت ، أصبح من الواضح أنه إذا تم استخدام مثل هذه الحيل الكبيرة ، لا مجال لاخذ رئيس روسيا على حين غرة ، وبالتالي ، أصبح من المستحيل التوصل إلى اتفاق.

ما حدث بعد ذلك ، تعرفونه جيدا : تفجير جسر القرم للمرة الثانية ، قتل شخصان وتلقت ابنتهم إصابات بالغة ، وتلا ذلك رقصات شيطانية للغيلان الأوكرانية. وربط الكثيرون الهجوم بقرار روسيا عدم تجديد مشاركتها في "مبادرة البحر الأسود" ، لكن من غير المرجح أن يكون لها أي تأثير على خطوة الكرملين التي اتخذها منذ فترة طويلة.

في منتصف ليل 18 يوليو / تموز ، تم "تعليق" "المبادرة" – وهي عبارة "غريبة" ، كأنها تحاول عدم حرق الجسور - وفي نفس الليلة ، حلقت صواريخ روسية فوق أوديسا ونيكولاييف ، ووجهت أكبر ضربة منذ عام ، عندما تم إبرام الصفقة الصيف الماضي .
لقد حلل الخبراء العسكريون مرارًا وتكرارًا تلك الضربات الدقيقة على مستودعات الذخيرة التي تبعها دوي انفجار ثانوي (بررت كييف كل شيء على أنه قصف لمستودع للألعاب النارية) ، أو محاولات يائسة من الدفاع الجوي المحلي لإسقاط صواريخ روسية عالية السرعة - محاولات انتهت حتماً بـتضرر المباني السكنية وكاتدرائية اوديسا الشهيرة. ولكن العواقب السياسية للهجمات على أكبر الموانئ الأوكرانية هي أكثر إثارة للاهتمام من التفاصيل التقنية . وهنا نقترب أكثر من مصالح لندن المذكورة أعلاه.

أشار العدد الأخير من مجلة "زافترا" إلى وجود مناوشات بين الرئيس الأوكراني زيلينسكي ووزير الدفاع البريطاني "بن والاس". قال "بن" إنهم "قدموا القليل من الشكر" ، فأجاب فلاديمير أنهم "لم يقدموا لنا الكثير من الدعم". إلى هنا كان الامر يبدو أنه قد إنتهى: من خلال جهود الصحافة الكبيرة ، بدأت هيئة المقاتل من أجل الحرية والديمقراطية تفلت من زيلينسكي ، وأعلن "والاس" استقالته في الخريف.

لكن تلك القصة أخذت منعطفا غير متوقع. تم فصل الدبلوماسي الأوكراني فاديم بريستايكو ، سفير أوكرانيا في لندن. حدث هذا بسبب حقيقة أنه انتقد كلام رئيسه ضد "والاس". علاوة على ذلك ، لم ينتقده في الجوهر ، ولكن لأن زيلينسكي ، وفقًا لسفيره ، عرض الغسيل المتسخ خارج الكوخ: يقولون ، لا يمكنك أمام موسكو إظهار أي خلافات بين صفوف الحلفاء الغربيين.
فقد السفير "بريستايكو" وظيفته ، وهو ما كان يفعله بطريقة أو بأخرى طوال حياته المهنية تقريبًا – نجل فلاديمير بريستايكو ، الذي عمل رئيسًا لقسم التحقيقات في "الكي جي بي" في أوكرانيا السوفياتية ، أظهر مواهبه بالفعل في العشرينات من عمره كشخصية متطورة بشكل شامل ، ورجل حقيقي في عصر النهضة.
هنا لديه المشاركة في تأسيس أحد مزودي الإنترنت الرئيسيين في البلاد ، والدور في إنشاء شركة رئيسية للنشر على الإنترنت ، ومكانة عالية في الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية ، والتي كانت مسؤولة عن الجزء الغني من آسيا. ولكن بمجرد أن أولى فاديم اهتمامًا وثيقًا بأستراليا ، تم إلتقاط السياسي الأوكراني الواعد على الفور من قبل لندن. كانت روابطه مع بريطانيا هي التي دفعت "بريستايكو" إلى الصعود طوال حياته المهنية اللاحقة. شغل مناصب عليا في سفارتي اوكرانيا في كندا وأمريكا ، وكان مسؤول العلاقات مع الناتو ، في عام 2019 ترأس وزارة الخارجية الأوكرانية لمدة 7 أشهر ، وبعد ذلك ذهب للعيش في لندن صيف عام 2020 كسفير . كانت مجموعته الواسعة من العلاقات البريطانية هي التي عكست حماس "بوريس جونسون" غير المسبوق لدعم أوكرانيا.
باختصار ، شخص له سيرة ذاتية وأهمية مماثلة ، وحتى منصب سفير لدى دولة غربية رئيسية بالنسبةِ إلى كييف - هؤلاء الأشخاص لا يرمون على قارعة الطريق ولا يُطردون لقولهم كلمة عابرة.
ماذا جرى؟ هناك إغراء كبير للاستماع إلى الدعاية الوفيرة التي تفسر خطوات زيلينسكي مع جنون العظمة من الكوكايين أو الخوف من نهاية وشيكة . لكن دليلًا أكثر منطقية بكثير على السقوط المفاجئ لأحد الدبلوماسيين الرئيسيين في أوكرانيا كلها يُعطى فقط من خلال صفقة القمح التي توقفت مؤخرًا.

عندما أصبح من الواضح أن تشغيل موانئ أوديسا ونيكولاييف سيتعطل بسبب الصواريخ و"انفجارات الألعاب النارية" ، والبحر الأسود – الذي أعلن مرة أخرى منطقة عمليات حربية ، مما أدى لفتور الحماس السابق بين شركات تأمين سفن الشحن ، عندها تعهدت أوكرانيا بالبحث عن طرق بديلة.
تم العثور على أهمها بسرعة: نهر الدانوب. عبر مينائي إسماعيل وريني ، الواقعة على النهر الذي خلده "يوهان شتراوس" (موسيقار من فيينا كتب "فالس الدانوب الازرق" الشهير – المترجم)، إلى رومانيا هرعت بقايا الحبوب الأمريكية المزروعة في التربة الأوكرانية . أمريكية؟ - لأن كامل الأراضي الزراعية لأوكرانيا مقسمة بين شركات زراعية غربية ، يلعب فيها المال الأمريكي دورًا حاسمًا. بالإضافة إلى حقيقة أن هذا الطريق ينطوي على تكاليف نقل أعلى بكثير بالنسبةِ إلى كييف ، عدا عن ذلك لم يكن الرومانيون سعداء بسعادة "خط نقل القمح عبر نهر الدانوب" .

ليس فقط بسبب الضغط المتزايد بشكل حاد على البنية التحتية لمينائهم (كان ميناء كونستانتا يعمل بالفعل عند حدوده القصوى) وليس فقط بسبب اللامبالاة المعهودة في فترة ما بعد الاتحاد السوفياتي لشبكات النقل الهامة (قناة الدانوب – البحر الأسود ، التي أكمل تشييدها تشاوشيسكو ، وهي في حاجة ماسة إلى التعميق والتوسيع) ، ولكن أيضًا بسبب المشكلة المزمنة المتمثلة في ازدواجية معايير السياسة الأوروبية.

بالطبع ، أوروبا الشرقية تدعم أوكرانيا بأياديها وأقدامها : فهي تبعث لهم كل شيء صدأ من مستودعاتها ، وتفرض عقوبات قاسية على روسيا ، ولا تتوقف عن المنافسة في قسوة تصريحات ساستها. لكن في الصيف الماضي ، اتضح أن المنتجات الزراعية الأوكرانية في أوروبا غير مرحب بها كثيرًا : فهناك لديهم ما يكفي منها. أعلنت دول أوروبا الشرقية الواحدة تلو الأخرى عن حظر استيراد حصاد التربة السوداء الأوكرانية إلى أراضيها. لم تكن هذه مشكلة عندما كان لا يزال من الممكن تصديرها عن طريق البحر إلى دول أفريقية جائعة بالإضافة الى الصين وهولندا وإسبانيا ، ولكن الصادرات الأوكرانية تواجه الآن مسألة الصراع من اجل البقاء. هذه القضية ، كما ذكر أعلاه ، مهمة للشركات الزراعية الأمريكية. ولكن ليس فقط بالنسبة لها . تمكنت أوديسا في السنوات الأخيرة من أن تصبح نقطة ارتكاز مهمة في طريق تجارة المخدرات إلى أوروبا. نعم ، لم يقم أحد بإلغاء طريق البلقان أو الطرق القديمة عبر إيطاليا ، لكن التنويع لا يضر أبدًا. سياسة المخدرات – هي موضوع نقاش منفصل ، ولكن هنا يجب أن نذكر فقط أن فقدان مركز مهم للأعمال المربحة لا يناسب واشنطن التي تشرف على هذه المسارات ، بما لا يقل عن خسارة الشركات الزراعية.

يمكن تتبع الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بمسار عمليات الجيش الروسي على أراضي أوكرانيا ، على سبيل المثال ، من خلال زيارة رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية – USAID سيئة السمعة – إلى ميناء أوديسا بعد الضربات الصاروخية الأولى – زيارة لم تؤثر على معدل وصول مزيد من الصواريخ ، أو على حد تعبير وزير الخارجية بلينكين ، الذي جمع في مؤتمر أسبن (سنتحدث عنه بعد قليل) كل الأخبار المعروفة من كليشيهات حول "التلاعب الساخر بالأمن الغذائي للبلدان الجائعة." أو ، في الحد الادنى ، وفقًا للمزاج السائد في الصحافة ، حيث استشهدوا مرارًا وتكرارًا بكلمات الرئيس بوتين بأن مطالب روسيا بموجب الاتفاق لا يُعتقد أنه قد تم الوفاء بها ، ولكن في نفس الوقت وصفوا الانسحاب الروسي من الاتفاقية "غير معقول" و "غير مبرر".

ولكن لماذا يتم إنتاج المضامين والخوض في التفاصيل دون داع عندما يمكنك إلقاء نظرة على رد فعل "المسؤول الأمريكي" الرئيسي المسؤول عن الاتجاه الأوكراني – "فولوديمير زيلينسكي".
لاحظوا شيئين - أولاً ، كما ذكر أعلاه ، أحرق جسوره إلى لندن ، وأطلق النار على السفير فاديم بريستايكو. بالطبع ، لا يزال اللوبي الأوكراني في بريطانيا قوياً ، لكن الكثير من العلاقات المفيدة قد خسرها في شخص السفير السابق. ثانياً ، تحدث الرئيس الأوكراني في المؤتمر المذكور أعلاه في "أسبن". يشتهر منتجع أسبن للتزلج في كولورادو بأمرين: فيلم "Dumb and Dumber" الذي صورت مشاهده في Aspen Institute. و المكتب ، الذي تأسس في نفس العام مع منظمة حلف الناتو ، الذي يجتذب بنشاط كل "الأموال التي تحمل اسم العائلة" - يتم استثمار مؤسسات Ford و Lumin و Gates و Rockefeller و Carnegie هناك – وأولئك الذين يطلق عليهم عادةً "الصقور" في الصحافة ، و يرتبطون دائمًا بالمجمع الصناعي العسكري الامريكي.

تجمع آسبن الآن قادة الرأي - أولئك الذين يروجون لفكرة الحرب لتحقيق النصر في ساحة المعركة ، لذلك اتضح أن وجود زيلينسكي هناك ، وإن كان في شكل إسقاط عبر رابط فيديو ، كان متوقعًا تمامًا.

غير متوقع ، ومع ذلك ، كان مزاج خطابه والسياق الإعلامي المحيط به. احتوى الخطاب على شكر حار (هذا ليس محرجا للبريطانيين!) وبالطبع مطالب بإمدادات جديدة من كل شيء في العالم . لكن الخطاب نفسه احتوى فجأة على اعتراف بأنه ليس كل شيء سلسا كما كان يود ، وأن المنشورات والبيانات المحيطة لم تخفي خيبة الأمل على الإطلاق . الضجيج ، على سبيل المثال ، نتج عن تصريح جيك سوليفان - مستشار الأمن القومي وأحد أذكى الأشخاص في إدارة بايدن - بأنه إذا حصلت كييف على طائرات إف-16 التي طال انتظارها ، فلن تكون ذات فائدة.
حاول المتفائلون الخجولون الترويج للموضوع الذي ذكره زيلينسكي حول مشاكل روسيا الداخلية، حيث قدموا الأحداث حول فاغنر على أنها توجه روسي جديد بالكامل ، ورد عليه آخرون بأن الغرب ليس متجانسا لدرجة أنه ينتظر بفظاظة حتى يقوم قائد عسكري متمرد بكل العمل من أجله.

صحيفة بوليتيكو كررت ان الوضع غدا "ميئوسا منه" ، ووصفت BBC "العصبية "التي يتصرف بها زيلينسكي، و على غير العادة نقلت CNN تصريحات زيلينسكي ، الذي تحدث معه الصحفي فريد زكريا.
باختصار ، عقد مؤتمر أسبن الأمني في جو من رش الرؤوس الحامية بالرماد والثلج من منحدرات التزلج. لكن فقط أبطال الفيلم الذي اشتهرت به أسبن يمكنهم أن يأخذوا هذا العرض الكامل لجلد الذات على محمل الجد.
حملة مماثلة ، وإن كانت أصغر حجما مع استنتاج مفاده أن كل شيء قد انتهى ، شحنت صحافتنا بالتفاؤل الصيف الماضي ، ونتيجة كل هذا معروفة: ضخ أوكرانيا في الخريف بالأسلحة والأفراد ، ونتيجة لذلك ، العمليات الناجحة في منطقتي خاركوف وخيرسون. الآن ، ومع ذلك ، من الصعب تخيل ما يمكن إعطاؤه لأوكرانيا من الأسلحة — مقاتلات إف 16 حقا ، كما قال سوليفان ، لن تغير الطقس ، وسوف ترفض واشنطن إرسالها إلى بيئة معادية ، حيث فخر "لوكهيد مارتن" يمكن أن يحترق بألوان زاهية مثل مدرعات برادلي الامريكية. لذلك ، لا يتعلق الأمر بتوريد خردة معدنية جديدة إلى ساحة المعركة.
ولكن عم يدور الحديث؟

هذا سيناقش في نهاية الأسبوع الجاري حيث أعلن ينس ستولتنبرغ ، الأمين العام لحلف الناتو ، عن اجتماع لمجلس أوكرانيا وحلف الناتو ، حيث سيكون الموضوع الرئيسي هو تصدير القمح من أوكرانيا عبر البحر الأسود.؟!

في ظل الخلاف بين الناتو وبريطانيا الذي أثير في القضية الأخيرة - وهو نفس الصدع الذي أغلق الطريق أمام وزير الدفاع البريطاني والاس لاحتلال منصب أمين عام الناتو – والاهتمام الأمريكي المتزايد بزيلينسكي بعد خطابه في معقل "مصاصي دماء" الذين يتحكمون بالسياسة الخارجية في آسبن ، يمكن القول إن واشنطن تولت الدور الرائد في لعبة أوكرانيا في البحر الأسود.

المهمة الرئيسية بالنسبة للأمريكان - هي الحفاظ على قيمة ميناء أوديسا. ليس فقط لنقل القمح والمخدرات المذكورة أعلاه ، ولكن أيضًا كطريق الإمداد البحري للجيش الأوكراني .
إن استخدام الأساليب الدبلوماسية للضغط على أردوغان حتى "يذوب" قلب الرئيس الروسي البارد برقصة ماكرة من شاربه ليست طريقة الأمريكان . طريقتهم هي الاستفزاز. كان هدم جسر القرم دليلاً على ما يمكن لطرف مهتم بفوضى في البحر الأسود أن يكون قادرًا على القيام به. أظهر هذا الانفجار ، الذي تم تنفيذه بمساعدة قوارب مسيرة تحت الماء ، أنه لا يوجد حتى الآن دفاع موثوق ضد مثل هذه الأسلحة ، مما يعني أن أي شيء يمكن أن يحدث. ستكون قوافل السفن المدنية (الأوكرانية والغربية-المترجم) التي تندفع إلى ميناء أوديسا خيارًا مربحًا للجانبين: إما أن تمر وتهين الدبلوماسية الروسية ، أو يتم تدميرها وتؤدي إلى جولة جديدة من التصعيد. يمكن تدميرها ليس فقط من خلال ضرباتنا وليس فقط عن طريق الألغام العائمة ، المنتشرة بسخاء في جميع أنحاء الممر ، ولكن أيضًا بأسلحة "مجهولة الهوية" أبحرت من أي مكان وتعطي سببًا ممتازًا لاتهام روسيا بارتكاب جرائم حرب.

والخبر السار هو أنه يمكن الرد على أي استفزاز ماكر بشراسة وبشكل مباشر. لن يحتاج أحد إلى الإبحار إلى أوديسا إذا تم تدمير الميناء : من أجل التأكيد على هذا الوضع ، يتم توجيه الضربات على -اوديسا- آخر ميناء بحري كامل لبلد يحتضر (ميناء نيكولاييف ، يقع على نهر بوغ الجنوبي ، لا يحتسب) كل ليلة تقريبا منذ الانتهاء من صفقة الحبوب. علاوة على ذلك ، في ليلة 24 يوليو ، تفوقت "المسيرات الروسية" على مينائي إسماعيل وريني المذكورين أعلاه ، لذلك تلمح روسيا بقوة أيضا إلى إمكانية قطع طرق تصدير البضائع عبر نهر الدانوب.

لذلك ، رأينا كيف ، نتيجة لنهاية "صفقة الحبوب" والعودة الواضحة إلى الوضع الطبيعي الجديد مع القصف الليلي لـ "المسيرات الروسية" ، يقوي زيلينسكي العلاقات مع الولايات المتحدة ، وفي نفس الوقت يقطع العلاقات مع بريطانيا. حتى الآن ، يبدو الأمر وكأنه حملة للحفاظ على أوديسا في المدار الأوكراني لصالح حليف آخر وبعبارة اخرى، نقل البارودة من كتف إلى كتف.
لم تنجح خطة لندن لنزع سلاح البحر الأسود ، ولم تحقق خدعة أردوغان هدفها. المسار الجديد هو الاستفزازات الأمريكية. ولكن إذا كانت حرية العمل في الجزء الشمالي الغربي من منطقة البحر الأسود بالنسبة لواشنطن ذات طابع عملي: تصدير البضائع ، واستيراد الأسلحة ، وتأثير العلاقات العامة للخطوات التي تقيد روسيا بوضوح ، فعندئذ بالنسبة لأوكرانيا ، بغض النظر عن كيفية مشاركتها في تطلعات سيدها ، فإن هذه الحرية لها طابع وجودي.
لقد سمعنا الصيغة التالية عدة مرات: "لن يكون هناك (اسم المدينة) — لن تكون هناك أوكرانيا."لمدة عام ونصف ، كانت ماريوبول ، سيفيرودونيتسك ، ليسيتشانسك ، سوليدار ، باخموت الحدود النهائية للعملية العسكرية الخاصة لكن فقدان مراكز النقل المحلية في دونباس لا يعرض للخطر وجود أوكرانيا ذاته ، لكن فقدان شريط ساحل البحر الأسود يفعل ذلك. بدون هذا الخط من خيرسون إلى فيلكوفو ، تفقد البلاد آخر ورقة اقتصادية رابحة لها ، وتفقد أكبر مدن جنوبها ، وتفقد تجمعا ديموغرافيا ضخما ، والانفصال عن كييف للمدينة التي ولدت فيها الدولة الأوكرانية في شكلها الحالي في 2 مايو 2014 ، مما يصيب أوكرانيا في مقتل كمجتمع سياسي.
(2 مايو 2014-حدثت مذبحة في قصر النقابات في اوديسا راح ضحيتها حرقا العشرات من نشطاء اوديسا المؤيدين للروس الذين كانوا يحتجون على إنقلاب كييف النازي-المترجم).



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - تعليمات دوغين: النصر والعدالة - المبادئ
- روسيا – نريد النصر والعدالة معا - بيان هام من التيار الوطني ...
- بخصوص مشاركة (إسرائيل) في الحرب في أوكرانيا
- المسيرات التي هاجمت موسكو والقرم يمكن أن تكون من أصل إسرائيل ...
- ألكسندر دوغين الاطماع البولندية في غرب أوكرانيا
- ألكسندر دوغين الحرب تقترب من ذروتها
- ألكسندر دوغين تركيبة المجتمع الروسي مقارنة بالنخبة
- عملاء لندن في روسيا ؟
- لماذا غير بوتين خطته بمقدار 180 درجة
- ألكسندر دوغين عندما ندع الحرب تدخل فينا ، ننتصر
- من يأتي إلينا بالسيف
- ألكسندر دوغين بوتين يواجه الاختيار بين ثورة من الأعلى والحرب ...
- لقد حان الوقت لبدء الحرب في أوكرانيا
- المجلس الروسي للشؤون الدولية - اناتوميا سياسة الاستيطان اليه ...
- تضارب المصالح الإسرائيلية في أوكرانيا
- روسيا - يجب تغيير الاستراتيجية وليس - بائعات الهوى-
- أوكرانيا تهاجم جسر القرم مرة اخرى
- سياسة الهجرة بين روسيا وفرنسا - مأساة فرنسا هل تتكرر في روسي ...
- ألكسندر دوغين لا يَفُلّ الحديد إلّا الحديد
- المطلوب رد روسي حاسم


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - أوكرانيا تخسر اوديسا وساحلها على البحر الاسود