أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - أسهل وصفة لتدمير بلد














المزيد.....

أسهل وصفة لتدمير بلد


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7699 - 2023 / 8 / 10 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن يحتاج حفارو القبور جهدًا مضنيًا للحصول على تلك الوصفة، فكتب التاريخ المهترئة حافلة بذلك، لكن عن أي عقل يجب أن نتحدث عندما يتعلق الأمر بمن يقضون حياتهم في العيش مع وصفات تدمير البلدان!
نوري المالكي سيوصف بأنه أكثر السياسيين الذين قضوا حياتهم في أن يكونوا جامعي وصفات تدمير العراق، وكان يؤقّت توزيع تلك الوصفات كلما انتابه شعور بالهامشية، يريد أن يكون في المتن ويمنح نفسه الحق كعقل قبوري في أن يكون حاضرًا في تاريخ عمره أكثر من ألف سنة، يتحدث مثل أي ذهنية طائفية بوصفه شاهد عيان على ذلك التاريخ! المعضلة الأقبح من تلك الشهادة هناك من يُعبّر عن دهشته بهذا الكلام ولا يكتفي بمجرد الاستماع إليه كتعبير عن الازدراء.
لم يتوقف نوري المالكي بوصفه أكبر تفاهة طائفية وسياسية مرت على العراق المعاصر في استحضار وصفات تدمير البلاد، هو يصنع الأزمات الكبرى ولا يريدها أن تذهب هباءً، فالأزمات أفضل الطرق لبقائه في المقدمة.
فليس من قبيل الصدقة الاحتفال الأخرق الذي أقامه لتاريخ ملتبس لا أهمية له عندما تنظر الدول والمجتمعات إلى حاضرها من أجل ترسيخ الحوكمة الرشيدة وقراءة التاريخ بهدوء من أجل استلهام دروسه، في رغبة منه لجعل ذلك التاريخ، بغض النظر عن زيفه حقيقة معاصرة.
كان المالكي في ذلك الاحتفال الأخرق يريد أن يكون سيد المسرح العراقي في تراجيديا تاريخية راديكالية تكشف مقدمتها عن العمائم السوداء والبيضاء، وتجسد المثال الأكثر خطورة في المأساة العراقية المتواصلة بإدارة أبنائه الذين فتحوا الباب لغيرهم وقبلوا السير في الطريق الأعمى.
كان ذلك جزءًا من المشهد، لكن ثمّة مساحة اجتماعية غائبة هي بالأساس المعبّر بجدارة عن عصر النخب المنهار في العراق، بينما المساحة السياسية والطائفية تقدّم نفسها بكل رثاثتها كبديل شرعي للنخب.
كان المالكي في كل هذا الكلام الأبله يريد أن يقول استحوذنا على مال البلاد ونتحكم بما هو موجود في البنوك أيضًا، لدينا ذاكرة أفضل لسرد وقائع التاريخ وفق مشيئة المذهب، المنازل والقصور كانت جاهزة كي نسكن فيها، ولم نضف إليها قطعة حجر واحدة، لدينا مهرجانات للنحيب أكثر وأوسع، نحن أهم وأحق في الاستحواذ على المشهد برمته.
هكذا تكون النخبة في العصر السياسي والطائفي الرث تعبيرًا عن الكراهية السياسية لعصرنا.
لماذا التاريخ الميت، يعيش مع المالكي ويرفض مغادرة ذاكرته وأحلامه ومعيشته، أنه ميت فلماذا يراه يتدفق بالحيوية؟
عندما نعود إلى المعضلة الأخلاقية والشخصية التي يعيشها هذا السياسي الطائفي، فسنجد الإجابة بيسر، فكل تاريخه مهين ويحط من قدر الدين باسم الدفاع عن الطائفة.
يمكن أن نجد إجابة من نوع آخر بما كتبه صديقي فاروق يوسف، فهو يرى بالمالكي لقية أمريكية قبل أن يكون اكتشافًا إيرانيًا. ويؤكد على أن المالكي لن يتردد في الكذب والتلفيق وهو يعرف أن أسياده استعملوه في لحظة سوء فهم. خطأ هنا أو هناك لا يضر ما دام الكلام الطائفي يؤدي دوره في إشعال الفتنة. دمر المالكي أشياء عزيزة في العراق منها الدولة والجيش ولا يزال رأس الفتنة.
حتى يصل فاروق إلى وصف المالكي بشباك إيران وباب العراق!
قبل سنوات رفع في بغداد بمهرجان مسرحي للتعزية شعار ينم عن السقوط المريع الذي تحدث عنه شكسبير، فشكسبير ملهم كبير عندما يتعلق الأمر بالأخبار السيئة فالبشر ضعفاء، غير أخلاقيين، شهوانيون، مخادعون، قتلة، غيورون، متهورون، مجانين، وفي سعي الناس للحصول على الحب والسلطة، بات شيوع الموت والكوارث من متلازمات الحياة، حسبما يرى.
اختار مسرحيو الأحزاب الحاكمة جملة مستوحاة من ضحالة العقل القبوري شعارًا للمهرجان “إذا كانت بغداد عاصمة الدنيا، فكربلاء عاصمة الدنيا والآخرة”! هكذا لم يعد التاريخ وحده مصدر الخرافة، الحاضر العراقي غراب يعيش أحكام الماضي الملتبس، يرتدي ربطة العنق ويجلس على مسرح الصلف. الذي وقف عليه نوري المالكي بين أتباعه ليس بوصفه معتوه يستقدم التاريخ كخنجر لتقطيع أوصال البلاد، بل كمدافع عن عقيدة رثة وجمع الاتباع حولها.
كم يشعر التاريخ بالابتذال وهو يُعرض في مهرجانات العرائس الطائفي ويكون رواته النماذج الضحلة في المنطقة الخضراء ولصوص الدولة في العراق.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت يفقد مواصفاته العراقية!
- هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟
- بورخس قارئ رقمي!
- العنصري في غربته يبيع الماضي
- إيلون ومارك كالحلوى بمذاق مر
- يكذبون علينا ونكذب عليهم!
- يا لوجع مي من دون رافع
- متى نستعيد أمل خضير
- لا أسعد من ذوي الياقات الزرقاء
- ساعة تسديد الحساب الوطني
- رومانسية اقتصادية بين واشنطن ولندن
- إيكاروس بغداد بمذاق تمر مر
- بايدن أم ترامب: ذعر الخفافيش العمياء
- فائق حسن وصدام حسين
- عمار الحكيم زعيم العروض الصوتية الزائفة
- عودة إلى سوينتون والصائغ
- ومتى كانت كرة القدم عادلة؟
- ما ينتظر الحكومات…
- مرة أخرى، الإعلام الغربي أطلق النار على قدميه!
- تويتر مشتاق لدورسي


المزيد.....




- أنطونوف: الإهانات الأمريكية لروسيا دليل يأس واشنطن
- سياسية ألمانية تعتبر السماح بضرب أهداف روسية بأسلحة ألمانية ...
- وفود الدول تنسحب من جلسة خاصة بفلسطين مع بدء كلمة ممثل إسرائ ...
- زاخاروفا: اضطهاد الروس في أوروبا أصبح -عاديا- في السنوات الأ ...
- عقب حل لغز اختفاء المواطن السعودي هتان شطا في مصر.. البحث عن ...
- الخارجية السودانية: عدد الضحايا في قرية ود النورة ارتفع إلى ...
- -العمال البريطاني- قد يتعهد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ببر ...
- تشييع جثامين 3 شهداء برصاص جيش الاحتلال في جنين
- الدول المحتفلة بالذكرى الـ80 لإنزال النورماندي تؤكد دعمها أو ...
- 5 شهداء بغارة للاحتلال على مبنى لبلدية النصيرات وسط قطاع غزة ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - أسهل وصفة لتدمير بلد