أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - خطاب الله بين النفري وآلان بوسكيه ١ السعيد عيدالغني














المزيد.....

خطاب الله بين النفري وآلان بوسكيه ١ السعيد عيدالغني


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 7615 - 2023 / 5 / 18 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


السرد هاجس بشخصيات أخرى حتى لو كانت مختلفة تماما عن هوية السارد الواقعية(الكاتب بأنواعه) ولكن في فضاء المتخيل.
كما كتب بوسكيه بلسان الإله في "وجع الإله" "أنا ملحدٌ متشاحنٌ بالإيمان." [1] وكما كتبت المتصوفة، كما أي روائي يتقمص.
فالهويات كلها مطروحة ومناقشة بشتى الجوانب أو عن تصورات المجتمع عن ما يمكن أن يكونه الإنسان.
الحديث بالأنا الإلهية
الحديث بالأنا الإلهية مقلق لحد كبير في فضاء المجتمع المعيشي لأنه أول تأويل يُنعَت به هو الكفر وتراتب الدلالة للكفر في الأديان مختلفة وجميعها تهدد أمنه الشخصي.
ومقلق على المستوى الفني لأن اللغة مفهوم دائم منذ البدء إلى الآن، مفهوم مجاور للإنسان وهي توجد حيث يوجد البين أو الإدراك الناقص القليل بينما عندما تدرك كل شيء ماذا ستقول؟
ومقلِق على المستوى السردي وما قبله لأنه يُحاز فيه الكل، فماذا تقول لغة خالق لكل شيء وقادر على كل شيء؟
وفي هذا الفضاء المتخيل فالهويات كلها مطروحة ومُنَاقشة بشتى الجوانب والأبعاد على حسب قدرة الشاعر الذي هو أكثر من يصل في الآخر الذي لا يعيشه فيزيائيا.
لصفة القدرة الأكبر على اللغة التي هي فلك الدخول لأي عرش هُوياتي، والتقاط المجازات التفاصيلية وتحويلها إلى نسق كلي. حيث كل نبض يقربه وتنهيدة كلامية.
وهذا يظهر في تعددات النعوت الشخصية للشاعر في قصائده بأنا تتلوها مجاز، وصف الخ.
ديوان بوسكيه "وجع الإله" قصائده أغلبها الأكبر يبدأ بجملة "يقول الإله:" ويسرد على لسان الإله المتخيل لبوسكيه ما يريد وهذه الطريقة توجد عند المتصوفة أيضا لكن ليس بالشكل الواضح في التركيب"يقول الإله:".
فالنفري يقول "أوقفني في العز" في المواقف والمخاطبات وأغلب كتابه يتكون بهذه الطريقة. لكن إله النفري إله صوفي محدد الدلالة واللانهائية مهما أطلقها لأنه ملزم بحكم التصوف بحيز إسلامي له.
بينما بوسكيه يقول، يحاول، تقصي مشاعر إلهه المتخيل، أفكاره، مخاوفه، تجاه كل شيء وبالأخص مخلوقيه بنزعة وجودية لا تخلو من ذكاء ماورائي وإدراك لحبكة الإله كمفهوم.
والجملتان أيقونيتان لكنهما مختلفان في الأسلوب فبوسكيه يقولها بوضوح أما النفري يقولها بالإشارة.
"يقول الإله:
لا أحب دوما ما أخلق.
مثلا، هذا الإنسان
أعطيته عينين، يدين، رجلين،
الذين هم إلى حد ما عمليين،
وفجأة ببخلٍ أكبر،
فقط هيكل عظمي واحد
وقلب واحد،
كما لو أني كنت خائفا أن يقف منتصبا جدا
أو يظهر حبا كبيرا.
ربما يجب علي أن أعيد خلق الانسان كلّه من جديد." [2]
بينما يدخل المتصوفة الأمر من حدث ديني دخله بوسكيه من جوانب شتى منها الديني أو غيره.
والفرق بين الخطابين هو مقدار حرية الجوار لا مقدار حرية الذوات التي تنتج الخطابات الفنية.
فما حدث في حياته على وجه التقريب فهو توفى 354 هجريا فيما صلب الحلاج سنة 309 هجريا، بالتأكيد أثار خيفة الجميع.
فقوله"أنا الحق" الذي تتركب من مبتدأ مشهور بالذات الشخصية والحق اسم مشهور إسلاميا بالله، دعوة إلى الحلول لو تم التأويل الحرفي الدارج والمنتشر لأي نصوص.
الشعراء كمجانين
هناك تصور سائد عن الفنانين والشعراء أنهم مجانين، هذا في الاحاديث اليومية للناس عنهم، في أحاديثهم بينهم وبين بعضهم.
وهذا يبدو حقيقيا إلى درجة ما لكن ليست الدرجة التي يقصدها الناس، وليس نوع الجنون الذي يقصدوه.
إنه جنون أليف، إلا ما خرج منه عن ذلك، من سلوكيات.
فغرابتهم أي علة نعتهم بالجنون هنا هي كون سلوكياتهم بعيدة بالكل او بالجزء عن معايير السائد.
ولقد عانى سرد النفري من درجات مختلفة من الطمس، بسبب طبيعة نصه وبسبب طبيعته الشخصية كان يؤلف لمريديه شفاهيا كما ذكرت المراجع التاريخية عن أن ذلك بسبب تواضعه.
يقول " أنا الظاهر فلا تحجبني الحواجب وأنا الباطن لا تظهرني الظواهر. أول الفتنة معرفة الاسم."
فهذه التعريفات الأناوية لا تخصه في ذاته الشخصية بل هي تصورات شعرية(ولا يراد من شعرية دفع الحقيقة عنها).
المراجع:
God s torment by Alain Bosquet



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا كما تعلمين مهزوم- السعيد عبدالغني
- سيكولوجية الشاعر- السعيد عبدالغني
- الايروتيك العربي 2 -الكبت- السعيد عبدالغني
- السينما السريالية عند رأفت الميهي- السعيد عبدالغني
- أريد أن أكون إنسانا طبيعيا - السعيد عبدالغني
- قصائد خلقت أفلام 1- السعيد عبدالغني
- تاريخ القبل- ماريا بوبوفا ترجمة السعيد عبدالغني
- إلا إن هجر الراوي أو اشترك - السعيد عبدالغني
- أتحدث في رأسي مع شعوب - السعيد عبدالغني
- الإيروتيك العربي والبورنوغرافيا 1 - السعيد عبدالغني
- الدلالات مقررة سلفا - السعيد عبدالغني
- تجربتي مع الاكتئاب 1
- اللهم إني أُشهدك
- التشبيب في التاريخ العربي - السعيد عبدالغني
- أنا عجوز الآن صاخب بأحلام الطفولة - السعيد عبدالغني
- كتابات السعيد عبدالغني - الشاعر محمد قيس
- مراجعات القراء لرواية قرية الجدة عشتار ل السعيد عبدالغني
- المجموعة القصصية محيطات التيه ل السعيد عبدالغني
- المغلوطات عن القراءة والقارىء - السعيد عبدالغني
- المغلوطات العشر عن الكتابة - السعيد عبدالغني


المزيد.....




- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - خطاب الله بين النفري وآلان بوسكيه ١ السعيد عيدالغني