أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - ريفيو فيلم حرب الفراولة لخيري بشارة - السعيد عبدالغني















المزيد.....

ريفيو فيلم حرب الفراولة لخيري بشارة - السعيد عبدالغني


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 7702 - 2023 / 8 / 13 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


رأيت الفيلم على أربع مرات كالعادة ليس لشيء في الفيلم بل لأسباب تتعلق بالطاقة، حتى في القراءة يحدث ذلك مؤخرا.
خيري بشارة كاسم مخرج لا يتردد كثيرا وسط الناس العادية، لم اسمعه كثيرا ولم ارى أفلامه وانا صغير على التلفاز، كنت أرى كادر هنا او هناك أحد الأصدقاء أو الصديقات يرفعهم، ذلك منذ زمن بعيد.
فمستويات التلقي تختلف كثيرا في الاختيارات مع كبر العمر والمعرفة، مستوى الطفولة في حيز طفولتي يخضع لاختيارات آخرين.
ابتعدت كثيرا عن السينما المصرية والعربية لأن ما أراه هنا وهناك لا يوفر الجمالية أو وجهة النظر الجمالية، رغم مشاهدتي للكثير ولكن أغلبها قديم.
يؤذي العين تفاهة الكادر، وقلة الجودة في التمثيل، وضحالة الأفكار والتجارية الشديدة، وليس هو انتصار لأي سينما تصدر عن بلد معين بالاطلاق، لكن نسبة التجارية والتفاهة كبيرة جدا هنا.
هذا بما يتعلق بسائد السينما، ليس بالكل.
وخيري بشارة مثله مثل داود عبدالسيد ومحمد خان ويسري نصرالله وأسامة فوزي، يقدموا رؤية شخصية مختلفة ومغايرة وفنية، أستطيع الاختلاف مهما كان، لأن لديهم ما يختلف عليه، ليس ما لا يوجد بالأساس كالسينما السائدة.
رأيت أفلام له من مدة كبيرة لكن لم أكتب حينها، لتوفير الجمالي بعدم تفكيكه واكتفي بالشعر فقط، حتى أتى ببالي مشاهدة ما شاهدت وما لم اشاهد في السينما المصرية والعربية.
يناقش خيري بشارة رؤيته عن السعادة ولكنها مناقشة أو تأمل مختلف جدا، فهي سريالية وجودية وليست شاطحة اي ممكنة الحدوث ولو حتى كانت بعيدة.
السعادة كفكرة جوهرية في الفيلم، رجل غني يبحث عن السعادة بعد وفاة ابنه، التي لن يعلنها إلا قرب النهاية.
ويظن أنها موجودة في شخصية حمامة التي يقابلها صدفة، ربما ينسخها فيه، ربما يستلهمها منه، فيدعوه لبيته ويدعو حبيبته التي لم يتزوجوا بعد، ليمضي معهم عقد السعادة!
إنها أفعال عبثية تتعلق بأحد فقد الكثير من الثقة في النظام والترتيب والأشياء الواضحة والسائدة.
يسألهم طوال الوقت"ما هي السعادة؟" الأسئلة الماهوية عن المشاعر أو المعاني لا توجد إجابة واحدة عليها أو واضحة، إنما هي تصورات مختلفة بين الناس.
هو يقتضي إسعاده مقابل الكثير من المال، يشتري منه أن يكون جواره، يحيا بعض المشاكل، يعيش حياة مختلفة مليئة بالمعاني التي يوفرها المال.
الرفاهية أو حالة الشبع التي قد تنتج حالة من اللامعنى في كل شيء، وهذه الحالة أيضا توجد في الاكتئاب، شبع كبير من كل شيء ينتج مساواة بين الأشياء وبحث عن أشياء مختلفة في خانات أخرى الأفعال مثل المحرم والمحظور.
المفارقات في عدم تصديق حمامة ذلك، أو أهمية عقد السعادة في البداية، كون الإنسان متعود على الاتفاق على شراء أو بيع شيء ملموس مادي، ليس شيئا مجردا.
يرضى في النهاية رغم استغرابه لكن المبلغ كبير، وهو يحتاج المال ليحصل على السعادة، لعبة في التصورات بينهم. الإنسان دوما ابن الخيالات، ثقته في بعضها يسميها حقائق والأخرى ما يطلق عليها فقط خيالات.
أحدهم يشتري البؤس أو الحياة العادية، بالمال، والآخر يبيع حياته التي لا يجد فيها الكثير، لكن بمقارنتها مع حياة ثابت بيه يكون الأمر مختلفا.
قوة المال وتصور شرائه لكل السعادة الممكنة وللراحة والطمأنينة رغم أن ذلك غير واقعي، ولا يعني ذلك عدم أهمية المادة كعامل أساسي في العيش.
بل غير واقعي للشكل الواقعي نفسه، وهو أن الصدف طوال الوقت موجودة، و الإنسان مرتبط بأشخاص أخرى نفسيا لهم حيوات أخرى، ولهم أجساد ومزاجيات، والاجساد تتغير وتمرض وتموت، ولا يمكن حماية الإنسان نفسه من الزمن.
الحياة التي لا يوجد فيها احتمالات كثيرة قادر عليها الإنسان تنتج الكثير من الحبكات أو العقد التي تجعله يعيش على معاني كثيرة ويدرك طوال مشيه.
الفيلم مليء بالمظاهر الفنية الدقيقة جدا فحمامة أيضا ليس شكلا عاديا للإنسان بل هو شكل فني حتى لو خارج الإطار الفني كوظيفة، لكنه يغني، يجاوب على أسئلته من أفلام اسماعيل يس وكذلك حبيبته يسرا، فردوس.
حتى وإن عاش قبلهم الرجل الغني ثابت بين الموسيقى والاغاني والخ، في استيقاظه على موسيقى ووسط جميلات، إلا أنها في حالته أشكال صلبة جدا، غير متفاعلة، على عكس حمامة وفردوس.
فردوس التي تغني دوما وتشارك حمامة كل شيء، حتى في هواجسهم، هم أحياء عند بعضهم، يفعلون الأشياء في غياب كل منهم عن الاخر، مقاومة أو مساعدة للآخر.
الاسماء أيضا (حمامة)الطائر الحر النقي و(فردوس) رغم نطقها بالفتح إلا انها نفس الكلمة عن الجنة، (ثابت)اسم الرجل الغني وهو ثابت فعليا، يظهر ذلك حتى في محادثتهم، حمامة كثيرة الحركة سواء بوجهه أو بجسده بينما الرجل الغني ثابت قليل الحركة جدا، ودقيق، المشي منظم.
يمكن وصفه حياتهم جميعا بالعبث، أو البحث الحقيقي عن أشياء تبدو أنها حقيقية كالسعادة، ممسوكة، وإصرارهم على ذلك.
قد ينتج ذلك وينتجه غالبا الألم النفسي للفقد، يحدث صدمة تجعله يتشكك في معاني ما يفعله، ما حوله، الاسئلة الماهوية، الميتافيزقية(لكنها هنا خفيفة لصالح الوجودية).
فالفقد حوله للاهتمام بذاته ليس للسؤال عن لم مات ابنه؟ اي أنه شعر به لضيقه هو، لعدم راحته هو، وهذه طريقة في العيش نفسه، غير الطريقة الأخرى التي تسأل وتكسر للأعلى، عموديا.
ولكنها تكشف طبيعة الذات، بحثها عن راحتها فقط بغض النظر عن إيلام الآخرين، أو الصدق في التعامل مع نفسه أو الإنسانية.
مرة يسرقوا بنك هو مملوك في الأساس لثابت بيه، لكن الخروج عن المألوف والقانوني هو ما في الأمر، ليس المال نفسه، بل الحالة نفسها.
مرة يكون امرأة هو وحمامة ويدخلون السجن معا ورغم معاناة حمامة مع مفهوم المرأة كونه شرقي فهو يحتقر كونه يصبح امرأة، لكنه يكون في النهاية ويتجاوب وينعم صوته، ويمشي في غنج، حتى يضيق ويبكي في صدر فردوس. ربما هذا يؤكد على قسوة المال في التأثير على أن يكون ضده من وجه نظر حمامة وعلى عدم قوة المفهوم القائل بالإيمان الإنساني بأي شيء مهما على صوته وعاش عليه.
يتم في ذلك مناقشة الكثير عن المرأة في مصر، وضعها وعلاقتها بالرجل، الضغط والتعالي والتفرقة.
مع بعض
الأمر الثالث في الحلول المأخوذة من فم حمامة وهو العيش في الصحراء مع بعض الحوار اليوتوبي عن ماذا فعلت الحدود الجغرافية في العالم والناس، كيف فرقت الجميع؟
شعرت أنه أتى بالكثير من الحالات التي تعتبر لاقانونية، غائبة عن الكثير وهي الجريمة في سرقة البنك، المرأة في العلاقة بين الذكورة والأنوثة، الصحراء في التأمل والوسع والعزلة.
هذه ثلاث مناطق شائكة في الإنسان، ومخيفة وصعب تخيلها للإنسان العادي.
كون القانوني/ المنظم/ العادي/ اليومي/ أصبح بلا معنى بالنسبة له، لأنه قدر عليه قدرة كبيرة، فيحتاج شيء به مجهول، أو الشكل الآخر به خطر، لكي يثير فيه العيش نفسه والحياة.
وفي النهاية القتل الذي يرفضه ثابت بيه ويقدم عليه حمامة كنوع من البدائية، وتغيير حمامة بعده تماما. بعد قتل امه، التعبير الأكمل عن ارتباطه بأي شيء، أو المتبقي، المجرد الأخير الذي يظهر مقاومته وصرخته.
ثابت بيه لديه قيم أكثر حرية في حالة المرأة والنظرة لها، كتعبير عن المال(الرأسمالية) الذي يجلب الحداثة لكنه بقيم أخرى باردة حيث طلب من فراولة بعدها الزواج ليس لحب أو لأنه وجد السعادة في زواجها بل لأن الاحتمالات التي حوله لا يوجد بها غيرها كنوع من العبث وآثار التيه.
ثمة من يتيه وتتدمر حياته، أو من يتيه ولديه رصيد من البيت في شيء قد يوفره المال، ورصيد من الأفعال.
لكن حمامة فقير فتركيزه أقوى على خسارته فردوس أو فراولة، ربما هذا الصدق الذي سببه صدف كثيرة أيضا غير مبرر لكنه حقيقي.
تربية حمامة كمنشي، وفي النهاية هو ما يقتلك من زاوية أخرى أمر مضحك على المستوى الفلسفي، يجب أن يكون هناك حدود بين الإنسان ومنشيه كالمخدرات مثلا لكي لا تقتله في النهاية.
تتخذ القوانين الحديثة ليست في الدساتير بل أيضا كسائد القتل كشكل أقصى للجريمة لكنها لا تقبل وجود ما يعادله ويفوقه بلا دم موجود على سكين أو على جسد.
وهذا منطقي كون المثبت تستوجب ماديته.
بعض الكادرات خاصة به، منها قيام ثابت بيه وهي تغني فردوس، للوقوف معطيا ظهره لحمامة، مفهوم الثنائية، التضاد الثنائي، حتى لو لم يكن أخلاقيا كخير أو كشر.
وجهه أمام البحر، خوفه منه، حزنه، كأي وسع يشعر الذي يدرك بالضآلة مهما كان.
تعابير ثابت بيه من علاقة فردوس وحمامة، فرحه المغطى بالكثير من الشوق لأن يكون له علاقة مع الأرض، وتصوير المرأة كأنها الفردوس الارضي الوحيد أو التي تحل حاجته لما لا يعطيه شيء آخر.



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأساور الفردوسية - السعيد عبدالغني
- مختارات ولينك ديوان -الدلالات المجهولة- ل السعيد عبدالغني
- لماذا تراجع الشعر؟ - السعيد عبدالغني
- تهديد عدمي- السعيد عبدالغني
- كيميائيات تسمى المجازات - السعيد عبدالغني
- خطاب الله بين النفري وآلان بوسكيه ١ السعيد عيدالغني
- أنا كما تعلمين مهزوم- السعيد عبدالغني
- سيكولوجية الشاعر- السعيد عبدالغني
- الايروتيك العربي 2 -الكبت- السعيد عبدالغني
- السينما السريالية عند رأفت الميهي- السعيد عبدالغني
- أريد أن أكون إنسانا طبيعيا - السعيد عبدالغني
- قصائد خلقت أفلام 1- السعيد عبدالغني
- تاريخ القبل- ماريا بوبوفا ترجمة السعيد عبدالغني
- إلا إن هجر الراوي أو اشترك - السعيد عبدالغني
- أتحدث في رأسي مع شعوب - السعيد عبدالغني
- الإيروتيك العربي والبورنوغرافيا 1 - السعيد عبدالغني
- الدلالات مقررة سلفا - السعيد عبدالغني
- تجربتي مع الاكتئاب 1
- اللهم إني أُشهدك
- التشبيب في التاريخ العربي - السعيد عبدالغني


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - ريفيو فيلم حرب الفراولة لخيري بشارة - السعيد عبدالغني