أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد حسين الموسوي - لقمع النساء أجور ومكافآت مُجزية في إيران















المزيد.....

لقمع النساء أجور ومكافآت مُجزية في إيران


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 7700 - 2023 / 8 / 11 - 11:15
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


المواجهة بين النظام والنساء مواجهة ثأر ووجود...
كان إيقاف العمل بدورية الإرشاد القمعية وما تم تسميته بالعفو في إيران ذرا للرماد في العيون، وربما كان وفق نصائح وتوجيهات دولية حتى يُتاح للنظام المناورة والتحايل على القوانين والأعراف، وبدت مجاراة النظام العالمي لملالي طهران أشد وضوحاً في جلسة المجلس العالمي لحقوق الإنسان الذي حضره وزير خارجية الملالي وتتوالى بعدها الكوارث والفضائح حيث لم يكن العفو عفو ولم يتم إيقاف العمل بدورية الإرشاد.. وها هو قمع النساء اليوم قد بات بالأجور والمكافآت المجزية، وها هم الملالي يروضون بالنظام العالمي.
بينما يبطش الفقر بالمجتمع الإيراني وتعيش غالبية تحت خط الفقر ونسبة من الغالبية هذه تعيش العدم، والمُعلم مربي المجتمع ومهذبه يعيش الفقر وأصعب ظروف الحياة وغير آمن في سربه ولحظته ويومه على قوته وكرامته يدفع نظام الملالي أجوراً ومُكافآتٍ مُجزية لأولئك اللواتي يعملن على قمع وكسر المرأة الإيرانية غير مكترثين بأن ذلك قد يؤدي إلى كسر المجتمع برمته..، وببساطة كيف يكترث لأمر المجتمع من لا ينتمي إليه، وكيف يكترث وهو نفسه الذي يريد تطبيق ما أسماه بقانون العفاف غير مكترثاً بستر من يعتقلهن من النساء والفتيات الصغيرات إذ تعرت أجسادهن أثناء حملات الإعتقال الهمجية.. بمعنى أن تلك الفرق القمعية البربرية لا تُقيم للحياة ولا الأعراض وزناً وكثيرة هي الأدلة الشاهدة على ذلك.
تكاد لا تمر أيام حتى تسمع فيها عن كارثة جديدة بحق النساء في إيران، وعلى ما يبدو أن الأمر بات كمعركة حامية الوطيس بين طرفين ندين لبعضهما البعض.. المجتمع الإيراني من جهة ومراكز قوى الجماعات الحاكمة في إيران تمسحاً بالدين واستتاراً تحت غطائه، وعلى الرغم من أن مراكز قوى الحكم هذه لم تدخر وسعاً في قمعها للشعب الإيراني وخاصة النساء من قتل واغتيالات واختطاف واغتصاب وتنكيل وتعذيب في أماكن الاعتقال وفي سيارات الأجهزة القمعية وفي السجون وإصدار أحكاماً ثقيلة بالسجن وأحكاماً أخرى مهينة تتعلق بموضوع الحجاب بالإكراه إلا أن المرأة الإيرانية لا زالت تواجه غير آبهةً بما يفعله نظام الملالي الذي يبدو أن النساء قد رأين فيما فعله أخر ما في وسعه وأنه لم يعد هناك شيئا لم يفعله النظام ضد النساء وأن كل شيءٍ تساوى في ظل حكم هذا النظام الحياة كلها والوجود والعدم واحد بل قد يكون العدم أفضل خاصة عندما تكون الكرامة عُرضةً للمساس في كل لحظة ويكون القوت والمصير مرهونين بالكرامة هنا لابد أن يكون للموت أولوية على الحياة وهذه هي طبيعة المواجهات بين النساء ومنظومة حكم الملالي.. تلك المنظومة التي أوصلت الناس رفض كل شيء يتأتى من خلال الملالي حتى لو كان يتعلق بالعقيدة أياً كانت دينية أو سياسية فالمجتمع عقائديٌ محافظ وملتزمٌ بقيمه وتراثه وتاريخه قبل أن يحكمه الملالي؛ الملالي الذين قدموا السلطة والسلطان على الدين واتخذوا من الدين والمذهب الجعفري وسيلة للخداع لبلوغ غاياتهم وتنفيذ المهام الموكلين بها من قِبل من أوصلوهم للسلطة وجعلوهم خلفاء للشاهنشاهية مكملين لمسيرتها بخطاب جديد إتسع ليجعل لملالي نفوذا يتخطى حدودهم وصحيح أنه أوسع من قدراتهم لكن دعم النظام العالمي لهم سيؤهلهم لمخططهم الإقليمي وسيُخضع لهم كل ما حولهم وكل الأُطر التي يتأطرون بها أو يشاركون فيها كضيوف مشاركين كالمؤتمر الإسلامي العالمي وجامعة الدول العربية، فقد كان ذيول الملالي في العراق قبل التطبيع العربي مع الملالي يمثلون الناطق الرسمي لنظام الملالي داخل الجامعة العربية؛ وقد لا يخلو المؤتمر الإسلامي العالمي من هكذا وضع أو من يطالب فيه بالتهدئة مع نظام لا يعترف بهم جميعا ولا يقيم لهم وزنا.
أظهر الغرب تفاعلا صوريا بعد جريمة القتل الشنيع للفتاة الكردية الإيرانية جينا أميني (مهسا أميني) يكاد أن يكون في حينها موقفا محترفاً متماشياً مع الهبة العالمية مع تلك الجريمة؛ لكنه أي الغرب سرعان ما سكن بل وتراجع أيضاً حيث عمدت بعض الأطراف في دعم ابن الشاه المخلوع الذي نزع أباه ونظامه اسمها منها وكذلك هو الحال مع قومها وباقي الأقليات الأخرى قبل أن ينتزع الملالي روحها منها، ثم رفض الاتحاد الأوروبي وضع حرس الملالي على قائمة الإرهاب على الرغم من تصويت أغلبية البرلمان الأوروبي على وضع اسم الحرس في القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي، وهنا لم تتطابق الإجراءات العملية للاتحاد الأوروبي والغرب مع شعاراتهم كما أنهم لم يحترموا برلمانهم وتشريعهم كما لم يراعوا مأساة الشعب الإيراني وشعوب المنطقة المتضررة من إرهاب وتدخلات ومخدرات نظام الملالي، وتتوالى الاحداث التي تثبت مدى دعم النظام العالمي لنظام الملالي ومن هذه الأحداث منع فرنسا إقامة تظاهرة للمقاومة الإيرانية مباشرة بعد مكالمة لمدة ساعة ونصف بين إبراهيم رئيسي رئيس جمهورية الملالي والرئيس الفرنسي ماكرون وقد كانت لهذه المكالمة ولهذا التعاون مع الملالي مقدمات وتنسيقات جرت في العراق وإيران وعلى هامش مؤتمر بغداد الذي حضره أيضا منسق السياسة الأوروبية، ومن هذه الأحداث أيضاً احتفال الملالي بمقتل لاجئ سياسي إيراني وإصابة أكثر مائة آخرين بعد تغرير نظام الملالي بالسلطات الألبانية ودفعها نحو 1200 شخص من قوات النخبة الأمنية لاقتحام مخيم أشرف3 في ألبانيا ما تسبب في أضرار بشرية ومادية جسيمة، وعلى الجانب الآخر لم تنجو فرنسا ولا ألبانيا من الخسارة فقد لحقت بسمعتهما خسائر فادحة إذ تمكنت المقاومة الإيرانية من كسر قرار الحكومة الفرنسية قضائياً وأقامت فعاليتها، وفضح الملالي الغرب إعلاميا في عُرسٍ لم مهرج من مهرجي الملالي إلا وطبل وغنى فيه ملء الفم، ولم يحدد الملالي من المقصود بأغانيهم وردحهم فقد شملوا الجميع بجملة (أخضعنا القوى الإستكبارية لإرادة الجمهورية الإسلامية.. وبما معناه إنهم يطلبون رضانا) أغنية لم يبقى مغني من المغنين في صلاة الجمعة الإستعراضية وغيرها إلا وغنى بها على الملأ وسمعها الغرب ولم يعلق وسمعوها في ألبانيا وسمعوا ما هو أكثر من ذلك ولم يعلقوا.
أجور ومكافآت مُجزية في إيران لقمع النساء
بعد أن غرر الملالي بالغرب وبمؤسسات النظام العالمي وكذب وزير خارجيتهم في مجلس حقوق الإنسان في جنيف حول العفو ودورية عاد النظام إلى طبيعته فلا عفو كان ولا دورية إرشاد توقفت بل عادت أسوأ مما كانت وبتغطيات ومسميات إحتيالية مختلفة كان أخرها نية النظام توظيف قوة قمعية تحت مسمى (حُراس الحِجاب) براتب شهري قدره 12 مليون تومان في حين أن رواتب العمال أقل من خمسة ملايين تومان، ولابد أن تكون لهذه الوحوش التي يستخدمها النظام في قمع مكافآت إضافية تشجعهم على البطش بالنساء وإذلالهن، 12 مليون تومان تُدفع لأجل القمع ولا تُدفع من أجل إعاشة الفقراء والاهتمام بحالهم.
يحاول نظام الملالي اليوم أخذ تدابير قمعية واسعة في جميع أنحاء خوفاً من تجدد تصاعد الانتفاضة الوطنية في ظل مخاوف داخلية من احتدام مواجهات النظام مع النساء، وقد هذه المرة هي القاضية التي لا قيام للنظام وجنوده منها، ويدرك النظام مدى حجم ردود الأفعال المتوقعة من قبل الشعب وخاصة النساء بعد حجم القمع والدماء التي أُريقت على أرضية الشوارع بجميع أنحاء إيران، ولذلك يتحرك الملالي بشكل واسع اليوم في إتجاهين الأول تعزيز قدراتهم القمعية في الداخل والعمل على خلق الأسباب التي يمكنهم من خلالها قمع قوى المعارضة، والمقاومة الإيرانية في الخارج، وتلك هي أحد مؤشرات تهالك النظام وبلوغه المراحل النهائية من عمره.
من جهتها لم يعد لدى المرأة الإيرانية ما تخسره وستخوض معركتها المصيرية الأخيرة ضد الملالي بشجاعة واستبسال وأخالها معركة ثأر وتحرير مع النظام.
د.محمد حسين الموسوي / كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه العجب العُجاب& الملالي يريدون محاكمة المقاومة الإيرانية
- النظام العالمي يُقر بمجازر الإبادة الجماعية التي تقع في الغر ...
- قولوا ما تشاءون فحبل الكذب قصير
- الانتفاضة الوطنية الجارية في إيران تقلب حسابات نظام ولاية ال ...
- عادت حليمة لعادتها القديمة& دورية الإرشاد في طهران تنفض عنها ...
- إيران واقعها .. حاجتها وبديلها الديمقراطي (ج2)
- إيران واقعها .. حاجتها وبديلها الديمقراطي (ج1)
- وتتوالى الفضائح & دولة من حلف الناتو تسلم وثائق حساسة لمعارض ...
- ما بين شماتة الملالي اللئام؛ ونصر الكرام
- الملالي يدفعون نحو استهداف مخيم اللاجئين السياسيين الإيرانيي ...
- ثبتت الرؤية واليوم عيد؛ وملالي طهران يهيلون تراب العار على ت ...
- يقتلون القتيل ويمشون في جنازته
- عمائم إيران ومفعول السحر المُهلِك
- دعاة الدين؛ ودعاة الحرية يقتلون النور في إيران
- الأوروبيون وسمعتهم وما تبقى من قيمهم في مهب الريح…
- الملالي وشركائهم؛ ومعادلة إعادة رسم النفوذ بالشرق الأوسط
- العرب والغرب يحيون من مات سريرياً في إيران
- الشعب الإيراني بين فكي جمهورية الموت وتيار المهادنة الغربي
- جلادون في الوسط الأكاديمي؛ فماذا بعد في سجن إيران الكبير
- ماذا ثوري المحرقة


المزيد.....




- -المرأة قادرة-.. ضابطة حفظ سلام تونسية تفوز بجائزة أممية
- كم نصيب المرأة من حساب المواطن؟ الموارد البشرية توضح
- المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان يناقش أهمية الأسرة و ...
- فرنسا.. القضاء يلغي أمر ترحيل امرأة جزائرية عائدة من سوريا
- ارتاحي من زن العيال طول النهار .. تردد قناه طيور الجنة 2024 ...
- مطالب بضرورة حماية الأسرة في مؤتمر الدوحة لحوار الأديان
- متحف مخصص للنساء فقط يتحول إلى مرحاض لـ -إبعاد الرجال-
- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة بدوام جزئي لبرنامج النساء والعم ...
- إعادة بناء وجه امرأة من -النياندرتال- عاشت قبل 75 ألف عام في ...
- يركّز على قضايا الأسرة.. انطلاق فعاليات مؤتمر الدوحة لحوار ا ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد حسين الموسوي - لقمع النساء أجور ومكافآت مُجزية في إيران