أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد السيد السّكي - ما ظنكم برب العالمين؟!














المزيد.....

ما ظنكم برب العالمين؟!


محمد السيد السّكي
كاتب وروائي مصري واستشاري تحاليل طبية

(Mohamed Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7699 - 2023 / 8 / 10 - 09:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فى وجهة نظري ان معضلة الاقدار وعطاء البعض وحرمان الآخرين ستظل قائمة لكي تكون كاطوار القمر فيراها البعض بدرا متلألا ويراها الآخرون محاقا خافتا ذابلا ..
لابد أن يكون الشك قائما واتهام الله بظلم بعض خلقه مشتعلا وهذه سنته فيتدخل بالتدخل اللطيف ولا يكشف عن تدخله فلا يشعر به الا اولو الألباب و لا يتدخل التدخل الصارخ حرصا على استمرار تجربة الاختبار الاعظم في الحياة.. وليقدم مشهد البركة الضحلة التي تتلطخ عقول البعض من شركها ويذهبوا في طريق الشك في عدل الله البر الرحمن..
وفى هذا اطرح بعض النقاط :
-الدنيا دار اختبار و هي دار يتعرف فيها الخلق من خلال تفاعلات الحزن والفرح والاحساس بالغبن والتفرقة في الحظوظ وغيرها ع الله كمحاولة تقريبية للكشف عن ذاته المكنون.. "انه اضحك وابكى"
- عطايا الله ونعمه لا تحصى فلن تستطيع بالتفصيل ان تضع يدك عليها ومن ثم فان حكمك على الأشخاص بانهم أخذوا او منعوا هو حكم قاصر..
- المتعة سر إلهي هو وحده يملك مفاتيحه ولتعلم ان كل متعة دنيوية هو مالك لنصابها فتظن انك ملكت صهوة جوادها وانت مخدوع مخدوع..
وكل منا مرت به لحظات في حياته ينكشف له منها ان المتعة نسبية وقد يختلف مقدارها من لحظة لأخرى مع تحقق نفس بواعثها ومدخلاتها ..
- وكما ان المتعة نسبية فان العذاب نسبي مثلهم كجميع الصفات المعنوية الغير معدودة والتي يمكن معرفة مقدارها بالمقارنة والمعايرة..
- اعلم انك لو عشت طول حياتك في شقاء وعناء فان لحظة واحدة يمن الله عليك فيها برضاه فانها ستزيل عنك كل شقاء ومنقصة و إذلال فالله هو الجبار الذي يجبر كسرك ويسمع انينك ولا يظلم العباد..
- نرى في الدنيا ملامحا كثيرة تدل ظاهريا على ان الخلق في ارزقهم لم يحظوا بنفس المقدار فليس كل إنسان ياخذ كما يقولون الاربع والعشرين قيراطا وهذه معضلة لن تجد احدا يجيبك عليها لأنه في طياتها احد الأسئلة المهمة لك في تجربة امتحانك في الحياة والتي هي عبارة عن سؤال مهم ماظنكم برب العالمين؟! ..
سبحان الله ربي العدل اللطيف الذي جعل نفسه قيما على نفسه ولا يرضى الظلم لخلقه ولا يظلم الناس شيئا وتحضرني هنا بعض القصص التي ربما تجد في مغزاها ما يجعلك تتعرف على معضلة الاقدار وبركة العقول القاصرة..
القصة الأولى :
لقد كان الإمام مالك يؤمن بأن الرزق مقدر لك وسيأتيك حتى ولو بدون حركة وكان تلميذه الشافعي يرى وجوب الحركة للحصول على الرزق. وذات مرة طلبت سيدة من الشافعي ان يحمل لها جوالا من البلح فاعانها وكانت مكافأته ان تعطيه المرأة كيسا من البلح ففرح الشافعي وذهب لاستاذه مالك واعطاه بعض التمرات وأخبره بالقصة وقال الشافعي : لولا الحركة لم تكن هناك تمرات نأكلها!!
فضحك مالك وقال : تحركت انت لادراك رزقك ولم اتحرك انا فاتيت لي برزقي!!
القصة الثانية :
كان العارف بالله ابراهيم بن أدهم من كبار التجار وذات يوم وهو فى رحلة تجارة راى طائرا جريحا في الصحراء فانتطر بمقربة منه لمعرفة مصيره؟
فلم تمض ساعة حتى اتى طائر واطعم الطير الجريح
من لحظتها ترك ابراهيم الدنيا وتجارته ولازم الخلوة والجبال وصار من كبار الزهاد فسأله مرة احد المفكرين :
لماذا تركت يابراهيم تجارتك؟
فاخبره ابراهيم بالقصة.. فقال الرجل :
ارضيت ان تكون الطير الجريح ولم ترض ان تكون الطير المطعم؟!
وهكذا ستظل معضلة الاقدار وسيظل حسن الظن بالله وسيظل فيض النور من الله على عباده الحكماء وستظل بركة الطين تلطخ عقول البلهاء..
لقد أكرم الله طه حسين بزوجة داعمة له ولولاها لاختلف ناتج طه حسين الدنيوي ، ولقد مرض ستيفن هوكنج بعد حصوله على الدكتوراة ولو مرض مبكرا لما عرفنا إبداع الرجل ولا الثقوب السوداء..
فالله مدبر للامور ولتعلم ان لطف الله يحلق فوق رؤوس اهل البلاء فلا تراه عينك ولا تعرف له مكان..
ولتعلم ان هناك فارق بين عدم الثقة فى قدرة الله العزيز على تغيير الامور والاحوال فى خلقه ، ومابين توهم الانسان وسوء ظنه! من عدم تغيير احواله ؟ . فمن ينكر قدرة الله هو احمق جاهل عميت بصيرته عن رؤية تدخل الله الرحيم ، وهو جاحد معطل لصفات الله الجليل ، اما الاخر المتشائم القلق المحبط فلربما ارهقه التعطيل ، ولربما لم يسترجع فى صحيفة حياته سوى الالم والكدر والضيق ، فتكدرت سماء دنياه بغيوم الظن والأنين !..
ولكن الله البر الرحيم يأبى الا وان يكشف عن كل محزون ضيقه ، وعن كل صاحب هم همه ، ولا يتركه لنفسه ودنياه وظنونه اسير ..فتبارك الله صاحب التدخل اللطيف الرحمن الرحيم..

بقلم د. محمد السيد السِّكي استشاري تحاليل طبية وكاتب وروائي مصري

#محمد_السيد_السكي



#محمد_السيد_السّكي (هاشتاغ)       Mohamed_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من زنزانة التصميم الذكي
- مشكلتي والتطور التحولي
- العرش ومنتهى التدبير !
- معالم النهضة المجتمعية
- انيميا المصريين الخبيثة! : ديموقراطية النخبة والجموع
- ذبابة مايو والحيوان وفلسفة الموت!
- أين اهل الاتزان و مذهبهم؟ .. مقاربة حالمة!
- دليلة واستير... جواسيس في أسفار العهد القديم!
- مقاربات العلم... الانسان والوعي !
- ميلاد مملكة جوجل !!
- أجنحة المنطق المتكسرة
- سرنمة الحياة !!
- توبة ابليس... وفلسفة الصفر والكربون !!
- موت الغرب وأفوله... تأملات وهواجس!!
- الفلسفة السياسية لادلة التفاعل الكيميائي !
- كورونا والنجوم !
- سر الحياة وفلسفة الخلية!
- صهيونية الاسيتون !!
- فخ الزمان ومعضلة المالانهاية!
- التدوين والتنوير.. الداء والدواء ؟!


المزيد.....




- راكب في مقصورة أمتعة على متن طائرة.. هل هي فكرة سديدة؟
- في فيتنام.. مسار قطار يقدم تجربة جديدة لركابه الأثرياء
- لحظات مرعبة عاشتها الأم.. مشتبه به يسرق سيارة بداخلها رضيع ف ...
- ألمانيا تدعو إلى تحقيق بعد تقرير CNN بشأن انتهاكات مزعومة بح ...
- مصر.. قرار جديد من نيابة بورسعيد بحق المتهمة بتخدير طفلها لا ...
- لماذا أبرمت الهند اتفاق تشابهار مع إيران رغم التحذير الأمريك ...
- -السِكّين - وسلاح سلمان رشدي للدفاع عن حرية الكلمة
- TikTok يختبر الميزة المنتظرة!
- ماذا حدث في بشكيك؟.. الجالية المصرية بقرغيزستان تصدر تعليمات ...
- البيت الأبيض يسخر من -عناق- الرئيسين الصيني والروسي


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد السيد السّكي - ما ظنكم برب العالمين؟!