أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين الموسوي - أوراد ملحمية (الجزء الثالث)















المزيد.....

أوراد ملحمية (الجزء الثالث)


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 17:01
المحور: الادب والفن
    


وهنا يهطل سكوناً مريباً
ودوت من حولنا صيحة قبيحة
صيحة قبيحة مرعبة جلجلت الأرجاء ..
قفزت حبيبتي مرتعدة من مهد أرجوحتها..
وقد سال الدمع منها فياض..
و انقطع وحي التغاريد ..
وتوقفت ريشتي عن السيل ..
هرعت إليها وحضنت وجنتيها ..
برفق أناملي ومسحت دمعها..
بحنين شفاهي ودثرتها برمش العين ..
وهجعت الى جوارها ..
وهجع الصمت في موضعنا ..
وإذا بالصيحة الغبراء تعود ..
عادت تجلجل الأرجاء ..
بصوت غراب قبح وجه الغربان ..
فبرأت منه .. وحلمت أن تبرأ منه الامة..
ففي كل أمة غربان الرجس
غربان الرجس وبوم النحس
وفي أمتي نحس يتطهر بالرجس ..
صاح ذاك الغراب القبيح يقول ..
أفيقي أيتها الأمة وانهضي..
أفيقي قطعانك وايقظي الخيال لنحتفي ..
لقد غفت الإمبراطورية الأمصفوية
وفي زهو غفوتها قَصفت عطارد وزحل
قًصفت عطارد بالنووية على عجلٍ.. أجل
نعم قصفته اليوم .. وغدا تقصف زحل ..
وأسقطت جموع شعبه الأعزل صرعى..
يا للهول.. كل ذلك وهي غارقة في نومها
ماذا لو فاقت.. ماذا لو صدقت ماذا لو صلُحت
آآآه .. وآآآآآه .. وآهات .. وقرون آهات وألم
ومثلها كون من الآهات يا أمة وهم ...
لا.. أيها الحاقد لا.. لقد قصفناه وانتصرنا ..
وغدا نقصف المريخ وزحل..
وسنستعيد مستعمراتنا في الأندلس
وفي الصين وكوكب الأرض قريبا جدا ..
هلموا نحتفل بالنصر عليهم ..
فالجيش الغافي قد زف البشرى ..
زف البشرى لجلالته فأفرط وثمل ..
وهل يعقل .. كيف يفرط الغافي ويثمل ..
أجلٌ أجل.. فكما فعل الأولى الثانية فعل ..
لقد فعل وكذلك الرعية على الشاكلة تفعل..
ولتثمل رعية الإمبراطور فقط ..
فلتثمل رعيته فقط فهي المنتصرة...
فلتثمل بنخب النصر أربعين يوما..
ولتفق أربعيناً أُخر..
لتثمل تسعون بعدها..
ولتسترح أربعون أُخر وتثمل..وتثمل
وتثمل عاما بعدها وتفق أربعون يوماً أُخر..
وتثمل دهرا بعدها.. وتمضي زاهيةٌ!! أجلٌ ..أجل
وتستمر الفتوحات والنصر للسكارى ..
النصر للسكارى.. نصراً حتى الثمالة..
نصرا يُلبِسُ العار لأهل كوكب الزُهرة..
نصرا ينكل بهم وبما يدعون..
وتستمر الانتصارات..
وتستمر الاحتفالات على سيرها...
هكذا رسموها.. هكذا رأيتها..
هكذا رسموها.. وهكذا رأيتها..
وهذه صورة من صور الحقيقة تزهو..
صورة من صنع بغي نثرتها الغربان..
نثرتها الغربان وباتت أوكاراً للبوم..
أوكاراً للبوم .. ونحس يرافق أمة
أمة حقيقتها عليلة وعلتها الوهم..
حقيقتها عليلة وعلتها الوهم.
وفي الوجه الآخر في النورِ..
حقيقةٌ أزلية...
رغم حصار الغربان ونحس البوم
حقيقة النور لا زالت مشرقة..
من بغي الأدعياء.. من هول النكبة
شحب وجهي وغارت ذاتي في سحيقها..
وباغتني من دثرته برمش العين يحويني..
وبدفيء الروح يرمقني ...
قالت أيا فخري.. ما قاد إليك نعيقهم ..
جميل صنعك في الأرجاء يزجرهم
ومداد حبرك اللامرئي يرعبهم
وطهرنا طهر القلوب يسحقهم
وفيض حبي لك مع الأيام يفنيهم
ذاك حبك ..
هذا عشقي مع الأيام نفنيهم
وفي عناق هامت فيه الروح مع العقل..
غرقنا في عالم الجمال بعيداً بعيداً حتى الفجر.،
بعد إرتواء رسم النور خيطه على الأرض..
وقد طلت الشمس من موضعها مظلمة..
وبوقع خطوات واثقة انطلقنا..
انطلقنا معا لنرى رعيتهم..
تلك الرعية المحتفلة فوجدناها صرعى..
ثملةً مغطاةً بالرجس مؤطرةً فيه..
وقد أظلمت عليهم الشمس..
أظلمت عليهم وشحت ..
شحت و شاحت عنهم بنورها غاضبة..
و أوحت إلينا أن إلى مواضعكم ..
فرجعنا إلى مواضعنا.. الى مخدعنا ..
هلكتنا الصدمة.. وخارت قوانا
هلكتنا الصدمة من هول نهضتهم..
نهضة الغافلين في سحيق سكرهم..
هذا ما رأيناه وغادرنا ..
غادرنا .. وغادرنا بؤسهم
وحل الظلام على تلك الرعية خلفنا..
وآوينا إلى مخدعنا وفيه..
وفيه سكنا في سكون كأن لم نكن
ومضينا إلى لا شيء إذ لم نكن ..
هربت من سكوني مفجوعا ..
فلقد أثارني صمت حبيبتي..
كنت قد عشقتُ الحقيقةِ يا بشر
أثارني صمت الحقيقة حبيبتي..
لقد هالها ما رأت وما ادعوا..
وهل من حقيقة غيرها يا ترى؟
أوجهاً آخر للحقيقةِ يُصنعُ ؟
نعم هذا ما جرى.. للحقيقة وجهان..
وجه للبوم وللغربان .. ووجها آخر..
وجه حبيبتي ذاك وجهُ الحقيقةِ يَلمعُ..
ذاك وجه الحقيقة يُضيئُ ويَلمعُ ..
أمسكت بوجنتيها أنهضُ بها..
هلمي إلى الدفء ..
هلمي إلى فناء النور منزلنا..
هلمي فانت النور ولن تبقى غير صورتك ،
وغدونا وصمتُ الجمالِ زينتنا .. ومضينا
حتى إذا اصبحنا وجدنا الشمس ..
من نور حبيبتي مشرقةً دافئة
تحضننا ..تحتوينا تؤججنا وتشعلنا ..
تشعل وميض نور الحواس الكامن فينا..
بدت وكأنها موجهةٌ إلينا بنورها
الينا .. إلى الأنصار إلى أهل العهد ..
إلى أُناس يتطهرون بالنور قبل الماء ..
وفي المساء ودعتنا على أمل ..
ودعتنا وتراجعت؛ ودفعت إلينا بالقمر..
تراجعت ودفعت إلينا بالقمرِ ..
ينسابُ سريعاً متراقصاً بالضياء..
وكأنها من أمر بحضوره المهيب أمامنا ..
ليتجلى حافلا مواسيا ..فناجيناه بحبنا
ناجيناه ولسان الحال يقول
تجلى من عليائه بأبهى طلعةٍ
ممطرا علينا بوابل من الآمال يروينا
ناجيناه بجميل لحنٍ وطهر المضامينَ
وبكينا حال من حل عليهم الظلام خلفنا
ومجدنا إيمانا زاهيا فينا حولنا
ومجدناه مكللاً بيقينٍ قائمٍ فينا
مضينا وتركناهم في عارهم خلفنا
ترفرف رايات عوراتهم عالية
وراياتنا بيض بالطهر زاهية
أبدية تخيم على الآفاق منيرة
منيرة بالعهدِ والنورِ قائماً فينا
ودعناه والحب يملأنا
ودعناه والخير هادينا
وملاحم الحب نشوتنا
وشعاع النور ماضيا فينا...
... ... يُتبع
د. محمد حسين الموسوي ( د.محمدالموسوي )/ كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلول الشاه وابنه حلفاءا للملالي ورثة أبيه في النهج والمنهج ف ...
- مؤتمر عربي في بروكسل لدعم المقاومة الإيرانية ؛ وانتفاضة الشع ...
- من الحجاب بالإكراه إلى الفكر بالإكراه.. ملالي طهران يصرون عل ...
- عجيب هذا الزمان .. ابن شاه إيران المخلوع يريد إنقاذ الشعب ال ...
- هل سيستقيم الغرب الإمبريالي؛ انقسام غربي تجاهالثورة الإيراني ...
- العقوبات الغربية العبثية على نظام الملالي؛ وحرب العملات على ...
- ميليشيا الحرس الثوري على قائم التنظيمات الإرهابية للإتحاد ال ...
- الغرب وحقيقة ما يجري في إيران والعراق
- إحياء نظام ولاية الفقيه الكارِه المحتضر؛ خطيئة لا تغتفر
- البيع والمتاجرة بصبيان أحداث في سجون سلطة ميليشيات الملالي ف ...
- ولاية الفقيه والغرب؛ فضائح مزدوجة وقادة نظام الملالي جواسيس ...
- بطولة كأس الخليج (25) في البصرة ؛ الدروس والعبر
- الإغتصاب .. والقتل والخطف والاستعباد صورا من هوية نظام الملا ...
- نظام الملالي ينتظر سوء المصير ؛ والشعب يصنع يوم الخلاص
- نظام الملالي يحتضر؛ وسجناء الشاه هم سجناء الملالي اليوم
- أيقونة تبريز طالبة الطب الآذرية الشهيدة آيلار حقي
- الوسطية والتسامح ثوابت البديل الديمقراطي لنظام حكم الملالي
- العنوان / قراءات في مدلولات الإنتفاضة الإيرانية في اليوم ما ...
- نساء كالأسود تتكالب عليها الضباع
- للجريمة صورة وأصل في إيران الملالي


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين الموسوي - أوراد ملحمية (الجزء الثالث)