أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد حسين الموسوي - جلادون في الوسط الأكاديمي؛ فماذا بعد في سجن إيران الكبير














المزيد.....

جلادون في الوسط الأكاديمي؛ فماذا بعد في سجن إيران الكبير


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 7618 - 2023 / 5 / 21 - 15:28
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


من الأوساط التي يجب أن تكون بعيدة عن سطوة الأجهزة القمعية الوسط الأكاديمي والقضائي والنقابي والإعلامي.. هذا في الدول التي تخضع للمسميات والمفاهيم أما في ظل سلطة الجماعات ومراكز القوى التي تسود من حولنا فحدث ولا حرج.
جلادون وسفاحون هنا وهناك وزعتهم سلطة نظام الملالي الفاشي في كافة أرجاء إيران، وتجار دين جهلة قد ملأوا الآفاق بالنفاق في إيران وتمددوا منها إلى الجوار، وتجار وسماسرة سلطة لم يعودوا يعترفوا بملايين الدولارات كمبالغ بعد أن تعاظمت سرقاتهم بين مسروق ومنهوب ومسلوب وأموال رذيلة وسحت وبغاء وربا وتجارة مخدرات وتهريب حكوميين وفتاوى جاهزة لتحليل المُحرم وتحريم المُحلل لتصبح دولة إيران اليوم دولة نعيم لأقل من 4% يعيش النعيم ذاته وكأنهم ليسوا في إيران ولا ينتمون إليها؛ وسجن في الجحيم لأكثر من 96% من الشعب الإيراني هم الأساس والوجود وصدق الإنتماء، وقد حددهم الملالي للواجبات والمهالك وحطباً لنعيمهم في دولة الخلافة التي تعتمر الجهل والدم سلاحا للوجود والاستمرار في سلطة البغي.
عندما يتحول الوسط الأكاديمي إلى شعبة قمعية للمخابرات الإيرانية واستخبارات الحرس؛ ويتحول البرفيسور في الجامعة إلى جلاد وهو بعمر أبٍ أبناؤه في الجامعات هذا إن كان له إحساساً بالأبوة، وتتحول الجامعة منارة العلم والنور إلى مركز للقهر والقمع والإضطهاد وقتل الأمل ووأد مشاريع المستقبل قبل أن تُولد، ويتحول الوجود والحياة في إيران إلى عقوبة فلا تسغرب ذلك لأنك تعيش في سجن الجحيم، نعم لقد فاقوا كل الأنظمة القمعية، فاقوا غستابو ألمانيا الشرقية وشاوشيسكو رومانيا.
قال لي أحدهم وهو أهل حكمة وخبرة هل أسرك بشيء قد تتفهمه وتتذكره وتذكره من بعدي إن حكم الأجل ولم نلتقي فيما بعد، فقلت له تفضل؛ قال ما دامت العملية في إيران قد بدأت بالتحايل والغش والخديعة والخروج عن العقائد لغاية غير مشروعة في أنفسهم، وتُصبح المسميات في غير محلها ويتصدر الجهل والسلاح المشهد ستكون سلطة العمائم هذه التي طبل لها البعض وباءاً على العباد وستصبح إيران سجناً كبيراً كريهاً وستُحدِث هذه العمائم رِدةً في النفوس والعقول وسيصبح الدين والقيم في خطر حتمي، وقد أدرك الملالي ذلك منذ الوهلة الأولى لسلطانهم ولولا حرب الثمان سنوات مع العراق لسقط الملالي خلال العشر سنواتٍ الأولى من حكمهم على أقل تقدير، وقد صدق فيما قال وأصاب في قراءته للموقف؛ وعليه فالأمر ليس جديداً، وليس غريباً ما يجري في إيران فنظام الملالي منذ أن أُستُخلِف كخليفة معمم على عرش الشاه والبؤس والظلم والإعدام والاضطهاد والنفاق والكذب نهجٌ قائمٌ في إيران كنمط حياة ويتنامى يوماً بعد يوم إلى أن استفحل اليوم بفضل الدعم الغربي لنظام الملالي وتستر الإعلام على جرائم؛ لكن تكنولوجيا الإعلام ووسائل الإتصال والتواصل الحديثة قد فضحت كل شيء.. فضحت كل شيء وكشفت المستور فلم تعد هناك قداسة لأحد من أولئك الذين أفتروا على الله كذبا، وزادت تلك التكنولوجيا من التواصل بين كافة الإيرانيين في الداخل والخارج حتى أصبحت ثقافة المقاومة الإيرانية اليوم مجسدة في رأي الشارع والبيت ومن في السجن ذلك لأن تلك الثقافة معبرة عن آلام المضطهدين والمظلومين وأبناء الشهداء والمعدومين والمُعدمين، وصوت ونور الحق يسري وينتشر ويعلو ولا يعلو عليه شيء وإن طال الأمد.
على الرغم من سطوة ثقافة الموت والسلاح والخداع التي ينتهجها نظام الملالي في إيران لم تنطفئ ثورة الشعب الإيراني وبلغت ذروتها اليوم حداً لا قِبل للملالي وجنودهم به وقد أوجعهم وهز كبريائهم وأضاع هيبتهم دور الطلبة والنساء في هذه المرحلة من الإنتفاضة الوطنية الإيرانية ما دفع بالملالي وجنودهم وأدواتهم إلى ممارسة أساليب قمعية أكثر وحشية وخسة كتسميم طلاب المدارس خاصة مدارس البنات بهجمات كيميائية موجهة ومفضوحة مهما كانت التبريرات والتصريحات فالملالي قد فضحوا أنفسهم بأنفسهم في بادئ الأمر عندما قالوا إنها هجمات لجماعة متطرفة أعلنت مسؤوليتها عن ذلك بقصد حرمان الفتيات من التعليم وجاء عدم إكتراث الملالي بجرائم تسميم الفتيات تناغماً مع تلك الجماعة المتطرفة المزعومة التي لا نعرف من أين أتت بهذه المواد الكيميائية وكيف تدربت على استخدامها كما وكيفاً، وعلى نفس المستوى والنهج القمعيين كان قمع طلبة الجامعات وملاحقتهم بملفات كيدية وطردهم من الجامعات أو تعليق دراستهم لفترات طويلة ومنهم طلبة ماجستير ودكتوراة يحملون مشاريع الأمل للمستقبل وقد أنفقوا على دراستهم الكثير.
تسعفني ذاكرتي بتلك الطالبة الجامعية البريئة التي تخاطب الوسط الأكاديمي الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من السلطات الأمنية القمعية حيث تعرضت هذه الطالبة إلى مجلس تأديبي قمعي أُصيبت على أثرها بنوبة قلبية حادة ودخلت في غيبوبة بعد أن تكالبوا جميعا على تعنيفها وخاصة رئيس الجامعة.. تقول هذه الطالبة بعد أن فاقت من غيبوبتها (لازلت أحيى ولم أمت.. هكذا فعلوا في الجامعة ببنت عمرها 21 عاماً) وتعني بذلك كيف كانت قسوتهم وبربريتهم ولم يكن في أحدٍ منهم روح الأبوة أو أثر أكاديمي يردعه ويهذب نفسه ويذكره بأنه في مؤسسةٍ أكاديميةٍ وليس في مركزٍ قمعي.
فماذا بعدُ في إيران الملالي بعدَ أن أصبح الوسط الأكاديمي قمعياً، والمحامي مستهدفاً بلا حصانة ولا يحق له قبول القضايا التي لا تروق لسلطة الملالي القضائية، وبعد أن كان المحامي مخلصاً للأبرياء من غياهب السجون بات اليوم لا يجد مَن يخلصه مِن السجن والإضطهاد، وبات الصحفي وصاحب الرأي الحر لا يجد ما يكتبه وأصبح والمحامي يخشيان على أنفسهم من قفص البغي لقول كلمة حق.
صورة الأوضاع قاتمة مبكية مشينة ولا يمكن اختصارها بكلمات ولا يمكن أن تسترها كل محاولات واتفاقيات الكون.. والحق يعلو ولا يعلو عليه شيء.
د. محمد حسين الموسوي (د.محمد الموسوي)/ كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ثوري المحرقة
- لم يعد الأول من أيار مايو عيداً للعمال بل يوماً من أيام العب ...
- نظام الملالي يحبو إلى أفريقيا والمغرب العربي
- المسؤولية عن قتل وتسميم ملالي الشؤم لبنات وأبناء الشعب الإير ...
- نيساني المولد
- ما وراء الخطاب؛ في رسالة 130 نائباً أمريكياً إلى جوزيف بورِل
- أدوات نظام الملالي ونجاحه في إدارة الصراع مع العرب
- خفايا ما جرى في جريمة قتل الشابة الكردية جينا (مهسا) أميني
- من باريس الإسلام يكرم المرأة ولا إكراه في الدين
- إنهم يقتلون الإناث في إيران
- نظام الملالي يقدم قواعد الشك والريبة في مفاوضات الساعة الساد ...
- حوار الساعة السادسة والعشرون ؛ حوارٌ خارج الأُطر
- شتان بين عفو الصعاليك؛ وعفو الدول ذات المؤسسات عفو ولي فقيه ...
- أغلبية تشريعية أمريكية تسقط تيار المهادنة مع نظام الملالي
- نضال المرأة الإيرانية وحصادها في 8 آذار/مارس2023
- عبودية المرأة في إيران وميادينها الخارجية في ذكرى يوم المرأة ...
- النظام الإيراني نِداً للنظام العالمي من مجلس حقوق الإنسان في ...
- من المخدرات إلى الأسلحة الكيميائية ضد قاصرات في إيران والعرا ...
- لا نعرف أي المواقف نستنكر في اجتماع مجلس حقوق الإنسان
- الغرب يكفر بذاته ويرسي قواعد المنظومة الدكتاتورية في إيران


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد حسين الموسوي - جلادون في الوسط الأكاديمي؛ فماذا بعد في سجن إيران الكبير