أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد حسين الموسوي - ماذا ثوري المحرقة














المزيد.....

ماذا ثوري المحرقة


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 7605 - 2023 / 5 / 8 - 20:35
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ماذا يفعل حميدتي والبرهان داخل الحلبة .. وماذا يريدون من السودان
منذ استقلاله إلى اليوم لم يستقر السودان ولم يرى أهله طعم الراحة والأمان، ولم يروا شيئا من نعيم وخيرات بلدهم التي لا وصف ولا حصر لها ولا عد، ومن عسكرتارية الإستعمارية إلى عسكرتارية الوطن التي لا تُجيد سوى صناعة الجحيم والخراب الموصوف لعامة الشعب وقواه الحرة المناضلة فقط، أما النعيم فللصفوة وزمرهم فقط، وما جرى في السودان ويجري أبعد كل البعد عن منطق الصراع من أجل الوطن والشعب وإنما صراع أُمراء حرب إمتهنا الموت على طريق الإمتيازات ويتصارعان اليوم كـ ثوري محرقة أيهما يدفع بالآخر نحو المحرقة كي يبقى هو جالساً أُلعوبة في القصر مطيعا يلبي المطالب ويحقق الإمتيازات والمكاسب..
الأمر لا يحتمل الصمت والنأي بالنفس .. وكل التحية لمن يقف مع السودان في التخلص من الوباء الذي ألم به، ولا يمكن يليق للسودان سوى أن يبقى موحداً كريماً، ولا جدوى من مساعي ومخططات تقسيم السودان إلى دويلات يسهل استغلالها والفتك بها كما فعلوها مع دول المستعمرات التي لا تزال تعاني تبعات جرائم المستعمرين، واستعمار اليوم أكثر مخاطر من الإستعمار الكلاسيكي، وكرامة السودانيين وحرمة دمائهم وأرائهم وأموالهم فوق وفي مقدمة كل شيئ.
بداية وفي مقدمة القول لا يعنينا فيما يجري في السودان سوى الشعب السوداني شقيقاً وصديقاً كما يحلو لأبناء السودان أن يسمون إنتماءاتهم، أما بالنسبة لنا فكلهم على مختلف مكوناتهم أشقائنا وأحبتنا، والشعب السوداني هو الدولة وهو السيادة وهو القرار والمصير .. أما من اختارا أن يكونا ثوري المحرقة ويتقاسمان النعيم واختصما عليه وقَبِلا بأن يكون في الدولة الواحدة جيشان يعملان بلغة الميليشيا ولكل منهما دولته الخاصة دولةٌ لحميدتي الذي لا حد لطموحه، وأخرى للبرهان الذي يقول إلا كرسي الرئاسة، ويقتتلان دون اكتراث بشعب أو بدولة أو بثورة أو بما قد يؤول إليه الحال فقد أختارا الحكم على نفسيهما، وفي مثل حالتهم حيث لا يكترثون بدماء وأموال الناس وكرامتهم، وقد هزت مشاعرنا نداءاتهم واستغاثاتهم على أبنائهم وأموالهم وحياتهم والتزاماتهم القانونية تجاه الدولة وبعضهم البعض.. هنا يمكنني القول أن كليهما لا يستحقان الوجود في السودان ولا يستحقان شرف الوطنية فيه، وهذا هو مصيرهما الذي صنعاه بأيديهما ولم نتجنى عليهما ولم يتجنى عليهما أحد وقد صبر عليهما الشعب السوداني صبر أيوب.
ثوري المعركة والمحرقة حميدتي والبرهان هما للمحرقة، ولكن ليحترقا هما ومن خلفهما بعيداً عن السودان وأهله، سنين من الإحتيال على الشعب وتقاسم السلطة وكل منهما امبراطوراً في موقعه وله إمبراطوريته وأهله وله ارتباطاته الخارجية دولتين خائبتين بثوب العار في عاصمة واحدة، لكن الحق أبي عزيز لابد أن ينتصر ولابد أن يُظهر الباطل ويُنهي مشروع الإحتيال الذي قاما به وتناطحا عندما هدد كل منهما م..لف الآخر، وتهادن كل منهما ليعطيا فرصة للدول لإجلاء رعاياها ويتفرغا لقتل الشعب السوداني الذي يكترثان لوجوده.. ومن المستحيل أن يكون أحدهما أو كلاهما منتمياً بصدق وإخلاص للجيش الوطني السوداني وراية الشعب، وكلاهما تاجر وصاحب مصالح وأطماع خاصة، والتاجر لا وطن له ولا دين له، وهكذا تولى أمر السودان من لا يصلح، وهذا لا يعني أن الأيام السابقة وما قبلها كانت أصلح لا بل كانت هي المؤسس لثقافة النهب والسلب واساءة استغلال السلطة، والخراب والدمار والتشريد والفقر والجوع في بلد خيره يغطي أمة بأكملها، ولم تجلب هذه البزة ومن تصدر بها سوى الهلاك للسودان الكبير.
لقد كشفت هذا الحجم الكبير لعمليات الإجلاء الجزئية التي تمت وتتم من السودان عن هول الكارثة، وما وراء كواليس هذا الإجلاء الكبير أبشع مما تعرضه وسائل الإعلام، وحملت كل دولة رعاياها ورعايا غيرها وملايين السودانيين الأبرياء قابعين في الجحيم أو ساقهم القدر إلى ذلك، واليوم هاهم في بقاع النزوح واللجوء وبؤسه، خاصة وأن مناطق النزوح الداخلية مهددة أيضا بإندلاع قتال وتخشى هيئات الإغاثة من العمل في البيئة الداخلية بالسودان بسبب الإقتتال الطائش بين أباطرة العسكر، فبعد قتل موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من الموظفين الدوليين والتعرض للطيران المدني للدول يبعث برسالة خاصة بأن الكل مستهدف في السودان والمطلوب تفريغ ساحة المحرقة إلا من المدنيين السودانيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم لم يحرقوا هذه البزة غير المسئولة التي لم تحمي سيادة ولا علماً، ولم تصن كرامة ولم تحترم ثورة السودانيين وشهدائهم وتضحياتهم.
يقول العزيز الكريم في كتابه الحكيم ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) سبحانه جلا وعلا، ولكن ثوري المحرقة لم يقتتلا فحسب بل وقتلا أيضاً واعتديا، وبالرغم من أن المساعي العربية للإصلاح مساعٍ حميدة تستحق الإشادة إلا إن مطالبها يجب أن تكون حازمة حاسمة لأجل السودان وشعبه فقط وليس من أجل أمراء الحرب وأصحاب الإمتيازات هؤلاء.
تتكشف الحقائق يوما بعد يوم لتُلحق العار بمن تآمروا على السودان وأهله داخل السودان وخارجه، وسيكون السودان بخير وسيبقى كبيراً عزيزاً ببركة أبنائه المخلصين والصادقين من أبناء الأمة..، وكل المحبة والإجلال للسودان وأهله.
د.محمد حسين الموسوي (د.محمد الموسوي)/ كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يعد الأول من أيار مايو عيداً للعمال بل يوماً من أيام العب ...
- نظام الملالي يحبو إلى أفريقيا والمغرب العربي
- المسؤولية عن قتل وتسميم ملالي الشؤم لبنات وأبناء الشعب الإير ...
- نيساني المولد
- ما وراء الخطاب؛ في رسالة 130 نائباً أمريكياً إلى جوزيف بورِل
- أدوات نظام الملالي ونجاحه في إدارة الصراع مع العرب
- خفايا ما جرى في جريمة قتل الشابة الكردية جينا (مهسا) أميني
- من باريس الإسلام يكرم المرأة ولا إكراه في الدين
- إنهم يقتلون الإناث في إيران
- نظام الملالي يقدم قواعد الشك والريبة في مفاوضات الساعة الساد ...
- حوار الساعة السادسة والعشرون ؛ حوارٌ خارج الأُطر
- شتان بين عفو الصعاليك؛ وعفو الدول ذات المؤسسات عفو ولي فقيه ...
- أغلبية تشريعية أمريكية تسقط تيار المهادنة مع نظام الملالي
- نضال المرأة الإيرانية وحصادها في 8 آذار/مارس2023
- عبودية المرأة في إيران وميادينها الخارجية في ذكرى يوم المرأة ...
- النظام الإيراني نِداً للنظام العالمي من مجلس حقوق الإنسان في ...
- من المخدرات إلى الأسلحة الكيميائية ضد قاصرات في إيران والعرا ...
- لا نعرف أي المواقف نستنكر في اجتماع مجلس حقوق الإنسان
- الغرب يكفر بذاته ويرسي قواعد المنظومة الدكتاتورية في إيران
- الإنتفاضة الإيرانية في شهرها السادس بين الثوابت والتحديات


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد حسين الموسوي - ماذا ثوري المحرقة