أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الموسوي - الإنتفاضة الإيرانية في شهرها السادس بين الثوابت والتحديات















المزيد.....

الإنتفاضة الإيرانية في شهرها السادس بين الثوابت والتحديات


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 7531 - 2023 / 2 / 23 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحق يعلو ولا يُعلى عليه؛ والشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء؛ وطلع الشتاء طعامٌ للربيع وحطيب صيف لا شجر فيه ولا شُجيرات.. وتلك ثوابت.
الإنتفاضة الإيرانية
إنتفاضةٌ ممتدة من ثورة فبراير عام 1979 التي قامت ضد طغيان وجبروت ودكتاتورية الشاهنشاهية، ومن يتأمل في ثورات الشعب الإيراني يجدها كبيرة تتولد وتتفجر بعد طول صبر وتعاظم أنات المستضعفين، وكذلك يجد فيها من العمق وروح التضحية والإستبسال ما يثير الإعجاب، وهكذا كانت ثورة فبراير 1979 وهكذا هي الإنتفاضة الجارية إمتداداً للثورة لها ثوابتها التي يعرفها الجميع، ومن أهم ثوابت هذه الإنتفاضة أن أصبح لها أدبيات وعمق ناضج ويحمل هذه الأدبيات جيل ناشئ خرج في كافة أنحاء إيران من رحم المعاناة والألم والعوز والقهر وخبزٌ معجونٌ بدماء المستضعفين وحلالٌ خلطه السلاطين المستبدين بالحرام ونسبوا الجريمة للدين في خروج ليس بعده خروج.
الثوابت والتحديات
يمكن تلخيص بعض هذه الثوابت على النحو التالي في إطار ما تتمتع بها الثورة وانتفاضاتها من ثوابت، وكذلك توضيح التحديات التي تواجهها:
- لم تحترم الشاهنشاهية هوية وتاريخ إيران وعقيدتها وحق الإنسان فيها بالحياة الحرة الكريمة فمارست الإكراه والظلم وقتلت وشردت ونفت وتآمرت حكومة الشعب حكومة الدكتور مصدق فكانت ثورة 1979 قياما مشروعا وردا صريحا مباشرا على نظام الظلم والدكتاتورية والتبعية، وأسقطت الثورة الشاه لكنها لم تسقط الدكتاتورية وتقتلعها من جذورها ذلك لأن الثورة تعرضت للسرقة على يد الملالي وبمساعدة الغرب الذين يتآمرون على الإنتفاضة الوطنية اليوم.
- استعادة ثورة فبراير 1979 المسلوبة، وإسقاط الدكتاتورية وإزالتها من جذورها، وتحقيق أهدافه الثورة.
- استعادة الوطن المسلوب الذي أراد الشعب استعادته عام 1979 فاحتال الملالي على الشعب بمساعدة الغرب بقي الوطن سليبا ومن شعارات الشعب الإيراني في هذه الإنتفاضة بهذا الخصوص " نقاتل.. نموت.. ولكن نستعيد إيران".
- يُدرك الشعب الإيراني جيدا أن كلا دكتاتورية الشاهنشاهية وخليفتها دكتاتورية الملالي وجهان واضحان لعملة واحدة، وأن مستقبل إيران وشعبها لن يكون في مأمن دون القضاء على كلتا الدكتاتوريتين وفكرهما واقتلاعهما من الجذور ويتجلى هذا الإدراك وهذا المسعى الشعبي الإيراني في شعارات الإنتفاضة " الموت للمستبد سواء كان الشاه أو الملالي".
- أدبيات الشعب الإيراني في انتفاضته الجارية هي أدبيات نضال ووعي سياسي تنامى مع الأيام كمكتسبات فكرية تصوغها الأحداث والتجارب.. فمن يرفض هوية الشعب وقيمه سطحي ولا قيم ولا هوية له وبالتالي هو مرفوض من لدن الشعب وكان هذا الرفض مشروع بثورة شعبية عامة عارمة ومن يطعن في شرعية هذه الثورة وما قامت من أجله هو غير مشروع ولا محل له من الإعراب ولا في الوجود وهذا هو المنطق، وعندما يستحضر الملالي روح نادر شاه للإستعانة بها في كل شدة يمرون بها في مواجهاتهم مع الشعب فإنهم بذلك يطعنون بثورة عام 1979 وبشرعيتها وأن كل ما إدعوه بشأن هذه الثورة هو إدعاء باطل واحتيال من جهة ودليل على وجود تناغم بين الطرفين الدكتاتوريين الملالي وبقايا الشاهنشاهية المقبورة وهذا التجلي واضح في تحركات الملالي داخل إيران وخارجها وكذلك في تصريحات بقايا الشاهنشاهية المقبورة المخلوعة التي تريد العودة إلى الحياة بعظامها النخرة من بعد موت عميق ولا وسيلة لديها ولا وسبيل أمامها سوى التزاوج مع الملالي والإعتراف بمؤسساتهم القمعية كمؤسسات وطنية ضرورية من المستقبل وهذا ما يجدونه الملالي عامل إنقاذٍ مساعدٍ لهم في مواجهتهم ضد الشعب الثائر، وهذا ما يتطلب تلميع بقايا عظام الشاهنشاهية وبعض الأدوات الأخرى مهما كلف ذلك من ثمن.. وهنا قال الشعب لا للملالي ولا للشاه رافضا أي مشروع للإلتفاف على ثورته وانتفاضته.
- سعى الملالي مراراً لإسقاط شرعية الإنتفاضة بوسمها بالإنفصالية تارة، وتارة بالتبعية للخارج وقد فشلت في كل ذلك حيث كانت ردود الشعب الإيراني في طهران وسيستان وبلوشستان وكردستان وخوزستان واصفهان وتبريز وشيراز وكرج وخرم آباد ردودا واحدة موحدة نقية ودقيقة وموجهة كمعركة سياسية شديدة محتدمة طرفيها الشرعية واللاشرعية (الشعب في صف واحد وتوجه واحد، والدكتاتورية بشقيها الشاهنشاهي والملالي) وكان رد واضحا من خلال الشعار الوطني الذي رفعوه في كل تلك المناطق ( من زاهدان إلى طهران وكردستان و...، ...، روحي فداء إيران) وشعارات أخرى مماثلة جسدت هذا الإنتماء الوطني وإسقطت إدعاء النظام بأن الإنتفاضة ورائها مشروع إنفصالية وسعى النظام إلى إثبات هذه الإنفصالية بالدم سواء بقتل أبناء الطائفة السنية في مساجدهم وشوارعم في سيستان وبلوشستان، أو المداهمات البربرية التي قام بها النظام في كردستان إيران، أو بالهجمات الصاروخية والحربية البربرية للنظام على الأراضي العراقية عدة مرات ولم يُفلح في ذلك.
- لم يعد لدى نظام الملالي مخرجا ولا منقذا من سوء مصيره الذي سيقع عليه عاجلا أم آجلا سوى أن يُحرك تيار المهادنة والإسترضاء لإحياء عظام الشاهنشاهية النخرة وبعثها إلى الوجود ولا مانع لديهم أن يتقاسموا معهم السلطة ولا مانع لدى الطرف الدكتاتوري الآخر أيضا في ذلك والمهم هو الإلتفاف على الإنتفاضة الإيرانية كمحاولة لحرف مسارها والقضاء عليها.
- الغرب يسعى إلى القضاء على انتفاضة الشعب باستمراره في نهج المهادنة والإسترضاء هذا وسعيه الحثيث الآن إلى إحياء الموتى وبث الحياة في بقايا وفلول الدكتاتورية الشاهنشاهية التي سقطت وهربت بفعل ثورة شعبية، سقطت وهربت ولا زال في أعناقها دماء أبرياء ومظالم سجناء بعضهم حيا يُرزق والآخر تفاه الله لكن أولياء الدم وأولياء الحق أحياءا يرزقون.
وختاما .. خلاصة للقول نقول أن المساعي الرامية إلى وأد الإنتفاضة الوطنية الإيرانية أو حرفها عن مسارها هي مساعي أقرب إلى العدائية وأبعد ما تكون عن القيم والأعراف والقوانين الدولية التي يتغنى ويتراقص بها الغرب .. وفي هذه المساعي نوايا واضحة على إبقاء معاناة الشعب الإيراني وشعوب ودول المنطقة إذ لابد للغرب من أزمة يصنعها ويديرها ويعمل على حلها وبين السطور يديم مصالحه.، أما الشعب الإيراني فمنتصر لا محالة.
وإن غدا لناظره قريب
د.محمد حسين الموسوي / كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب وسياساته الراعية للدكتاتورية؛ وجيل الأزمات في إيران
- نظام الملالي يلمع صورته بعفو زائف
- الحقيقة أوراد ثائرة (أوراد ملحمية) (الجزء السادس)
- ابن الدكتاتور شاه إيران المخلوع يخرج عن الأصول والخطوط الحمر ...
- سقطت الأقنعة؛ وبات العرب وكل دول جوار إيران في خطر
- عشية ذكراها السنوية ؛ ثورة فبراير الإيرانية بين الحقيقة والإ ...
- ما بين كورونا وزلزال خوي في إيران؛ وكورونا وزلزال غازي عنتاب ...
- الحقيقة أوراد ثائرة (أوراد ملحمية) الجزء الخامس
- الحقيقة في فكر المُندثرِ، والمُحتضرِ والمُبتعثِ في إيران
- أمير إيران السابق بين الآمال والمحظور
- أوراد ملحمية (الجزء الرابع)
- أوراد ملحمية (الجزء الثالث)
- فلول الشاه وابنه حلفاءا للملالي ورثة أبيه في النهج والمنهج ف ...
- مؤتمر عربي في بروكسل لدعم المقاومة الإيرانية ؛ وانتفاضة الشع ...
- من الحجاب بالإكراه إلى الفكر بالإكراه.. ملالي طهران يصرون عل ...
- عجيب هذا الزمان .. ابن شاه إيران المخلوع يريد إنقاذ الشعب ال ...
- هل سيستقيم الغرب الإمبريالي؛ انقسام غربي تجاهالثورة الإيراني ...
- العقوبات الغربية العبثية على نظام الملالي؛ وحرب العملات على ...
- ميليشيا الحرس الثوري على قائم التنظيمات الإرهابية للإتحاد ال ...
- الغرب وحقيقة ما يجري في إيران والعراق


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الموسوي - الإنتفاضة الإيرانية في شهرها السادس بين الثوابت والتحديات